العرب والعالم

جهود مصرية وأممية تنجح بإعادة الهدوء في غزة ضمن تفاهمات التهدئة مع إسرائيل

28 يونيو 2019
28 يونيو 2019

رام الله (عُمان) نظير فالح -

توصّلت فصائل المقاومة الفلسطينيّة، فجر أمس الجمعة، إلى اتفاق تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي يُعيد بموجبه توسيع مساحة الصيد وإدخال الوقود إلى القطاع، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة، مع جمود في مباحثات تطبيق التفاهمات التي توصلت إلى المقاومة الفلسطينيّة مع الاحتلال في مايو الماضي.

وبحسب الإذاعة الإسرائيليّة العامّة، فإنّ الاحتلال سيرفع مساحة الصيد إلى 15 ميلا بحريًا، بعدما خفّضه في الأيام الأخيرة إلى 6 أميال فقط، وذلك بذريعة إطلاق البالونات الحارقة على البلدات الإسرائيليّة المحاذية للقطاع.

كما ينص الاتفاق، بحسب الإذاعة،على إعادة إدخال الوقود إلى قطاع غزّة، عبر معبر كرم أبو سالم.

ولفتت مصادر فلسطينيّة إلى أن الاتفاق تم برعاية مصرية وأمميّة، وأن ينصّ كذلك على وقف إطلاق البالونات الحارقة «وعدم اقتراب الشّبان من الحدود» أثناء فعاليّات مسيرات العودة المقرّرة الجمعة.

في سياق متصّل، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيليّة أمس عن مصادر إسرائيليّة رفيعة قولها إن هناك «جمودًا تامًا في كل ما يتعلّق بجهود التوصل إلى تسوية في قطاع غزّة» كاشفةً عن وجود جهود من خلف الكواليس، حتى في الأيام الأخيرة، للتوصل إلى صيغة مناسبة تسمح باختراق حالة الجمود، إلا أن هذه الجهود، بحسب المصادر الإسرائيليّة، قد تصل إلى طريق مسدود وسط حظوظ ضئيلة لتقدّم جدّي.

وأقرت المصادر الإسرائيليّة، بحسب الصحيفة، بأن الإجراءات العقابية التي اتخذها الاحتلال الإسرائيلي، مثل تقليص مساحة الصيد قبالة القطاع أو وقف تزويد محطة توليد الكهرباء بالوقود تفتقد إلى أيّة تأثيرات عملياتيّة، بل على العكس، عدد الحرائق يزداد يومًا بعد آخر.

وبعد هذه الإجراءات التصعيدية الإسرائيليّة، اندلع 27 حريقًا، مساء الخميس، في بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزّة، بسبب البالونات الحارقة التي أطلقها شبّان غزيّون، وهو أكبر عدد حرائق تندلع في يوم واحد بالشهور الأخيرة، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» وشهد الأسبوع الماضي ارتفاعًا في أعداد الحرائق، إذ شهد الإثنين الماضي اندلاع 15 حريقًا، فيما اندلع 18 حريقًا يوم الثلاثاء، وشهد يوم الأربعاء، ارتفاعًا في عدد الحرائق وقوتها، لتصل إلى 19 حريقًا، ليتجاوز العدد الكلي للحرائق المندلعة خلال الأسبوع الجاري الـ100 حريق.

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان مجموعة شبابية، تطلق على نفسها اسم «وحدة برق الجهادية»، عن تكثيف إطلاق البالونات الحارقة، تجاه البلدات الإسرائيلية والأراضي الزراعية التابعة لها، المحاذية لقطاع غزة، حال استمر التنصل الإسرائيلي من تطبيق تفاهمات التهدئة.

فيما أكدت قيادات الفصائل الفلسطينية في غزة، على تلكؤ سلطات الاحتلال الإسرائيلية في تنفيذ التزاماتها بتفاهمات «التهدئة» التي تم التوصل إليها عبر وساطة دولية، بما في ذلك تلاعب الاحتلال المستمر في مساحة الصيد ووقف توريد الوقود لمحطة التوليد الطاقة في غزة، محملة سلطات الاحتلال مسؤولية تدهور الأوضاع وما ستؤول إليه الأمور في قطاع غزة عقب تراجعها عن تنفيذ التفاهمات «.

يذكر أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، طالب الأطراف التي لعبت دور الوساطة للتوصل إلى تفاهمات تهدئة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي (قطر ومصر والأمم المتحدة)، بإلزام إسرائيل ببنودها.

واعتبر هنية، في تصريحات صدرت عنه القرار الإسرائيلي بوقف توريد الوقود القطري لمحطة الكهرباء الوحيدة بالقطاع، «عدوانا سافرا على الحقوق التي انتزعها الشعب الفلسطيني من خلال مسيرة العودة وكسر الحصار».

ويتجمهر آلاف الفلسطينيين، في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع والمناطق المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا خلال أحداث النكبة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وتتوسط مصر والأمم المتحدة وقطر منذ أشهر في تفاهمات سعيا لإدخال تسهيلات إنسانية في قطاع غزة ومنع مواجهة مفتوحة جديدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل على خلفية مسيرات العودة المستمرة منذ 30 مارس 2018.

وتطالب مسيرات العودة برفع الحصار عن قطاع غزة المفروض منذ منتصف عام 2007 إضافة إلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها قسرا في العام 1948.