1259206
1259206
العرب والعالم

بوتين يرفض الاتهامات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية

04 يوليو 2019
04 يوليو 2019

روسيا مهتمة باستئناف علاقات كاملة مع الاتحاد الأوروبي -

روما- (وكالات): قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة تم نشرها في إيطاليا: إن بلاده لم تتدخل قط في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وليس لديها نية للقيام بذلك.

وفي حديثه لصحيفة «كورييري ديلا سيرا» قبيل الاجتماعات المقررة أمس مع البابا فرنسيس وزعماء إيطاليين، رفض بوتين الاتهامات الأخيرة بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية والأوروبية.

وقال: إن «الشيء الأكثر عبثية هو اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية»، بحجة أن التحقيق الأمريكي الاتحادي، بقيادة المحقق الخاص روبرت مولر، «قد أخفق في جمع أدلة ملموسة لمجرد أنه لم يحدث شيء».

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدا في الأسبوع الماضي يسخر من القضية عندما التقى بوتين أثناء قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان.

وردا على سؤال من أحد الصحفيين، قام ترامب بسخرية، بتوجيه إصبعه تجاه نظيره الروسي، وقال له وهو مبتسم: «لا تتدخل في الانتخابات».

وكان تحقيق مولر خلص إلى أن العملاء الروس تدخّلوا لمساعدة ترامب في الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، لكنهم قالوا إنه ليس هناك أدلة كافية لإثبات التواطؤ النشط بين حملة ترامب وروسيا.

كما نفى بوتين ما تردد بشأن تدخل روسيا المزعوم في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في مايو الماضي، واصفا ذلك بأنها «شائعة» تهدف إلى «شيطنة روسيا في عيون المواطنين الأوروبيين العاديين».

وقال: «أرغب في أن أوضح ذلك تماما: لم نتدخل ولا نعتزم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو أي دولة أخرى». وخلص إلى أن «هذا هو ما يبعدنا عن الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الذين، على سبيل المثال، أيدوا الانقلاب في أوكرانيا فبراير من عام 2014».

وعن العلاقات مع أوكرانيا، قال بوتين: إن تحسن العلاقات «محتمل»، إذا بدأ الرئيس الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي «حوارا مباشرا مع مواطنيه في دونباس»، وتوقف عن «وصفهم بالانفصاليين».

كما قال زعيم الكرملين إنه من السابق لأوانه التحدث عن «روسيا ما بعد بوتين».

كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن بلاده مهتمة باستئناف علاقات كاملة مع الاتحاد الأوروبي.

جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة «كوريري ديلا سيرا» الإيطالية، نقلت عنها وكالة أنباء سبوتنيك الروسية أمس.

وأضاف بوتين: إن روسيا مستعدة للعمل مع جميع القوى المدعومة من الناخبين الأوروبيين للحفاظ على أمن واستقرار القارة.

كما أوضح بوتين أن بلاده مستعدة لبناء حوار بناء مع أوكرانيا «إذا التزم الرئيس الجديد، فولوديمير زيلينسكي بوعوده الانتخابية».

وقال: «الحوار بين موسكو وكييف ممكن عندما يفي زيلينسكي بوعوده الانتخابية».

وفي سياق متصل، قال الرئيس الروسي: إن بلاده لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى «وهذا ما يميز موسكو عن واشنطن وحلفائها».

واستهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس زيارته الخاطفة لروما والفاتيكان بلقاء مطول مع البابا فرنسيس، في أوج أزمة بين روسيا والدول الغربية.

وبعد تبادل تقليدي للهدايا، عقد اجتماع ثنائي مغلق استمر 55 دقيقة وصفه بوتين بأنه «مهم».

وقدم البابا للرئيس الروسي ميدالية تذكارية للحرب العالمية الأولى، وكذلك رسالته لليوم العالمي للسلام، فيما قدم بوتين كتابا وفيلما عن مايكل أنجلو.

وقال المستشار في الكرملين يوري أوشاكوف في لقاء مع صحفيين عشية الزيارة: إن بوتين والبابا سيبحثان معا «الحفاظ على المواقع المسيحية المقدسة في سوريا».

وأضاف أوشاكوف: «حاليا لم تدرج دعوة للبابا إلى روسيا على جدول الأعمال».

لا تزال هذه الفرضية تواجه معارضة قوية داخل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية من قبل تيار قومي ومحافظ. وما زالت أوكرانيا قضية حساسة، حيث غالبية المتمردين الموالين لروسيا في الشرق أرثوذكس تابعون لبطريركية موسكو ويقاتلون أرثوذكسيين آخرين أو من الكاثوليك التابعين لروما.

وقال أوشاكوف: إن «القضايا الاقتصادية ستحتل الأولوية»، موضحًا: إن «مبادلاتنا التجارية لم تتمكن من العودة إلى المستوى الذي كانت عليه قبل 2014» عندما بلغت 54 مليار دولار.

على صعيد آخر كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى أمس أن غواصة عسكرية سرية اندلع فيها حريق قبل ثلاثة أيام كانت تعمل بالطاقة النووية، مضيفا أن وزير الدفاع طمأنه بأنه تمت السيطرة على مفاعلها بسلام. وواجه مسؤولون روس اتهامات بمحاولة إخفاء جميع تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة 14 بحارًا أثناء قيامهم بما وصفته وزارة الدفاع بمسح لقاع البحر بالقرب من القطب الشمالي.

وأدى بطء موسكو في الكشف عن تفاصيل بشأن الحادث إلى عقد مقارنات مع الغموض الذي تعامل به الاتحاد السوفيتي مع كارثة محطة تشرنوبيل النووية عام 1986، وحادث مميت آخر لغرق الغواصة النووية كورسك عام 2000 والذي أودى بحياة 118 شخصًا.

وقالت روسيا، التي ترى أن التفاصيل الخاصة بحادث الغواصة الأخيرة سرية: إن الحريق وقع يوم الاثنين الماضي لكن لم يعلن عنه رسميا سوى في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الماضي.

وحتى أمس لم يصدر أي تعقيب رسمي بشأن ما إذا كان هناك مفاعل نووي في الغواصة رغم الاهتمام الكبير من السلطات في دولة النرويج المجاورة بالأمر. وكشف بوتين، خلال اجتماع في الكرملين مع وزير الدفاع سيرجي شويجو، عن حقيقة أن الغواصة كانت تعمل بالطاقة النووية بسؤاله شويجو عن حالة المفاعل بعد الحريق.

وبحسب نص وارد من الكرملين قال شويجو لبوتين: إن «المفاعل النووي الموجود على متن السفينة معزول تماما».

وأضاف: «اتخذ الطاقم كافة الإجراءات اللازمة لحماية المفاعل الذي يعمل بشكل كامل».

وأشار شويجو إلى أن النيران اشتعلت في مقصورة بطارية الغواصة وانتشرت بعد ذلك. ورغم إعلان الكرملين صباح اليوم الخميس عن اجتماع بوتين وشويجو لم يتضح متى جرى اللقاء.