1257241
1257241
العرب والعالم

أردوغان: تعزيز العلاقات التركية الصينية سينعكس إيجابا على السلم والاستقرار الدولي

02 يوليو 2019
02 يوليو 2019

هونج كونج تندد بالعنف وبكين تطالب بملاحقات جنائية بعد اقتحام البرلمان -

(بكين - الأناضول - أ ف ب): أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس أن تعزيز العلاقات القائمة بين بلاده والصين سينعكس إيجابا على السلم والاستقرار الإقليمي والدولي.

جاء ذلك في كلمة قصيرة ألقاها أردوغان لدى لقائه مع نظيره الصيني شي جين بينغ بالعاصمة الصينية بكين.

وأعرب أردوغان عن ثقته بأن إمكانات تعزيز التعاون بين بلاده والصين كبيرة جدا، وأن مشروع طريق الحرير يربط حضارتي البلدين.

وشكر أردوغان نظيره الصيني على حسن الاستقبال، مبينا أنه كثف لقاءاته ومشاوراته مع الرئيس الصيني خلال السنوات الأخيرة.

وتابع قائلا: «متفقون مع الرئيس الصيني على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، وإنني أزور الصين حاليا وسط تعاظم التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين».

وشارك في اجتماع أردوغان مع نظيره الصيني من الجانب التركي وزراء الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والطاقة فاتح دونماز، والمالية براءت ألبيراق، والدفاع خلوصي أكار، والصناعة والتكنولوجيا مصطفى وارانك، والتجارة روهصار بكجان، والمواصلات جاهد طورهان.

كما شارك في الاجتماع رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، ومستشار الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير، ورئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، والمتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن، والسفير التركي بالصين عبد القادر أمين أونن. على صعيد أخر نددت رئيسة حكومة هونج كونج كاري لام أمس بأعمال العنف التي قام بها متظاهرون اقتحموا مقر برلمان هذه المستعمرة البريطانية السابقة، فيما طالبت بكين من جهتها بفتح تحقيق جنائي حول هذا التحدي غير المسبوق لسلطتها في المدينة.

وحذرت لندن من جهتها الصين أمس من «العواقب الوخيمة» لعدم احترامها الحريات في هونج كونج.

وتزامن أمس الأول مع الذكرى الثانية والعشرين لتسليم المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين عام 1997. وبدأت حركات الاحتجاج منذ أسابيع على خلفية قانون مثير للجدل يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين القارية.

وبلغ غضب المحتجين الأكثر تطرفاً مدى غير مسبوق حينما اقتحم متظاهرون، معظمهم من الشباب، مقر برلمان هذه المدينة الضخمة.

ورفع المحتجون رايات الحقبة الاستعمارية، وقاموا بتمزيق صور قادة هونج كونج وألحقوا أضراراً بمبنى البرلمان، ولونوا الجدران برسومات غرافيتي.

واستعادت شرطة مكافحة الشغب السيطرة على البرلمان بعد منتصف الليل بقليل.

وتشكل هذه الأحداث تحدياً غير مسبوق للرئيس الصيني شي جينبينغ.

ولم تتأخر الحكومة المركزية في بكين بإبداء موقفها، داعيةً السلطات في هونج كونج إلى تحديد «المسؤوليات الجنائية» لمرتكبي أعمال العنف التي وصفتها بأنها «أفعال خطيرة وغير قانونية».

وأعلن متحدث باسم مكتب شؤون هونج كونج وماكاو أن «هذه الأعمال الخطرة وغير القانونية تعطل دولة القانون وتقوض النظام الاجتماعي في هونج كونج وتهدد المصالح الأساسية فيها».

ونددت رئيسة الحكومة المحلية من جهتها بعملية الاقتحام «الشديدة العنف» للبرلمان، معتبرةً أنه «أمر علينا استنكاره بحزم لأن لا شيء أهم من دولة القانون في هونج كونج».

وحذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الصين أمس من «العواقب الوخيمة» لعدم احترامها اتفاقا موقعاً في عام 1984 يضمن الحريات في هونج كونج.

وأعلن هانت من بلفاست «هونج كونج جزء من الصين، علينا تقبل ذلك. لكن حريات هونج كونج منصوص عليها في إعلان مشترك. وننتظر أن يتم احترام هذا الإعلان الملزم قانوناً، وفي حال لم يحصل ذلك، ستكون هناك عواقب وخيمة».

ومنذ أسابيع، خرجت تظاهرات حاشدة ضد قانون تسليم المطلوبين إلى الصين وصل عدد المشاركين فيها إلى مليونين شخص في 16 يونيو بحسب المنظمين، من أصل عدد سكان يبلغ سبعة ملايين نسمة.

وبعدما بدأت الحركة رفضا لمشروع القانون، اتسعت للتنديد بصورة عامة بعمل الحكومة التي لم يعد سكان هونج كونج بمعظمهم يثقون بها إذ يتهمونها بأنها سمحت بل شجعت على تراجع حرياتهم.

وتنعم هونج كونج بموجب الاتفاق الذي تمت على أساسه إعادتها للصين، بحريات لا يعرفها باقي أنحاء الصين عملا بمبدأ «بلد واحد، نظامان» الذي يضمن لهونج كونج حكما شبه ذاتي حتى العام 2047 مبدئيا. ويطالب المتظاهرون بسحب مشروع القانون نهائياً واستقالة كاري لام ووقف ملاحقة المحتجين الموقوفين.

وأكد بعضهم أنهم لجأوا إلى العنف لأن الحكومة لا تصغي إلى مطالبهم.

وقالت وكيلة الإعلانات لانس شيونغ (24 عاماً) «نعرف أننا نخرق القانون لكن لا يوجد أمامنا خيار آخر».

وأكد جوي (26 عاماً) «تظاهرنا، اعتصمنا، لكن الحكومة لم تستجب».

وأغلق مقر البرلمان أمس. وراقب عناصر الشرطة المكان، فيما قام عمال بتنظيف الأرجاء من الزجاج المتكسر والمظلات والخوذات التي ارتداها المتظاهرون.

قال جوشوا وونغ أحد رموز الحراك من أجل الديمقراطية في عام 2014 والذي خرج مؤخراً من السجن أن الأحداث الأخيرة هي رد فعل على «الاستبداد والحكم الامبراطوري الذي تمارسه بكين وحكومة هونج كونج». وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه للتظاهرات. وقال ترامب الاثنين إن المتظاهرين «ينشدون الديمقراطية» ولكن «بعض الحكومات لا تريد الديمقراطية» في إشارة على ما يبدو إلى بكين. ووصفت الصين أمس تصريح ترامب بأنه «تدخل فاضح» في شؤون هونج كونج وحضت واشنطن على «الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لهونج كونج بأي شكل».

وأبعد لجوء بعض المحتجين لأساليب متطرفة جزءا من السكان عن الحركة الاحتجاجية، ونزل عشرات الآلاف منهم إلى الشوارع الأحد لإبداء الدعم للشرطة.

وقال كريس شيونغ الذي يعمل وسيطاً تجارياً لوكالة فرانس برس إن اقتحام البرلمان لم يكن فعلاً «حكيماً ولا ضرورياً».

وقالت بلو وونغ التي تطوعت في تنظيف محيط البرلمان إنها «غاضبة من الحكومة لأنها دفعت الأجيال الشابة إلى مثل هذه الأفعال».