العرب والعالم

ترحيب فلسطيني كبير بقرار السلطنة فتح سفارة لها في رام الله

02 يوليو 2019
02 يوليو 2019

تجسيدا للمواقف الداعمة للقضية الفلسطينية -

رام الله - (عمان) - نظير فالح:-

لاقى إعلان السلطنة افتتاح سفارة لها في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة ارتياحاً كبيراً في الأوساط الفلسطينية الرسمية والشعبية، وذلك لما يحمله من دلالات ايجابية مُتعدّدة في التوقيت والمعاني.

وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين رحبت بقرار السلطنة واعتبرته امتدادا طبيعيا لنهج السلطنة ومواقفها المشرفة والشجاعة الى جانب الشعب الفلسطيني وقضاياه وحقوقه العادلة والمشروعة.

وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيان لها وصل»عُمان» نسخة منه،ان هذه الخطوة العُمانية ستساهم في تعميق وتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين فلسطين وسلطنة عُمان وستعمق التنسيق والتعاون المشترك بين قيادة البلدين حول كافة القضايا .

واعتبر الدكتور أحمد الديك مستشار وزير الخارجية الفلسطيني في حديث لـ»عُمان»، ان هذا القرار هو خطوة باتجاه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ويعمق التنسيق المشترك حول كافة هموم وقضايا الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها،وفي الوقت ذاته هو رد عُماني شجاع على دعاة إزاحة حل الدولتين عن طاولة المفاوضات وعن سلم الاهتمامات الدولية، لأن هذه الخطوة هي تأكيد جديد على أن فلسطين بناء على قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية هي دولة غير عضو في طريقها الى أن تصبح دولة كاملة العضوية.

وأضاف الديك أن هذا القرار من سلطنة عُمان هو دعم لصمود الشعب الفلسطيني ووقفة شجاعة الى جانبه خاصة في هذه المرحلة التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية الى مؤامرة أمريكية لتصفيتها.

وأشار الديك الى أن الجانب الفلسطيني وبشكل مستمر لا يتوقف لحظة عن دعوة الأشقاء العرب جميعا الى استكمال فتح سفارات لدولهم الشقيقة في دولة فلسطين لذات الاعتبارات والأسباب.

وأعرب مستشار وزير الخارجية الفلسطينية عن تفاؤله بأن تفتح هذه الخطوة العُمانية الباب أمام المزيد من الدول العربية لفتح سفاراتها في فلسطين وأن تقدم على هذه الخطوة المهمة.

من جهته رحب بسام الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالموقف العمُاني الداعم للقضية الفلسطينية،مضيفا أن هذا القرار مرحب به،مشيرا الى أن هناك العديد من الدول العربية التي لها ممثليات وسفارات في فلسطين ومن المنطقي جداً أن تكون سلطنة عُمان جزء أساسي منها.

وأضاف الصالحي نحن نريد التمثيل العُماني في فلسطين باعتبار ذلك جزءا أساسيا وجوهريا لدولة عربية.

بدوره اعتبر الدكتور نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية قرار السلطنة ، قرارا يريد أن يقول نحن نريد أن نصعد من تمثيلنا في فلسطين وعلاقاتنا بالسلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير، ونحن نؤكد أن هذا القرار العُماني يدعم موقفنا ويؤكد أن سلطنة عُمان من حلفائنا الأصليين على الدوام الداعمة للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة، مشيرا الى أننا في هذا الوقت لا نريد حوارات مع إسرائيل العنصرية، إسرائيل الاستيطان، إسرائيل مشروع صفقة القرن ويهودية الدولة، ونحن لا نبحث عن وسطاء بيننا وبين إسرائيل، فهذا الوقت هو وقت الصمود ووقت المواجهة والخطوة العُمانية تأتي في هذا السياق.

من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين أن قرار السلطنة فتح سفارة في فلسطين بالنسبة للفلسطينيين قرار يشكل بناء حائط صد سياسي داعم للموقف الفلسطيني عربيا ودوليا والذي يعتبر هو الأساس للتحرك الفلسطيني الدبلوماسي خلال المرحلة المقبلة لاسيما بعد تداعيات ورشة البحرين، مضيفاً بالنسبة للفلسطينيين أي جهد من أجل دعم القضية الفلسطينية ودعم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة هو جهد أيضاً يأتي لتعزيز الموقف الفلسطيني ويجب الانتباه بشكل أساسي الى أن التحرك الأمريكي - الإسرائيلي الراهن يستهدف محاولة قلب مبادرة السلام العربية بدئا بالتطبيع ما بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وهذا يتطلب من الدول العربية الانتباه الى ضرورة استمرار التمسك بقرارات القمم العربية السابقة التي تؤكد على رفض التطبيع طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية .

كما اعتبر صلاح الخواجا منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان القرار العُماني بمثابة تعزيز وتطوير للعلاقة العُمانية الفلسطينية، مضيفا أن المطلوب خطوات سياسية اكثر والتخلي عن أي وهم في المنطقة سواء من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتطبيع العلاقات مع أي من الدول العربية في المنطقة ، ودعا الخواجا السلطنة وباقي الدول العربية أن تتمسك بمبادرة السلام العربية.

وأكد الخواجا أن هذه الخطوة العُمانية هي محاولة للتأكيد على الاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني ، داعيا الدول العربية كافة الى اتخاذ المواقف الصريحة بدعم حقوق الشعب الفلسطيني انطلاقا من الهيئات والمنظمات الدولية وحتى المبادرة العربية التي اتفقت عليها كل الدول العربية بدون استثناء .

من جهتها رحبت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بقرار السلطنة افتتاح سفارة لها في رام الله وبالدول التي تعترف بدولة فلسطين وتفتح سفارات لها في فلسطين.

وقالت عشراوي «إن المبادرة العربية للسلام أعلنت وبشكل واضح جدا أن لا اعتراف ولا تطبيع مع إسرائيل حتى تنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة «.

كما رحب الدكتور حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات بقرار السلطنة واعتبره يأتي في إطار الأخوة بين فلسطين وعُمان وانه يأتي كذلك نظرا للأهمية والمكانة التي تكتسبها فلسطين على الساحة الدولية كقضية سياسية وهذا الدعم لا يمكن ترجمته إلا من خلال سفارة.

وهو يأتي «امتدادا طبيعيا لنهج السلطنة ومواقفها المشرفة والشجاعة إلى جانب شعبنا وخطوة لتعميق التنسيق المشترك بين قيادة البلدين حول كافة القضايا». وتمنى عيسى أن تحذو الدول العربية حذو عمان وخاصة في هذا الوقت بالتحديد، حيث قال: «نحن نريد أن نرى سفارات لكل الدول العربية الشقيقة تجسيدا لوجود الدولة الفلسطينية التي تعترف بها 138 دولة من حول العالم، وأضاف قائلا: نأمل من الدول العربية وأشقائنا العرب أن يستمروا في دعمهم ووقوفهم بجانبنا وبجانب الحقوق الفلسطينية المشروعة. ووصف عيسى هذا القرار بالقرار التاريخي، وقال بأن فلسطين وشعبها لن تنسى هذا لا لسلطنة عُمان ولا لجلالة السلطان.

وأكد على أن هذه الخطوة التي اتخذتها السلطنة تمثل خطوة مهمة من السلطنة ومن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، كما أنها تأتي امتدادا لمواقف السلطنة والسلطان تجاه نضال الشعب الفلسطيني ومواقفها التاريخية المشرفة والداعمة للحق والعدل والسلام دائما.

كما اعتبر السفير الفلسطيني في مسقط تيسير جرادات أن «الخطوة التي اتّخذتها عمان قرار تاريخي»، مضيفا «إنها خطوة مهمّة ومعبّرة وتحمل مدلولات عميقة خاصة في هذا التوقيت بالذات وذلك لما تمر به القضية الفلسطينية من مرحلة حرجة»، قائلا «هذه الخطوة تمثل دعما سياسيا ومعنويا».

ويرى مراقبون أن قرار السلطنة يمثل دعما سياسيا ومعنويا وحرصا على استمرار ثبات القيادة الفلسطينية في مواقفها تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وما يتعرض له هذه الأيام. وهي خطوة جريئة و تؤكد مدى الدعم المعنوي العماني وقد أسعدت الشعب الفلسطيني سعيد غاية السعادة بهذا القرار العمانية.

وإذا كان يوجد في رام الله، 42 مكتباً تمثيلياً دبلوماسياً، بينها 4 دول عربية هي: مصر، الأردن، المغرب وتونس، فإنّ سفارة السلطنة ستكون أول دولة خليجية تفتتح سفارة لدى الدولة الفلسطينية. وتجمع السلطنة وفلسطين علاقات وطيدة، حيث استقبل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في 22 أكتوبر 2018، كما أنّ وفداً عُمانياً برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله كان قد زار الأراضي الفلسطينية المحتلة في 15 فبراير 2018، وتفقّد المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة وكنيسة القيامة في القدس المحتلة، لتكون أوّل زيارة عربية تاريخية لمسؤول عربي إلى القدس، تأكيداً على أنّها عاصمة دولة فلسطين، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان القدس الموحّدة عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها .

وعلى الدوام تؤكد السلطنة على دعمها الكامل ووقوفها الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، وحرصها على تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات . كما وتؤكد حرصها على تحقيق السلام العادل والشامل، على أساس الشرعية الدولية، بما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو عام 1967م، بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 والمبادرة العربية .