1259262
1259262
العرب والعالم

حكومة الوفاق الليبية تدرس إغلاق مراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين

04 يوليو 2019
04 يوليو 2019

واشنطن تعرقل إصدار بيان لإدانة القصف الجوي -

طرابلس - (أ ف ب) - قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا أمس: إن مئات المهاجرين لا يزالون محتجزين في تاجوراء بالقرب من العاصمة طرابلس، في أعقاب القصف الجوي الذي أدى إلى مذبحة في مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين وأثار غضبا حكوميا ودوليا.

وأكدت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، بأنها تدرس إقفال مراكز إيواء المهاجرين في البلاد، بسبب عدم توفير غطاء جوي لحماية المهاجرين في مراكز الإيواء.

وجاء هذا الإعلان على لسان فتحي باشاغا وزير الداخلية بحكومة الوفاق عقب لقائه ماريا ريبيرو، منسقة الشؤون الإنسانية في بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، بحسب بيان نشرته الصفحة الرسمية للوزارة على فيسبوك.

وأوضح البيان أن «حكومة الوفاق الوطني ملزمة بحماية المدنيين، لكن استهداف مراكز الإيواء بطائرات (إف 16) وعدم توفير غطاء جوي لحماية المهاجرين غير الشرعيين في مراكز الإيواء سيدفعان حكومة الوفاق إلى دراسة إقفال مراكز الإيواء وإخلاء سبيل المهاجرين حفاظا على أرواحهم وسلامتهم».

وتعرض أحد عنابر مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء والذي كان فيه أكثر من 120 مهاجرا من جنسيات أفريقية في وقت متأخر ليلة الثلاثاء، إلى قصف جوي اتهمت حكومة الوفاق الوطني القوات الموالية للمشير خليفة حفتر بتنفيذه.

لكن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر نفى مسؤولية هذه القوات عن القصف، متّهماً خصومه في طرابلس بـ(تدبير مؤامرة) في محاولة لـ(إلصاق التهمة بالقوات المسلحة). وكان مركز الإيواء يضم 616 مهاجرا لحظة القصف، بحسب مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ليبيا . وتسببت الغارة بمجزرة راح ضحيتها أكثر من 44 قتيلا و 130 جريحا، بحسب الأمم المتحدة. ومن بين الضحايا مهاجرون من الجزائر والمغرب والسودان والصومال وموريتانيا وجنسيات أفريقية مختلفة، بحسب ما أكد لفرانس برس أمين الهاشمي متحدثا باسم وزارة الصحة بحكومة الوفاق.

وقالت الأمم المتحدة: إن لديها معلومات بأن حراسا ليبيين أطلقوا النار على لاجئين ومهاجرين كانوا يحاولون الهرب من الهجوم الجوي.

وقال التقرير: «وردت أنباء عن أن حراسا أطلقوا النار على بعض اللاجئين والمهاجرين أثناء محاولتهم الفرار بعد الهجوم الأول».

وأضاف أن هناك جثثا لم تنتشل بعد من بين الأنقاض، مما يشير إلى احتمال ارتفاع العدد الإجمالي للقتلى.

تنديد وعدم توافق

لا يزال نحو 300 مهاجر غير شرعي متواجدين في مركز إيواء تاجوراء -15 كلم شرق العاصمة الليبية طرابلس- بعد أقل من 48 ساعة من القصف الجوي الذي استهدف أحد عنابر المركز.

وقالت صفاء المسيهلي المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا في تصريح لوكالة فرانس برس أمس: إن نحو 300 مهاجر لا يزالوا متواجدين في مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء، ونقدم لهم المساعدات.

ولم تؤكد المسيهلي صحة التقارير التي تفيد بهروب عشرات من المهاجرين عقب الضربة الجوية.

لكن المنظمة الدولية للهجرة وفي بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أكدت أن «فرقها نجحت في تحديد مكان مجموعة من المهاجرين الجرحى الذين غادروا المركز باتجاه الأحياء المجاورة».

وتم نقل المهاجرين الجرحى إلى المستشفيات لتلقي العلاج، على ما أوردت.

بدوره، أكد عثمان البلبيسي، مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، أن معاناة المهاجرين في ليبيا أصبحت «لا تطاق».

وتابع «على الجميع فهم أن ليبيا ليست ملاذا آمنا وآلاف الأرواح في خطر مباشر». وأثار القصف الجوي إدانة دولية واسعة من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ووصفت البعثة الأممية لدى ليبيا الضربة بأنها جريمة ترقى الى «جريمة حرب».

ورغم ذلك، فشل مجلس الأمن في جلسة طارئة أمس الأول في إصدار بيان مشترك لإدانة القصف الجوي، بعد اعتراض مندوب الولايات المتحدة.

و تظهر العرقلة الأمريكية، دعما أمريكيا للمشير خليفة حفتر وقواته التي اتّهمت بالوقوف خلف الضربة، حسبما يرى محللون.

ويأتي هذا الدعم على حساب حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، التي تتعرض مناطق سيطرتها لحملة عسكرية من قبل قوات حفتر، رغم أنّ الأمم المتحدة تعتبرها السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا.

وقال جيمس دورسي الباحث في معهد راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة إن الدعم الأمريكي لحفتر «ليس أمرا مفاجئا. إنه مؤشر إلى تغيير في السياسة الأمريكية حيال ليبيا».