العرب والعالم

كوريا الشمالية: واشنطن «عازمة على الأعمال العدائية»

04 يوليو 2019
04 يوليو 2019

الإفراج عن الطالب الأسترالي المعتقل في بيونج يانج -

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة)-بكين-(أ ف ب): اتهمت كوريا الشمالية الولايات المتحدة بأنها «عازمة على القيام بأعمال عدائية» بعد أيام فقط من اتفاق زعيمي البلدين على استئناف المحادثات لنزع الأسلحة النووية.

وأجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمة لم تكن مقررة مسبقًا مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في الأراضي الكورية الشمالية حيث ابتسما وتصافحا في مؤشر على إنهاء الجمود في المحادثات بين الطرفين.

لكن في تبدّل سريع في اللهجة، أفاد وفد بيونج يانج في الأمم المتحدة أمس الأول أن الولايات المتحدة تواصل «هوسها بالعقوبات».

واشتكت من أنه بالتزامن مع دعوة الرئيس الأمريكي كيم لعقد محادثات، أرسلت الولايات المتحدة رسالة لجميع أعضاء الأمم المتحدة تحضهم فيها على إعادة العمال الكوريين الشماليين إلى بلدهم.

وأكد بيان صحفي صدر عن بعثة كوريا الشمالية «ما لا يمكن تجاهله هو حقيقة أن بعثة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة أرسلت هذه الرسالة بأمر من وزارة الخارجية، في ذات اليوم الذي اقترح الرئيس ترامب فيه عقد لقاء القمة».

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة «عازمة أكثر فأكثر على القيام بأعمال عدائية» ضد بيونج يانج، حتى الوقت الذي تسعى للحوار.

لكن في الواقع، أرسلت الرسالة الأمريكية في 27 يونيو الماضي وحثت جميع الدول على تطبيق عقوبات تدعو لإعادة جميع العمال الكوريين الشماليين بحلول نهاية 2019.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عشرات آلاف الكوريين الشماليين يتم إرسالهم إلى الخارج كل عام، معظمهم إلى الصين وروسيا حيث يعملون في ظروف أشبه بالعبودية لجلب عائدات بالعملة الصعبة إلى بيونج يانج.

وأفادت بعثة كوريا الشمالية «لسنا متعطشين لرفع العقوبات»، مضيفة: إن اعتبار الولايات المتحدة العقوبات «الحل السحري لجميع المشكلات» هو أمر «سخيف للغاية».

- زيارة تاريخية - وتحظر عقوبات الأمم المتحدة إبرام أي عقود جديدة مع العمال الكوريين الشماليين وتلزم جميع الدول التي لديها عمال من البلد الشيوعي إعادتهم بحلول نهاية عام 2019.

ونوّهت الدول الأربع في الرسالة إلى أن 34 دولة فقط أرسلت تقارير إلى الأمم المتحدة بشأن الخطوات التي قامت بها في هذا الصدد حتى الآن.

من جانب آخر تم الإفراج عن طالب أسترالي في التاسعة والعشرين من العمر كان معتقلا في كوريا الشمالية ووصل الخميس إلى بكين حيث وصف شعوره بـ«الرائع» بعد الإفراج عنه.

وكان أليك سيغلي أحد الغربيين النادرين الذين يعيشون في العاصمة الكورية الشمالية وفقد حوالي الثالث والعشرين من يونيو الماضي ما أثار المخاوف والقلق على مصيره.

وبعد أن فقدت عائلته الاتصال به لأيام عدة ازدادت الخشية من أن يكون قد أضيف إلى لائحة المواطنين الأجانب الذين أوقفتهم سلطات كوريا الشمالية.

وقال في مطار بكين الدولي «أنا بخير نعم أنا بخير» وردا على سؤال حول شعوره قال «رائع».

وتوجه إلى السفارة الأسترالية وشوهد وهو يبتسم ويلوح للصحافيين. ومن المتوقع أن يتوجه إلى اليابان حيث تقيم زوجته.

وفي وقت سابق أمس أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في البرلمان أن سيغلي «تم الإفراج عنه في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية « وهو «بخير وبصحة جيدة».

وقال غاري سيغلي والد أليك، وهو أستاذ في الدراسات الصينية والآسيوية للصحافيين في استراليا إن العائلة «بغاية السعادة كونه سالما وبصحة جيدة».

وأقر الوالد بأن سيغلي اتصل به دون أن يتمكن من الرد، مضيفا إنه يأمل أن «يعانقه ويقبله» قريبا.

وجاء اعتقال سيغلي قبيل أيام من قمة لمجموعة العشرين ولقاء تاريخي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وكان ترامب قد تدخل في قضية الطالب في جامعة فرجينيا اوتو وارمبير، الذي تم سجنه خلال رحلة سياحية في كوريا الشمالية عام 2016.

وقال أطباء» إن وارمبير أصيب بتلف دماغي خلال اعتقاله ودخل في غيبوبة وتوفي بعد أيام من عودته إلى الولايات المتحدة عن عمر يناهز 22 عامًا.

وسيغلي على دراية أكبر بكوريا الشمالية ويتحدث الكورية بطلاقة.

وكان يدير رحلات إلى كوريا الشمالية ويشرف على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي التي غالبا ما تتضمن محتوى غير سياسي بشأن الحياة في واحدة من أكثر دول العالم انعزالية.

ومقالاته ركزت على الحياة اليومية في بيونج يانج - من المطاعم إلى التعليقات بشأن التطبيقات الكورية الشمالية.

وقالت زوجته اليابانية يوكا موريناغا (26 عاما) «إنه يحاول دائما توضيح الوضع في كوريا الشمالية خلافا لما تقوله وسائل الإعلام التقليدية الغربية. ويحاول فهم الناس الذين يعيشون فيها».

وتزوج سيغلي وموريناغا العام الماضي في بيونغ يانغ في أجواء من البزخ.

وتعقدت قضيته لعدم وجود تمثيل دبلوماسي لاستراليا في كوريا الشمالية. وشكر موريسون للسويد مساعدتها في ضمان الإفراج عنه.