1251687
1251687
مرايا

«روكيت مان» يستعرض حياة المطرب البريطاني إلتون جون

03 يوليو 2019
03 يوليو 2019

ظهرت شخصيته بكل تفاصيلها -

يحظى المطرب والملحن الإنجليزي الشهير، سير إلتون جون بقائمة طويلة من الأعمال التي حققت نجاحا كبيرا على مدار مشواره الفني الممتد لنصف قرن، ويبرز من بينها «شمعة في مهب الريح» التي غناها في عزاء أميرة ويلز الراحلة ديانا، و«ما زلت صامدا» و«تمساح الروك» وبالتأكيد «روكيت مان» أوالرجل الصاروخ. ولم تكن حياة إلتون جون سلسلة من النجاحات فقط، بل تعرض لكثير من الإخفاقات والأزمات، كما أثار الجدل طويلا بسبب هيئته المبالغ فيها وأسلوب حياة البذخ التي يعيشها، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى حول حياته الخاصة.

كغيره من الكثير من الفنانين، عانى إلتون جون جحيم الإدمان، ومعاناة الإعلان عن توجهاته الجنسية. ومع كل هذه التجارب والخبرات الحياتية المثيرة التي تصل إلى حد الدراما، كان غريبا ألا تتحول حياة التون جون حتى الآن إلى فيلم سينمائي، وهو ما يحاول معالجته فيلم «روكيت مان» أو الرجل الصاروخ من إخراج دكستر فلتشر.

وبحسب ما جاء بتقرير (د ب أ) فإنه ومنذ المشهد الأول يتضح الإطار العام الذي ستدور فيه أحداث الفيلم. يظهر إلتون جون في المشهد الأول مرتديا حلة برتقالية وسط صحبة من فرق العلاج الجماعي حيث يعترف أنه يعترف بإدمانه لبعض العادات والأشياء للكحول والتسوق. ومع ذلك يعي المخرج فلتشر أنه ينبغي ألا يحول هذه المادة إلى مجرد دراما ثقيلة، بل يعالج مسار الأحداث من خلال إطار ساخر، للتخفيف من حدة التفاصيل، ومن ثم في ثوان معدودة، تسترجع مشاهد العمل السينمائي الغنائي تفاصيل أطرف بدءا من طفولة المطرب البريطاني.

يوضح الفيلم كيف أن الطفل الصغير ريجنالد «ريجي» دوايت، وهو الاسم الحقيقي للمطرب البريطاني، تميز منذ نعومة أظفاره بموهبته الموسيقية الفذة، إلا أنه لم يكن طفلا سعيدا، عانى كثيرا من فقدان حنان الأب المشغول دائما عنه والأم الغائبة دائما عن المنزل. وسط هذه الزيجة التعيسة بدأت معاناة الطفل والتي ستلازمه طيلة حياته. وهكذا عندما تتردد مقاطع أغنيته الكلاسيكية القديمة «أنا أريد الحب»، فإنها ستكتسب معنى وقيمة جديدة لدى الجمهور، لأنها تصف إلى حد كبير المشاعر التي عاشها وسط هذه الأسرة.

أما أكثر المشاهد تأثيرا، والتي نجح المخرج في توظيفها في سياق الأحداث، فكانت عندما جلس الصبي الصغير إلى البيانو في منزل أمه ليعزف المقاطع الأولى من أغنيته العاطفية الشهيرة «أنشودتك». ونجح المخرج أيضا في جعل المشاهد الغنائية أو التي تتخللها موسيقى أعمال إلتون جون تكسب العمل قوة وتثير حماس الجمهور، ومن ثم كان فلتشر موفقا في سرد تفاصيل مراحل حياة إلتون جون من خلال موسيقاه وأغانيه، لتكتسب معنى وتأثيرا مختلفا، ومن بينها حينما غنى لأول مرة في حانة أثناء مراهقته والخروج بالموسيقى إلى الشارع. في هذا المشهد يقدم أغنية «ليلة السبت الشجار مباح».

جدير بالذكر أن فلتشر قدم مؤخرا تحفته الغنائية «سحر بوهيمي» وهو أيضا من نوعية أفلام السيرة الذاتية، ويؤرخ لحياة المطرب الراحل، إيدي ميركوري، ولعب بطولته النجم الأمريكي المصري، رامي مالك، وفاز عنه بجائزة أوسكار أفضل ممثل.

يستعرض الفيلم أيضا مراحل مهمة في حياة إلتون جون، منها لقائه بكاتب الأغاني بيرني توبين، ويلعب دوره جيمي بيل، ومشوارهما الناجح معا وكان موضع ثقة كبيرة في محيط جون المضطرب، وكيف مكنهما ذلك من تحقيق النجاح في الولايات المتحدة، ولكن هذا النجاح صاحبته أيضا مشاكل، وحياة صاخبة مليئة بالمخدرات والحفلات الصاخبة، وغيرها من الأمور المبالغ فيها.

أما الاكتشاف الحقيقي في «روكيت مان» فهو النجم تارون إيجرتون والذي يجسد دور الفنان البريطاني، ويقوم بأداء كل أغانيه بنفسه، بالإضافة إلى إلمامه بكل تفاصيل الشخصية ومفاتيحها بمنتهى السلاسة، بدءا من ظهوره كشخص خجول انطوائي إلى تحوله إلى أيقونة للموسيقى المعاصرة تزلزل أغانيه على المسرح الجماهير. نجح ايجرتون في أن يبرز بوضوح متناقضات شخصية جون وتقلباتها من الهدوء التام للتحول إلى بركان في ثوان معدودة.

في آخر مشهد من الفيلم يؤدي إيجرتون أغنية «ما زلت صامدا»، لتكون تعبيرا عن نجاح إلتون جون ومقاومته بالرغم من صعوبات الحياة وتحدياتها.