1256446
1256446
المنوعات

«وابتدأ الحلم طويلا» لدريد جرادات.. شعرية المتداول اليومي

02 يوليو 2019
02 يوليو 2019

عمّان- «العمانية»: يقدم الشاعر الأردني دريد جرادات في مجموعته «وابتدأ الحلم طويلا» خطابًا يستعير لغته ومفرداته من المنطوق اليومي للناس متبنيا همومهم وقضاياهم، وينتهج الشاعر -في المجموعة الصادرة عن «الآن ناشرون وموزعون» بعمّان -مسارًا وسطًا بين المباشرة التي تخاطب الجمهور، والرمزية التي تحافظ على جماليات النص بشعرية المتداول اليومي. ويتناول جرادات في قصائده، الكثير من القضايا الاجتماعية التي تتصل بالفساد والسرقة والرشوة والقمع والقهر والانتهازية والنفاق.

ويميل الشاعر في مجموعته -وهي الثانية بعد «أسفار القوافل»- إلى المفردة الواضحة والجملة البسيطة التي تقول دلالتها بيسر، خصوصًا حينما يتعلق الأمر بالوطن وكرامة الإنسان ومعاشه اليومي، ويشير العنوان «وابتدأ الحلم طويلا» إلى ما يأمله الإنسان في الانتظار الذي يطول، فهو لا يعبّر عن تشاؤمه المطلق، ولكنه حينما يقرأ الواقع يرى أن الحلم غدا بعيدًا في المسافة التي تطول.

يكتب جرادات بحس الطبيب، وهو تخصصه الذي نال فيه درجة البكالوريوس، مشرّحا الواقع، ومشخّصا أمراضه التي تحوّل معها الوطن إلى سجن أو منفى. ومع تلك المعرفة الشقية التي يدركها، إلّا أن الشاعر لا يعدم الأمل الذي يراه في تفاصيل الوطن، في أنه سيزهر يومًا، وإن طال الحلم، كما يقول: «رغم الظلام.. وتجار الأمم ما زال يحدونا الأمل».

وهو لا يعتمد في ذلك على الصدفة، بل يرى أن الأمل لا بد له من عمل، وهو يتحدّى الصعاب التي تواجهه من قوى الشر التي تحيط بالوطن، ويؤكد أنه لن يصافحها ولو تطلّبَ الأمر أن يقطع شرايين يده:

«سأبقى هنا

في عالم السجن

حتى لو كنت وحدي

...

أمشي..

إلى أجمل وجهة أمشي

فإن لم أصلها

فهي للأجيال من بعدي».

ويتناصّ جرادات مع الشاعر محمود درويش في عدد من القصائد، ومنها واحدة يتساءل فيها ضمن حوار ذاتي:

«يا صاحبي

والقلب.. تذروه الرياح العاتيات

أحقًا؛

(على هذه الأرض ما يستحق الحياة)».

ويرى أن الأمة أصاب جسدها الوهن، وأنها ضلّت الطريق، مستخدمًا المفردات المتداولة بين الناس التي تفيض بجماليات البساطة في بلاغة الخطاب:

«اقرأ سلامك والفاتحة

على أمة لا تعرف يومها من البارحة

كلما نعق طائر شؤم

صارت له الصدى والنائحة».