أفكار وآراء

دردشة حول التعمين «2-2»

29 يونيو 2019
29 يونيو 2019

سالم بن سيف العبدلي/ كاتب ومحلل اقتصادي -

[email protected] -

مثلما توقعنا فإن ردود الأفعال على الجزء الأول من هذا المقال كانت كثيرة وأغلبها اتفقت مع الآراء التي أشرنا إليها واليوم نواصل تسليط الضوء على بعض الآراء ووجهات النظر الأخرى المهمة والتي ترى أن أسباب تفوق ونجاح الشباب العماني في بعض المهن وعدم استمراريتهم في مهن أخرى يعود لعوامل مختلفة حيث يقول أحد المتابعين: «العماني ناجح في كل الأماكن لكن لم ينجح بأن يسخر الأجنبي أن يشهد له بالنجاح في الوظائف التي لن يعط فرصة للعمل بها، متداخل آخر يقول: «أعتقد لو أتيحت له الفرصة في مجالات أخرى سيكون ناجحا أيضا لأن المجالات التي ذكرتها تحت إدارة عمانية فقط لا يمكن للوافد أن يتنافس عليها ويسترسل بالقول: «محتاجون للتعمين بشكل كبير لسد احتياج الشباب للعمل لأن عدد الباحثين عن عمل كبير جدا».

ومتداخل آخر يقول: «لأن لها مردودا ماليا جيدا جدا كلما أعطيت هذه المهن أكثر أعطتك مردودا ماليا أكثر (سائق سيارة أجرة -غاز - تنكر ماء- باص) وغيرها من المهن يحتكرها العمانيين وأيضا لأنها مهن حرة لا تحتاج لرأس مال كبير للبدء بها، والكلام على لسان أحد المتداخلين حيث يقول: «أيضا لان عددا كبيرا من العاملين عليها تعتبر بالنسبة لهم مصدر دخل ثانوي وليس رئيسي وأيضا لأنها مهن وأعمال عادة ما تكون حرة في الوقت بلا التزام يمكن للشخص التحكم في وقت العمل وبعضها مثل سائق حافلة ساعات العمل قصيرة»

متداخل آخر يعلق بالقول: «لأن هذه المهن مهن حرة أما الوظائف يتحمل فيها شروط التوظيف وطريقة التوظيف والمسؤولين عن التوظيف والأصحاب الحقيقين لقرار التوظيف» ويقول: «ومن خلال تجربتي في العمل الحر العماني في القطاع الخاص قادر أن يثبت نفسه إذا أتيحت له الفرصة وكان هناك تخطيط حقيقي للتدرج الوظيفي».

ذكر أحد المتابعين بأن: «تلك المهن مهن الكادح الذي لا يستطيع الحصول على وظيفة ، أما أحد المتداخلين يعبر عن رأيه بالقول: «هذه المهن: لا تحتاج إلى رأس مال كبير وليس فيها شروط وتعقيدات التوظيف والذي يشتغل فيها حر في التصرف وتحديد وقت عمله، قلة المنافسة فيها من قبل الوافدين، تتناسب طبيعة البيئة المحلية البسيطة أي لا تحتاج إلى التصنع في المظاهر وهدر المال فيها» ويسترسل في القول: «لذلك نجحت هذه المهن وللأسف كثرة التعقييدات يقوضها ويجعل العماني ينفر منها».

وأخيرا نقول بأن العماني يمكن أن ينجح في جميع المهن و الأعمال الإدارية والفنية إذا ما وجد الحماية الكافية والبيئة المناسبة للعمل ونجزم بأن من أسباب عدم استمرار بعض المبادرات والمشاريع، كبرنامج التشغيل (سند) في قطاع بيع المواد الغذائية مثلا والذي تم إطلاقه قبل أكثر من عشر سنوات ضمن عدد من المهن التي تم تعمينها في حينه والتي أيضا أفردنا لها عددا من المقالات هو بسبب المنافسة الشرسة من قبل الأيدي العاملة الوافدة والتي تسيطر على هذه الأعمال.

وكذلك الحال في سوق الموالح للخضروات والفواكه كمثال آخر فقد حاول بعض الشباب العماني الدخول للعمل في هذا السوق إلا أنهم صدموا بالمنافسة الشديدة والسيطرة المحكمة وغير المتوازنة من قبل الوافد والذي يتحكم في كل القنوات التسويقية منذ الإنتاج وحتى وصول المنتج إلى المستهلك لذا فإن الخطوة الأولى التي ينبغي القيام بها هو توفير المناخ المناسب لأصحاب الأعمال العمانيين وحمايتهم من سيطرة الوافدين لكي يستطيعوا أن يقفوا على رجليهم ويشقوا طريقهم نحو النجاح فليس الجانب المادي لوحده هو العائق أمام هؤلاء الشباب وإنما العوائق الأخرى ناهيك عن الأمور المتعلقة بالموافقات والإجراءات والرسوم التي تفرض عليهم أحيانا للحصول على الخدمات والتصاريح اللازمة لإقامة مشروعاتهم.