1259632
1259632
العرب والعالم

تركيا بصدد التحضير لترتيبات عسكرية وسياسية بشأن إدلب

05 يوليو 2019
05 يوليو 2019

رصد 22 خرقا لوقف العمليات العسكرية خلال24 ساعة في سوريا -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس في نشرة لها بشأن الوضع في سوريا بأن الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية التركية في سوريا رصد خلال الـ24 الساعة الأخيرة، 5 خروقات لنظام وقف العمليات العسكرية، وذلك في محافظتي اللاذقية (3) وحماة (2). وذلك في حين رصد الجانب التركي 17 خرقا، في محافظات حماة (11) وإدلب (4) وحلب (2).

وأضاف المركز أنه خلال الــ24 الساعة الماضية لم يتم توقيع اتفاقية حول الانضمام إلى نظام وقف العمليات العسكرية، وبذلك ما زال عدد المراكز السكنية المنضمة إلى هذا النظام حاليا 2531 مركزا.

ولم يتغير عدد الفصائل المسلحة التي أعلنت عن قبولها بتنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية وهو 234 فصيلا.

وأفادت مصادر سورية لم يتم الكشف عنها في تصريح لموقع «العربي الجديد»، بأن تركيا بصدد التحضير لترتيبات عسكرية وسياسية للتعامل مع ملف محافظة إدلب، وأولها حل معضلة تواجد «جبهة النصرة» هناك.

وقالت المصادر نفسها: إن إدلب ستضاف إلى منطقة «غصن الزيتون»، التي تضم مدينة عفرين وريفها، إضافة إلى منطقة «درع الفرات» في ريف حلب الشمالي، واللتين باتتا منطقتي نفوذ تركي بلا منازع.

وأكدت المصادر أن أنقرة أبلغت شخصيات في الائتلاف الوطني السوري المعارض، وما يسمى بالحكومة السورية المؤقتة، أن هناك ترتيبات سياسية وعسكرية وشيكة تخصّ محافظة إدلب وعليهم الاستعداد لهذه المرحلة.

وأضافت المصادر السورية أن «مسألة هيئة تحرير الشام ستحل أواخر هذا العام، سلما أو حربا، بحيث لن يكون هناك فصيل متشدد يشكل مصدر قلق إقليمي ودولي في شمال غربي سوريا، وأن الحكومة السورية المؤقتة سيكون لها الدور الكبير في إدارة المنطقة».

ووفق المصادر فإن الجانب التركي سيوكل لنائب والي «هاتاي» التركية مهمة الإشراف الإداري والخدماتي على محافظة إدلب ومحيطها حتى نضوج الحل السياسي الشامل للقضية السورية، على أن يتولّى ما يسمى «الجيش الوطني»، التابع للمعارضة السورية، المهمتين العسكرية والأمنية.

وأكدت المصادر أن ما يعرف بـ«هيئة تحرير الشام» في إدلب «لم تعد كما كانت من حيث القوة والنفوذ»، مضيفة «أسهمت الانشقاقات والخلافات داخل كوادرها في إضعافها، فضلا عن أن سياساتها المتشددة، وتدخلها في كل شاردة وواردة في الحياة العامة، أفقدها رصيدها الشعبي».

وقد أعلنت الرئاسة التركية أن قمة ثلاثية جديدة حول سوريا لروسيا وتركيا وإيران من المقرر أن تعقد في تركيا في منتصف الشهر المقبل.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين للصحفيين، إنه «من الخطط أن تعقد في تركيا في منتصف أغسطس قمة ثلاثية في إطار عملية أستانا بمشاركة روسيا وإيران». وأضاف: «سنبحث سوريا وعملية الانتقال السياسي وعودة اللاجئين».

من جهته، أكد الناطق الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن التحضيرات جارية لهذه القمة. وسيتم تحديد الموعد الدقيق في وقت لاحق.

وكشف قالين أيضا عن خطط لعقد قمة رباعية لتركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا حول سوريا. وقال: «في إطار قمة العشرين اتفقنا على عقد قمة ثانية بمشاركة تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا. وقد عقد أول لقاء من هذا القبيل في أكتوبر الماضي في إسطنبول. واللقاء الثاني من المخطط أن يعقد في إسطنبول أيضا، وقد يحدث ذلك في نهاية أغسطس أو بداية سبتمبر، قبل دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة».

وعلى الصعيد الإنساني، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن وضع اللاجئين في المخيمات شمال شرق سوريا «كارثي»، مطالبة الدول باستعادة نساء وأطفال المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم «داعش».

وقال فابريتسيو كاربوني الذي يشرف على عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط للصحفيين: «هناك مئات آلاف الأشخاص المحتجزين بسبب غياب إطار قانوني في قسم مضطرب من منطقة متنازع عليها».

وأضاف كاربوني: «هناك مئات آلاف الأشخاص الذين أمضوا الأشهر الأخيرة بل السنوات الأخيرة تحت القنابل والجوع والصدمات والأوبئة.. ببساطة الوضع كارثي».

وتابع كاربوني: «موقفنا هو القول للدول: استعيدوا رعاياكم» منتقدا أولئك الذين يريدون التمييز بين «الضحايا الصالحة والشريرة»، مضيفا: «كأنه يمكن للأطفال ألا يكونوا ضحايا».

وذكر بأن ثلثي سكان مخيم الهول من الأطفال معظمهم دون 12 عاما، مؤكدا أنه «لا يمكن ترك أطفال في منطقة معرضة للعنف ولدرجات حرارة مرتفعة جدا أو متدنية جدا».

وأقر بأنه بالنسبة إلى العديد من الدول فإن استعادة أفراد أسر المقاتلين في صفوف الجماعات المتطرفة «تضر سياسيا» لكنه شجع الحكومات على تحمل مسؤولياتها.

من ناحية أخرى، كشفت مصادر دبلوماسية سورية أن معبر القائم- البوكمال الحدودي بين العراق وسوريا سيُعاد افتتاحه في الأسابيع القليلة المقبلة «في أقلّ من شهر».

ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها الصادر أمس الجمعة عن المصادر قولها إنه «في الآونة الحالية، فقط سيُعاد افتتاح هذا المعبر».

وإعادة افتتاح معبر القائم- البوكمال يعتبر أحد اجتماعات القيادات العسكرية لسورية والعراق وإيران في دمشق في مارس الماضي، والتي خلصت إلى التشديد على ضرورة تحقيق الربط البرّي بين تلك الدول بحسب الصحيفة.

من جهتها قالت مصادر أمنية عراقية، إن العمل جار في محافظة الأنبار لاستكمال هذه الخطوة، على أن نشهد مباشرة، عند الانتهاء من تعبيد الطريق وترميم المعبر وما إلى ذلك، افتتاحه مجددا أمام حركة نقل البضائع والمدنيين على حد سواء».

وأضافت المصادر إن المانع الحقيقي إلى الآن هو «الأمور اللوجستية»، موضحة أن «الجانبين العراقي والسوري لمّا يستكملا ما هو مطلوبٌ منهما لحسم هذا الموضوع».

في سياق آخر، أكد الرئيس بشار الأسد أن المسيحيين في سورية لم يكونوا يوماً طارئين في هذه الأرض بل كانوا وما زالوا بناة حضارتها وحملة رسالتها الحضارية والإنسانية إلى كل العالم إلى جانب إخوانهم المسلمين.

وقال الرئيس الأسد خلال مشاركته الشباب السوري السرياني الكاثوليكي جلسة حوارية مفتوحة في معسكرهم الذي انطلق منذ يومين تحت عنوان «فيك رجائي» في دير القديس توما بصيدنايا إن التجذر المسيحي في سورية ضروري لتعزيز الاعتدال وإغناء التنوع وإن المسيحيين عبر التاريخ بمواقفهم ووطنيتهم ساهموا بإفشال المشاريع التقسيمية في المنطقة وأرسلوا ولا يزالون رسالة لأعداء سورية ورعاة الإرهاب بأن كل مشاريعهم الاستعمارية والتقسيمية فاشلة.

وشدد الرئيس الأسد على أن المنطق الوطني لا يقبل جماعات وأكثريات كما يحاول الغرب تكريسه بل تنوعا جميلا وغنى وتجانسا لشعب كان وسيبقى واحداً على هذه الأرض مشيرا إلى أن الحفاظ على هذا التنوع وإدارته بما يقطع الطريق على كل أعداء سورية هو مسؤولية كل السوريين عبر التواصل والحوار الدائم.