المنوعات

عالية النعيمي.. يد نسائية مبدعة في الرسم والحرف التراثية الدمشقية

27 يونيو 2019
27 يونيو 2019

عشقت الخزفيات والمنحوتات وفن الخزف فتعلق قلب الفنانة عالية النعيمي بكل ما يمت بصلة لحرف دمشق العريقة فاحترفت فن الدهان الدمشقي «العجمي» والخط العربي وجعلت من مساحات لوحتها البيضاء مكانا دافئا تستريح فيه البيوت الدمشقية ويعبق شذاها من ألوانها الدافئة.

بدايات النعيمي كانت منذ طفولتها المبكرة عبر رسوم تبدو لعمر أكبر ومحاولة زخرفة ورسم كل شيء تصل له يدها ومع انتباه العائلة وتشجيعها على تنمية الموهبة درست في مركز أدهم إسماعيل للفنون، وشاركت بعدها بأحد رسومها في مهرجان شنكار الدولي لرسوم الأطفال بالهند وحصلت على الميدالية الفضية لفئة العمر 12 سنة.

جو العائلة ”المشبع“ بالفنون التراثية هو ما شجع النعيمي وفق ما أكدت لـ(سانا) على تقدير الفنون الزخرفية التي يزخر بها البيت الدمشقي فكان جدها يعمل بالتطريز وجدتها بالأغاني وخالها الأكبر بديكورات الجص والأوسط علمها فن الرسم على المرايا والأصغر كان يعمل بالحفر على الخشب والتطعيم بالصدف وأسلاك الفضة والنحاس.

أما علاقة النعيمي بفن الدهان الدمشقي، فبدأت في سن المراهقة من خلال زيارات متكررة للأحياء القديمة ومشاهدة دواخل بيوتها حتى أتقنت العمل بها من خلال التجربة والاجتهاد.

وتحاول النعيمي في كل معرض تشكيلي أن تكون جديدة ومختلفة عما سبق حيث رسمت أحياء وبيوت دمشق القديمة بواقعية والزهور والطبيعة الصامتة بتعبيرية ورمزية وهي تحضر الآن لمعرض حروفيات لأنها تعتبر الخط العربي ساحرا وزاخرا بالاحتمالات وأن تطعيمه باللوحة التشكيلية تجربة غنية لا نهاية لها.

الحفاظ على التراث الفني والثقافي يحتاج برأي النعيمي إلى الحب بالدرجة الأولى «فحين تحب تاريخك وجذورك وتراثك ستسعى لرعاية ما تود وإظهاره بأفضل ما يمكن وتحافظ عليه لإيصاله إلى الأجيال القادمة بأجمل صورة وتشجع الشباب على العمل في هذه الفنون والحرف ومنع اندثارها وتعرف العالم بأهمية تراثنا وما فيه من غنى و تميز»، ولا ينتهي طموح عالية النعيمي فمع كل يوم جديد تهب لنا الحياة فرصة جديدة للتفكير والتخيل والحلم والتجارب؛ فتجدد أسلوبها لتبقى على قيد الابتكار وتتحدى حدودها الحالية لتسافر إلى آفاق أوسع.