oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تكاملية المستوى المعيشي والإنتاجي

01 يوليو 2019
01 يوليو 2019

هذا العنوان «تكاملية المستوى المعيشي والانتاجية» يشير إلى التكامل بين المستوى المطلوب في الحياة الاجتماعية والإنتاج من جهة ثانية، بحيث إن الاثنين يعملان وفق توافق وتفاعل؛ لأن الحاجة إلى الرفاهية الاجتماعية والحياة الأفضل لابد أن توازيها الزيادة في معدلات الإنتاج وجودته وتسارعه في الوقت نفسه، بحيث إن الإنتاج في نهاية المطاف هو الذي يعكس لنا الطريقة التي يجب أن نعيش بها.

وقد أقر مجلس الدولة مقترحًا بهذا العنوان «تكاملية المستوى المعيشي والإنتاجية» مقدم من قبل اللجنة الاقتصادية، يهدف إلى تحليل المستوى المعيشي بالسلطنة، وتحديد مدى تناسقها مع معدلات الإنتاجية وفي تحقيق القيمة المضافة ورفع الكفاءة والفاعلية في كافة القطاعات في الدولة.

ولابد أن مثل هذه الدراسات مطلوبة ولها دور في رسم آفاق المستقبل الأفضل في النواحي التنموية وعملية التكامل المنشود بين التنمية والرفاه الاجتماعي أو ما أشارت إليه الدراسة بمحددات وتدابير إحداث التكامل والتوازن بين زيادة مستوى الإنتاجية وطموحات تحسين المستوى المعيشي.

من المعروف في أي مجتمع كان فإن النهوض والسير إلى المستقبل وتجاوز التحديات باتجاه تعزيز دخل المواطنين، لابد أن يمر عبر نماء الاقتصاد وتطوره، وحيث إن جوهر التطور الاقتصادي يكمن في الإنتاج الذي هو عماد التنمية، مع الوضع في الاعتبار أن مفهوم الإنتاج في عالمنا المعاصر بات معقدًا ومتشعبًا ويتضمن العديد من الأفكار المفتوحة وغير النهائية التي لا يحدها سوى التصور الذاتي والمعرفة الإنسانية وكيفية استغلال الإمكانيات، مع ارتباط المفهوم نفسه اليوم بالعديد من المعاني والأفكار العصرية الجديدة كالابتكار والذكاء الاصطناعي وغيرها من المفاهيم في هذا الإطار، بما يجعل النظر إلى الإنتاج في ارتباطه بالمدلولات الاجتماعية يتوسع ويتعمق بما يوازي القدرات المعرفية والمادية والقدرة على اتخاذ القرار وإنزال المرئيات إلى أرض الواقع العملي في الحقول المتعددة. إن أي تنمية تمر بمراحل متنوعة، وتنتقل من فترة لأخرى مع المتغيرات والتطورات سواء على المستوى المحلي أو العالمي، في ظل زيادة عدد السكان والانتقال الحاصل في سمات الحياة في كافة أشكالها والنماء الاقتصادي والرفاه المادي وغيرها من العوامل، وهذا يعني بوضوح أن مستوى المعيشة للفرد يخضع لجملة من العوامل ويجابه في الوقت نفسه بالمزيد من التحديات والمتطلبات لمواكبة الحياة، ويظل في هذا كله الرهان قائمًا على الإنتاج بوصفه المرتكز الجوهري والأساسي لنهضة الحياة الإنسانية والرفاهية والسعادة البشرية.

لابد أن التحديات قائمة وماثلة وهذا طبع الحياة في كل عصر، وفي مقابل ذلك يبقى على الإنسان أن يكافح ويعمل ويطور من الأفكار والأدوات، ويعظم من قيمة العمل وطريقته بحيث ينعكس كل ذلك على رسم آفاق جديدة ومستقبلية لأشكال الاقتصاد والدخل المنشود لبناء الحياة الأفضل، وحيث يكون ذلك بمشاركة الجميع من كافة القطاعات العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع بكافة أطيافها، بما يساهم في تعزيز الموارد وبناء المدخرات المستقبلية ويضيء الآفاق للحياة المنشودة، ولعل المحك الأساسي يكمن في ثقافة الإنتاج والوعي به ونظرة المجتمع التي تتطلب الاشتغال عليها في هذا الباب.