yesra
yesra
أعمدة

ربما : هـالله هـالله بالأمانة

03 يوليو 2019
03 يوليو 2019

د. يسرية آل جميل -

مدخل:

المواقف تظل بالذاكرة أكثر من الأسماء

ذات يوم أمَّنتُكَ عَلي

فتلاعبتَ بي

بذاتي

مشاعري

كبريائي

مررتَ على جُدرانِ قلبي

قبَّلت كُل جرحٍ لمْ يلتئِم فيه بعد

تقصيتَ كُل أخباري

استأمنتك على أسراري

أحسستُ أنكَ الذي

ليسَ كمثلك أحد

ثُمَّ

قاولتَ على عاطفتي

غِبت عِني

ابتعدت

فارقت

وأنت تعلم

أنني لا يُوجعني شيء في الدُنيا

مِثل الفراق!

ذات يوم أمَّنتُكَ عَلي

استقبلتُ عودتكَ

بالدفُوفِ و الزغاريِدْ

ارتديتُ لَك أجمل الحرائرْ

و العُقودْ

و السلاسِلْ

سهرتُ مَعكْ

راقصتُكَ حَتى الصباحْ

فَلمْ تُكفِّ

وَلمْ تُوفِّ

زِدتَني فوقَ التعبِ تَعبا

و فوقَ الانكسارِ انكسارا

دمَّرت كُل الجميل لكَ في نفسي

مَارستَ عَلى قَلبي أقسى الجَرائِم البَشرية

التي لن يُحاسبكَ عليها

أحد!

ذات يوم أمنتُكَ عَلي

فأحببتُك كَـنُور عيني

و أحببتُك..كضياءَ عُمري

وأحببتُك..كرجلٍ يُهمُّه أمري

فتنازلتَ عَني

شوَّهتَ وَجه الحِكاية الجَميلة

أسأتَ إلي

أكلتَ لَحمي بينهم

زِدت عَدد الهزائم

و الهُموم

سجنتني في زنزانةِ الأحزان

وسَارعتَ أنتَ في الهُروُب

أغمضتُ عينيَّ

سافرتُ بعيداً عن هذه الحياة

وَ مُتُ في دوَّامةِ الخذلان!

ذات يوم أمنتُّك علي

فأخلصتُ لَك

ضحيتُّ

وفيت

تعبتُ من أجلك

أخرجتُ الدُنيا كُلها

مِن قَلبي وَ عقلي وعيني

رحلتُ في أعماقك

خلصتُكَ مِن سوادِ ذاتك

أكملتُ نقصك

جملتُ تشوهاتك

فعَاملتني بما أنتَ أهلٌ له

لا بما أستحقُ مِنك!

ذات يوم أمنتُّك علي

فجعلتُكَ فوقَ الكَونِ كُله

رهنتُ عُمري لَك

فديتُك

أسكنتُكَ في خيالي

لَم أنسك أبداً

أخطأتَ..فعذرت

تماديت..فسامحت

خُنتَ..فغفرت

أرخصتَ..فثمَّنت

قَطعتَ..فأوصلت

فَقط

لأني أُحبك

فخُنتَ الأمانة

فماذا ستقول

َلمن كان حاضراً بيني وبينكْ؟

إليه حيثما كان

‏الحب هو أن أكتفي بك

ولا أكتفي منك أبداً