1254393
1254393
الاقتصادية

الجبل الأخضر .. جنــة تـعـانـق السـمـاء

30 يونيو 2019
30 يونيو 2019

يشهد الموسم السياحي الصيفي بالجبل الأخضر بمحافظة الداخلية إقبالاً كبيراً من الزوار داخل السلطنة وخارجها، وذلك للاستمتاع باعتدال الطقس وبالمقومات الطبيعية المتنوعة التي تزخر بها.

ويعد الجبل الأخضر من أهم الوجهات السياحية التي تشهد تنامي في الحركة السياحية على مدار العام وزيادة الاستثمارات في المنشآت الفندقية لمواكبة التزايد في إعداد الزوار.

ويوجد عند مدخل الصعود للجبل الأخضر مكتب للخدمات السياحية تابع لوزارة السياحة يوفر البيانات والمعلومات عن الجبل الأخضر وإرشادات السلامة التي يفترض التزود بها أثناء زيارة أماكن الجبل والاحتياطات اللازمة.

وقال خليفة بن صالح البوسعيدي ـ نائب والي ـ إن الجبل الأخضر يعد من أهم الوجهات السياحية في السلطنة على مدار العام، فهو وجهة سياحية مفضلة يتميز بعلوه الشاهق الذي يصل إلى ٣٠٠٠ متر، وطقسها العليل المعتدل صيفاً والبارد شتاءً، ابتداءً من الطريق المتعرج من بركة الموز صعوداً إلى النيابة، والذي يرى الزائر فيه المناظر الرائعة و التكونات الصخرية الجميلة والجو المعتدل، بالإضافة إلى تعدد المناظر الطبيعية الخلابة التي تحتوي على أشجار برية معمرة ومنها العلعلان والعتم والبوت والنمت، وكذلك النباتات العطرية والطبية، الى جانب البيئة الصخرية التي تستقطب هواة المغامرات ومحبي رياضة المشي وتسلق الجبال.

ويتميز أيضا بوجود عدد كبير من الكهوف الطبيعية والجيولوجية العجيبة في تكويناتها وتشكيلاتها بين سلاسل الجبال العالية، وتضم معلومات تاريخية وأثرية تضاف لرصيد التراث العماني، ايضا المناظر المدهشة للقرى والحارات القديمة التاريخة ومعالمها الأثرية وهندسة الأجداد والآباء في تشييدها، كذلك الإبداع في تصميم المدرجات الزراعية المرصوصة جدرانها بالحجارة والمربوطة بشبكة من الممرات والسواقي والمزروعة بمختلف أصناف أشجار الفاكهة من الرمان والخوخ والمشمش والتين والعنب والتفاح والكمثرى والبرقوق والزيتون والجوز واللوز وأشجار الورد التي يستخرج منها ماء الورد ، وايضا القرى القديمة الأثرية والممرات الجبيلة والأفلاج والعيون.

اعتدال الطقس

وأضاف البوسعيدي تتميز السياحة الصيفية بالجبل الأخضر باعتدال الطقس مما يدفع العائلات العمانية والخليجية إلى زيارة الجبل الأخضر، وتشهد نيابة الجبل الأخضر تطورا في مختلف المجالات التنموية والسياحية، والتي تخدم السكان والزوار، لذا نتوقع زيادة تدفق الأفواج السياحية للنيابة خلال هذا الفصل الصيفي من داخل السلطنة وخارجها لقضاء اجمل الأوقات مع الأجواء الباردة والطبيعة الساحرة، وقد بذلت الحكومة الكثير من الجهود في تهيئة الظروف المناسبة ليقوم القطاعي السياحي والفندقي بدوره في توفير أماكن السكن والإقامة بالجبل وحاليا نستطيع ان نقول بانه يوجد بالجبل عدة خيارات للسائح والمواطنين لمن يرغب بزيارة الجبل الأخضر والاستمتاع بجوه الرائع وطبيعته الخلابة.

وعن الاستثمارات السياحية في الجبل الأخضر قال: تشكل العقارات، والمحلات التجارية، والمنتجعات السياحية والفنادق والشقق الفندقية والاستراحات الراقية أبرز الاستثمار في المجال السياحي. حيث استعدت جميعها لاستقبال الزوار وتقديم كافة التسهيلات المريحة لهم .

وأشار نائب الوالي إلى أن هناك بيئات متنوعة في الجبل الأخضر تسهم في جذب السياح للجبل كالزراعة و النباتات و الحيوانات النادرة وغيرها من المكونات، وتسهم هذه المقومات في جذب السياح.

توجد العديد من المكونات السياحية التي تستهوي الزوار ومنها ارتياحهم من طيبة السكان وكرمهم، والاستمتاع بمشاهدة حرفهم التقليدية وأبرزها صناعة تقطير ماء الورد، كذلك طريقة تربيتهم للماشية وكيفية الخروج بها للاماكن الرعوية، وطرق اعتنائهم بالزراعة، ونظام الري لاسيما وجود المدرجات الجبلية وزراعة انواع الفواكه الصيفية مثل الرمان والخوخ والمشمش والجوز واللوز والكثير من الانواع التي يشتهر ابناء الجبل بزراعتها، وايضا وجود المحمية الطبيعية بالنيابة، لا سيما وانها تزخر بالكثير من المقومات الطبيعية من اشجار معمرة وطبيعة خلابة ومكان متميز لقضاء افضل الاوقات والاستمتاع باجمل المناظر الطبيعية والتي تجعلها مزارا مفضلا للسياح والمواطنين من ابناء السلطنة.

ويحظى الجبل الاخضر باهتمام كبير من خلال تعزيز استثمارات القطاع السياحي بما يسهم في مواكبة الحركة السياحية المتنامية على مدار العام ودراسة التطورات الهادفة إلى إثراء المنتجات السياحية ‏التي تسهم في بقاء السائح أطول فترة ممكنة في هذه الوجهة السياحية المتميزة .

و تروج وزارة السياحة للجبل الأخضر كأحد الوجهات السياحية الرئيسية في السلطنة على مدار العام في مختلف وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعية و المعارض والملصقات و المنشورات والكتيبات والمطويات.

و تبذل في المقابل المنشآت السياحية ذات فئة خمسة نجوم جهودا في الترويج لمزارات الجبل الأخضر من خلال مشاركتها في المعارض السياحية العالمية، وكذلك عبر مواقعها الإلكترونية في علاماتها التجارية العالمية وحسابات التواصل الاجتماعية.

ويعد الطقس بالجبل الأخضر احد اهم عوامل ازدهار النشاط السياحي على مدار العام إذ يتميز الطقس في فصل الصيف بالاعتدال، وتتراوح درجة الحرارة طول الصيف ما بين 25 درجة و 30 درجة مئوية مما يشكل دافعا للزوار من السلطنة و دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للاستماع بالاعتدال الحرارة و قضاء اوقاتا ممتعة، أما في فصل الشتاء فتنخفض درجات الحرارة وتصل إلى ما دون الصفر في بعض الشهور و تساقط الثلوج و يشكل كذلك دافعا للسياح الأوروبين وغيرهم لزيارته وقضاء إجازاتهم في ممارسة الأنشطة المشي وتسلق الجبل .

وتعد محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية التي تشرف عليها وزارة البيئة والشؤون المناخية إحدى أفضل الأماكن السياحية التي يمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية، وأعلنت المحمية بموجب المرسوم السلطاني 80/‏‏‏2011م الصادر في 17 أغسطس عام 2011م ‏ وتضم المحمية تنوع أحيائي متفرد، حيث تنتشر فيها أنواع نباتية مختلفة مثل السدر، والسمر، واللثب، والنمت، والبوت، والقصم، واشجار الزيتون البري، وغابات أشجار العلعلان.

اما عن البيئة الفطرية فتضم المحمية أنواع مختلفة من الحيوانات كالوعل العربي، والذئب العربي، والثعلب الجبلي، وأيضا تم تسجيل أكثر من 71 نوع من الطيور أشهرها الحجل العربي، والبلبل، والحمام الجبلي، وحمام الخشب، والنسر المصري، والعقاب الذهبي.

وتشكل الزراعة في الجبل الأخضر، هي الآخرى منتجا سياحيا مرغوبا في مشاهدته والتعرف عليه، حيث تعتمد الزراعة على المدرجات وهي زراعة النادرة نتيجة للسلاسل الجبلية التي تحيط بالجبل الأخضر، ومن اشهر انواع الزراعة التي يشتهر بها الجبل الأخضر زراعة الرمان و الجوز و اللوز و التين و الخوخ والمشمش والكمثري والتفاح والعنب والبوت، فضلا عن اشتهار الجبل الأخضر بزراعة البنات العطرية مثل الورد و الجعدة و غيرها وتعد شجرة العلعلان من الأشجار النادرة بالجبل الأخضر.

وعن السياحة الجيولوجية قال الاكاديمي السابق بجامعة السلطان قابوس الدكتور محمد بن حميد الوردي: يتميز الجبل الأخضر بثرائه الجيولوجي من حيث تنوع الصخور والمستحثات المتكشفة بالجبل، حيث يتواجد نوعين من الصخور بالمنطقة وهي: الصخور القديمة ذات طبيعة متحولة وتتميز بألوانها الزاهية المتنوعة ويعود عمرها الى عصر ما قبل الكامبرين، حيث يرجع عمرها الى أكثر من ٥٠٠ مليون سنة وتتواجد هذي الصخور في منخفضات الشريجة وسيق وحيل اليمن، أما النوع الآخر من الصخور فيعتبر أحدث عمرا، حيث تتراوح أعمار صخوره ما بين ٢٧٠ مليون سنة و ٩٠ مليون سنة وتغلب عليها الصخور الجيرية المتكشفة في كافة أرجاء هضبة الجبل الأخضر، وتماثل هذي الصخور الجيرية الصخور التي يستخرج منها النفط في منطقة الخليج العربي لذا يقصدها الكثير من الجيولوجين من كافة دول الخليج لدراستها عن كثب للتعرف على خصائصها ومميزاتها.

وأضاف الوردي: تتميز هذي الصخور بثرائها بالعديد من المستحثات الرائعة كمستحثات المرجان والاسفنج والاصداف المتنوعة الاخرى، حيث تتواجد حديقة المرجان بالقرب من قرية العين، وتعتبر مقصدا للسياح لمشاهدة مستحثات المرجان الكبيرة الحجم والجميلة الشكل مما يستدعي الحفاظ عليها من التخريب والسرقة كأحد المقومات السياحية الجيولوجية الفريدة بالمنطقة، وتبذل الجمعية الجيولوجية العمانية جهودا جبارة للاهتمام والحفاظ عليه، كما يتميز الجبل الاخضر بأوديته الجميلة وسفوحه الرائعة للمغامرات الاستكشافية وتسلق الجبال، مما يضيف بعدا أخر للسياحة الجيولوجية بالمنطقة.

ويتوفر بالجبل الاخضر منشآت فندقية من تصنيفات فندقية مختلفة منها ذات الخمسة نجوم تشغلها علامات عالمية في عالم السياحة والسفر مثل فندق أليلا الجبل الأخضر الذي يعد من أرقى فنادق الجبل الأخضر من فئة 5 نجوم، لما يتميّز به من مرافق كالمسابح الداخلية والخارجية، والنادي الصحي، ومسارات التجوال، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية مثل ركوب الخيل، رحلات السفاري، كما يُوفر إطلالات جبلية رائعة من شرفات الغرف.

ومُنتجع أنانتارا الجبل الاخضر الذي يعد أرقى فنادق السلطنة و يتميّز بالهدوء، وإطلالات طبيعية خلّابة، كما يضم المسابح الحارة، مسابح الأطفال الخاصة وملاعب التنس.

وفندق الجبل الأخضر ذي النجمتين، إذ يتميّز الفندق بإطلالته الجبلية البانورامية الرائعة مع أجنحته الواسعة كاملة التجهيزات، وغيرها من المنشآت الفندقية كالشقق الفندقية التي توفر خيرات واسعة للأسر.