العرب والعالم

عون: ما حدث بالجبل يجب ألا يتكرر وحرية التنقل يجب أن تبقى مصانة

05 يوليو 2019
05 يوليو 2019

بيروت- عمان - حسين عبدالله -

أكد ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ أن «ما حدث في منطقة عالية ليس عارضا ولا يجب ان يتكرر، وحرية تنقل اللبنانيين في المناطق، ولا سيما ممثلي الشعب، يجب أن تبقى مصانة»، مؤكدا أن «المصالحة في الجبل ثابتة ولا يجب ان يخشى أحد على ذلك»، مشيرا إلى أنه «لا يجوز ان تسود لغة القوقعة من جديد، ولا نريد ان يصبح لبنان بلدا للكانتونات في ظل ما يجري في المنطقة».

وخلال استقباله شخصيات سياسية ودينية في قصر بعبدا أمس شدد الرئيس عون على ان التدابير التي اتخذت في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الاثنين الماضي ستنفذ، والبيان الذي صدر هو رسالة الى الجميع، مؤكدا على وجوب تقديم مرتكبي الأحداث الأخيرة الى القضاء لتأخذ العدالة مجراها الطبيعي»، معتبرا أن «ما حدث ليس عارضا ولا يجب ان يتكرر»، متسائلا «فكيف بالحري حرية تنقل ممثلي الشعب من وزراء ونواب يمثلون الأمة اللبنانية، خصوصا إذا كان تنقلهم في المنطقة التي انتخبوا فيها»، مؤكدا «أننا لن نسمح لأحد بان يكمل في هذا المسار في أي منطقة لبنانية كان وعند أي مكون طائفي ولبنان سيظل موحدا، وأتمنى من الجميع ان يؤكدوا على ذلك في كل مناسبة»، مضيفا «إذا أرادت الأحزاب أن تتمسك بطابعها الطائفي فلبنان الى زوال. المنطقة كلها تواجه خطر التقسيم، ولا نريد ان يصبح لبنان بلدا للكانتونات في ظل ما يجري فيها. المصالحة في الجبل ثابتة ولا يجب ان يخشى احد على ذلك. وما حصل في العام 1983 لن يتكرر اليوم».

واكد «العمل على توحيد لبنان سياسيا، مشيرا الى تصميمه على إزالة نتائج الحرب الأهلية من النفوس وعلى الأرض». فيما أشار المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم​ الى ان «من غير المفهوم ولا المبرر على الإطلاق الاهتراء السياسي الذي يسود البلد تحت وطأة ظروف ضاغطة اقتصاديا واجتماعيا، وأمنيا حتى. ما بلغه ​لبنان​ ليس وليد ساعته، بل هو جراء تراكمات طال زمنها ولم تخضع الى إصلاحات بنيوية، بل كل ما كان يجري عبارة عن معالجات تجميلية آنية، مهمتها الاستفادة من الوقت.

كما ان الظروف القائمة حاليا، تستدعي من اللبنانيين جميعا ان يتصارحوا ليتصالحوا، كي يتم النهوض بلبنان، وعبور الأزمة الحالية التي استفحلت، بحيث أصبحت تستدعي جراحات موضعية، وظيفتها عقلنة كل شيء في لبنان بدءا من اللغة السياسية وصولا إلى المعالجات المطروحة تفسح في المجال أمام إيجاد ممر آمن للخروج من النفق الذي نحن فيه».

من جهته وفي شأن ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل أعرب وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، عن إحباطه بسبب ما أسماه «إخفاق لبنان في التوصل إلى اتفاق حول محادثات بوساطة أمريكية» من أجل ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. ولمح شتاينتز في لقاء مع إذاعة إسرائيلية أمس إلى أن السلطات اللبنانية تواجه «ضغوطا داخلية، فهم تحت تأثير الخوف من حزب الله»، الذي يعتبر جزءا من حكومة الوحدة الوطنية.

وأضاف: إن «اللبنانيين يريدون تطوير مواردهم الطبيعية من جهة، ومن جهة أخرى يعتبر النزاع المستمر مع إسرائيل مدمرا لهم ولنا، لكنه مدمر لهم بشكل أكبر». وقال إن الحكومة اللبنانية لم ترفض رسميا الوساطة، إلا أنه «في غضون أسبوع أو 10 أيام، سنعرف أخيرا ما إذا كنا متجهين حقا نحو المحادثات، أو أن هذه القضية ستؤجل لسنة أو سنتين أو ثلاث سنوات أخرى». وكان شتاينتز قال في 19 يونيو الماضي إنه يتوقع بدء محادثات مع لبنان بوساطة أمريكية في غضون شهر، إلا أن السلطات اللبنانية تصر على أن أي ترسيم للحدود يجب أن يشمل الحدود البرية إلى جانب البحرية. يذكر أن إسرائيل ولبنان يتنازعان على ترسيم الحدود البحرية منذ عقود، وزادت حدة النزاع بعد اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط.