1256158
1256158
العرب والعالم

جامعة الدول العربية تطالب بتدخل دولي لوقف الحفريات بالأقصى والسلطة تحذر

01 يوليو 2019
01 يوليو 2019

الاحتلال يفتتح نفقًا استيطانيًا بسلوان بطول 350 مترًا -

رام الله- القاهرة -عمان - نظير فالح- (وكالات):-

طالبت جامعة الدول العربية، أمس بتدخل المجتمع الدولي لوقف الحفريات الإسرائيلية بالمسجد الأقصى. وقالت جامعة الدول العربية في بيان: إنها تدين بشدة «افتتاح نفق ما يسمى «طريق الحجاج» في مدينة القدس باتجاه المسجد الأقصى بحضور أمريكي».

وأكد البيان أن ما حدث «انحياز أمريكي في تبني المشاريع الاستيطانية التهويدية للقدس خلافا للشرعية الدولية».

وحذرت جامعة الدول العربية من النتائج والتداعيات الخطيرة التي ستترتب على استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالحفريات في مدينة القدس المحتلة.

وطالبت بـ«ضرورة تدخل المجتمع الدولي والنهوض بمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية للوقف الفوري لمثل هذه الممارسات العنصرية».

كما طالبت المجتمع الدولي بالتأكيد على ضرورة احترام وضع القدس الشرقية كجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 الخاضعة لأحكام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

إلى ذلك حذرت الرئاسة الفلسطينية، من تداعيات استمرار السلطات الإسرائيلية، بالحفريات في مدينة القدس المحتلة، خاصة تلك التي تم الكشف عنها أمس الأول والممتدة من سلوان إلى المسجد الأقصى المبارك.

وفي بيان لها، أضافت الرئاسة: إن الرئيس محمود عباس «أصدر توجيهاته بالتواصل مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، من أجل التحرك لمواجهة هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة، التي تتصادم مع القانون الدولي، ومع الحقوق الوطنية والعربية للفلسطينيين والمسلمين».

بدوره، قال محمود الهباش، مستشار «عباس» للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية: إن «دولة فلسطين تجري اتصالات مع الأردن، لتنسيق المواقف لمواجهة مخاطر وتداعيات افتتاح السلطات الإسرائيلية، نفقًا جديدًا أسفل حي سلوان جنوب المسجد الأقصى».

وأضاف الهباش، في بيان منفصل: إن التنسيق «يشمل التشاور والتحرك المشترك على المستويات كافة، بما فيها منظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، ومنظمة اليونسكو» ويقول الفلسطينيون: إن إسرائيل تكثف أنشطتها لمحو هوية القدس وتهويد المدينة، التي يتمسكون بها عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للقدس. من جانبه طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الدول العربية والإسلامية بعدم استقبال الفريق الأمريكي لعملية السلام.

وانتقد عريقات، في بيان نشره على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أمس بشدة حضور سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان والموفد الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات حفل افتتاح إسرائيل نفقا قرب المسجد الأقصى في شرق القدس.

وقال عريقات عن ذلك: «هذا ليس صناعة تاريخ، إنه يوم خزي وعار في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية».

وأضاف إن يوما ما ستقول أمريكا إن فريدمان وغرينبلات ليسا دبلوماسيين أمريكيين، إنهما من المتطرفين المستوطنين الإسرائيليين.

وطالب عريقات، صناع القرار في العالمين العربي والإسلامي عدم استقبال غرينبلات وجاريد كوشنير (مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب).

وقال فريدمان خلال مراسم افتتاح النفق الذي تم تسميته باسم «طريق الحجاج»: إن «تدشين الطريق يشكل الرد المناسب لكل من انتقد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل» في ديسمبر 2017.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي افتتحت نفقًا استيطانيًا أسفل حي وادي حلوة ببلدة سلوان، بمشاركة سفير الولايات المتحدة في «إسرائيل» دافيد فريدمان، ومبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط جيسون غرينبلت، وزوجة رئيس وزراء الاحتلال سارة نتانياهو، وشيلدون اديلسون زوجة أحد ممولي الاستيطان.

وأوضح مركز معلومات وادي حلوة أن «جمعية العاد الاستيطانية» افتتحت الشق الأول من النفق المسمى «طريق الحجاج» ويبدأ من «عين سلوان» شارع العين، وصولًا إلى منتصف طريق وادي حلوة «ملعب وادي حلوة» بطول 350 مترًا وعرض 7 أمتار.

وأشار المركز إلى أنه سيتم الانتهاء من العمل في النفق بعد حوالي عام ليصل إلى ساحة باب المغاربة.

وتزعم جمعية «العاد» الاستيطانية أن النفق هو جزء من مسار الحجاج إلى «الهيكل الثاني» من القرن الأول الميلادي، حيث مر فيه حجاج «المعبد» حسب ادعائهم.

ونشر من حفل افتتاح النفق مقطعًا مصورًا للسفير الأمريكي ديفيد فريدمان وهو يهدم بمعول حائطًا داخل النفق.

وذكر مركز المعلومات أن سلطات الاحتلال أغلقت شارعي وادي حلوة والعين ببلدة سلوان، وانتشرت في الأحياء القريبة وعلى مداخل البلدة، ونصبت السواتر الحديدية في عدة مناطق، وعرقلت تحرك المواطنين وتنقلهم داخل البلدة، ما اضطروهم لسلوك طرق التفافية وطويلة للخروج أو الدخول إليها.

وأضاف أن نشطاء اليسار الإسرائيلي نظموا مظاهرة مدخل حي وادي حلوة ضد افتتاح النفق والتوسع الاستيطاني داخل الأحياء العربية، ورفعوا شعارات كتب عليها «أنتم حاجز أمام السلام».

وأفاد بأن قوات الاحتلال اعتدت على المشاركين بالدفع والضرب ومنعتهم من السير في شارع وادي حلوة باتجاه شارع العين «مدخل النفق»، كما اعتقلت أحد النشطاء.

وبين أن الاحتفال بافتتاح الأنفاق أسفل الأحياء في بلدة سلوان يأتي على حساب أصحاب الأرض، فحياتهم مهددة بالخطر لتمرير المشاريع الاستيطانية، وهذا النفق هو واحد من شبكة أنفاق متشعبة أسفل وادي حلوة بعدة اتجاهات.

وأكد أن سلطات الاحتلال تواصل أعمال الحفر في شبكة أنفاق متشعبة أسفل الحي، تبدأ من منطقة العين مرورًا بشارع الحي الرئيس باتجاه «مشروع كيدم الاستيطاني/‏‏ ساحة باب المغاربة» والبؤرة الاستيطانية «مدينة داود» وصولًا إلى ساحة البراق السور الغربي للمسجد الأقصى.

ولفت المركز إلى أن «حفر وشق الأنفاق» متواصل أسفل حي وادي حلوة منذ 13 عامًا، وأدى ذلك إلى حدوث انهيارات أرضية واسعة وتشققات وتصدعات في عدة مناطق بالحي وخاصة «الشارع الرئيس ومسجد وروضة الحي»، إضافة إلى تضرر أكثر من 80 منزلًا بصورة متفاوتة، وأكثر من 5 منازل صنفت بأنها «خطرة» من بلدية الاحتلال بعد تضرر أساساتها.

ونوه إلى أن الانهيارات الخطيرة التي وقعت في مارس الماضي وبشكل خاص في أرضية ملعب حي وادي حلوة وسوره، وفي أرض تابعة «لكنيسة للروم الأرثوذكس»، تقع فوق مسار النفق الذي تم افتتاحه.

وأوضح المركز أن أعمال الحفر أسفل الحي لا يتوقف، ويتم الحفر بأدوات ثقيلة وأخرى خفيفة، ويتم إفراغ الأتربة من أسفل الأرض ونقلها بشاحنات مخصصة.

وذكر أن سلطات الاحتلال تمنع الفلسطينيين من دخول بعض الأنفاق أسفل الحي، علمًا أن لجنة الأهالي طالبت من خلال محاميها بدخول الأنفاق للاطلاع على الأعمال التي تهدد الحي بأكمله لكن تم رفض الطلب. وأشار مركز معلومات وادي حلوة إلى أن سلطات الاحتلال تسمح بالدخول إلى أجزاء وطرقات معينة فقط من الأنفاق.