tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :سفر بدون أسرة !

01 يوليو 2019
01 يوليو 2019

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

مع قدوم الصيف يبدأ الناس بالتفكير في السفر، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، والرغبة في التخلص من الملل، والعمل على التغيير، صرنا نلاحظ الأسر، وهي تستعد للسفر مع صغارها بكثير من السعادة، لكن وسط ذاك نلاحظ «الشلل الرجالية» المكونة من اثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة، قد لبسوا «الكاجوال» وتخففوا من كل ما يثقل حركتهم ماعدا حقيبة سفر صغيرة وضعوها على الكتف، نلاحظ الحماس البادي عليهم، والحديث الطويل المنساب بينهم بصوت عالٍ أحيانا، الذي لا ينتهي بل يزداد ويتشعب، مع بعض السلوك المثير للفوضى لدى البعض إن كانوا أصغر سنا.

فالبعض منهم قد حدد ألا تسافر أسرته؛ فهو لا يستطيع أن يدفع مصاريف اصطيافها، فاكتفى بعدم حرمان نفسه من ذلك، والبعض قرر أن يسافر مرتين في الصيف: مرة مع أسرته ومرة مع أصدقائه، ورتب أموره المالية على ذلك. في كل الأحوال فإن سفر الرجل بدون أسرته وزوجته والأبناء يبدو أمرًا غير مفهوم؛ فما الذي لا يستطيع أن يفعله الرجل إذا سافر مع أسرته؟ ولمَ تقديس السفر مع الأصدقاء كطقس مهم جدا كل عام؟ وهناك نوع آخر من الرجال يسافر لوحده في الصيف، لا أسرة ولا أصدقاء، تراه في المطار مع حقيبته الصغيرة على كتفه، يراقب ويتابع الناس بهدوء وابتسام، وهو جالس في ركن هادئ يحتسي قهوته بحماس، بينما وجهه يشي بكثير من السعادة، وكأنه تحرر من كل قيد أو ضغط في الحياة، واستعاد حريته وشبابه وحماسه! وهو الأغرب من كل أنواع المسافرين.