1252278
1252278
العرب والعالم

كوشنر يبقي «الباب مفتوحًا» أمام الفلسطينيين والبحرين تعتبرها خطة اقتصادية وليست صفقة

26 يونيو 2019
26 يونيو 2019

عباس بصدد تنظيم مؤتمر ردًا على «المنامة» -

المنامة- (أ ف ب)- الأناضول: اختتمت مساء أمس ورشة عمل في المنامة أطلقت فيها واشنطن الجانب الاقتصادي من خطتها للسلام مع اتهام مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر القيادة الفلسطينية بالفشل في مساعدة شعبها مؤكدًا أن «الباب لا يزال مفتوحا» أمامها.

وقال كوشنر: إن الباب لا يزال مفتوحًا أمام الفلسطينيين للانضمام إلى خطة السلام الأمريكية التي لم تتضح معالمها السياسية بعد، قائلا: «لو أرادوا فعلا تحسين حياة شعبهم، فإننا وضعنا إطار عمل عظيما يستطيعون الانخراط فيه ومحاولة تحقيقه».

وقاطع الفلسطينيون الورشة، قائلين إنه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع. وأضاف كوشنر: إن الإدارة الأمريكية ستبقى «متفائلة»، مضيفا: «لقد تركنا الباب مفتوحا طوال الوقت».

وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام، بحسب البيت الأبيض.

وتنظر القيادة الفلسطينية بارتياب كبير إلى كوشنر الذي تربطه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صداقة عائلية، وإلى ترامب الذي اتّخذ خطوات عديدة لدعم إسرائيل مخالفًا الإجماع الدولي.

ورأى كوشنر أنّ «ما قامت به القيادة (الفلسطينية) هو لوم إسرائيل والآخرين على كافة مشاكل شعبها، بينما في الحقيقة أن الموضوع المشترك هو أن كل هذا قابل للتحقيق إن كانت الحكومة ترغب بإجراء هذه الإصلاحات».

من جهة، قال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة: إن «ورشة المنامة» التي تستضيفها بلاده «ليست صفقة، بقدر ما هي خطة اقتصادية من شأنها تغيير واقع المنطقة».

وأضاف آل خليفة، في تصريحات خاصة لتلفزيون «روسيا اليوم»، أن «ورشة البحرين» هي خطة أمريكية لإحلال السلام في المنطقة.

وأكد أن بلاده مع حل الدولتين والمبادرة العربية، وأن هذه الأخيرة لم تلق ترحيبًا من الجانب الإسرائيلي.

وتنص «مبادرة السلام العربية» على إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها،.

وأضاف المسؤول البحريني أنه يثق في «حكمة الولايات المتحدة» في تعاملها مع إيران.

وبخصوص الأزمة الخليجية مع قطر، رحب وزير الخارجية البحريني بمبادرة الكويت، مشيرًا إلى أنها «لا تزال قائمة».

وقطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منذ 5 يونيو 2017، بدعوى دعم الإرهاب وهو ما نفته الدوحة، وتقوم الكويت بوساطة مقبولة من جميع الأطراف ، وتحدث آل خليفة عن «مشاركة عالية إقليميا وعالميا» في «الورشة».

وفي قطاع غزة المحاصر، قاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مسيرة احتجاجية شارك فيها الآلاف.

ودعا هنية خلال المسيرة إلى «مقاومة» إسرائيل. وقال رئيس المكتب السياسي لحماس: «قلت لهم ما قاله شعبنا الفلسطيني، صفقة القرن لن تمر، مؤتمر البحرين لن يخدعنا، الأموال لن تغرينا».

وتابع: «نحن لا يمكن أن نبيع القدس وحق العودة والسيادة وتحرير أسرانا وسلاحنا ومقاومتنا بمال الدنيا».

وفي خان يونس جنوب القطاع، أحرق محتجون صورًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وفق ما أفاد مصور فرانس برس، وانطلقت مسيرة احتجاجية في مدينة رفح (جنوب) شارك فيها مئات من سكان غزة.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في مؤتمر صحفي في مدينة رام الله: «إن الاقتراح الأمريكي إهانة لعقولنا».

وأضافت عشراوي: «الموضوع الأكبر في قاعة الاجتماعات في المنامة هو الاحتلال، الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يذكر ولا مرة واحدة».

وتابعت: «السلام الاقتصادي الذي قدم مرارا من قبل، أثبت فشله في تحقيق السلام لأنه لا يتعامل مع المكونات الحقيقية للسلام ، ها هو يقدم مرة أخرى من خلال إعادة تدويره ، ورشة المنامة مخادعة ومنفصلة تماما عن الواقع».

وقالت أيضا: «أبلغنا الدول العربية أن لا داعي للذهاب إلى مؤتمر المنامة من أجل مساعدات وخطط ومشاريع وبرامج دعم للشعب الفلسطيني وقلنا لهم تستطيعون مساعدتنا مباشرة إن أردتم».

واعتبرت عشراوي أن «الدعم العربي المباشر يمكن أن يساعد الفلسطينيين بعدة طرق لبناء اقتصاد قوي بدون دفع ثمن سياسي».

وأوردت «إذا كان لهذه المساعدات ثمن سياسي فسيكون لذلك تداعيات، وهذا مرفوض».

وتسود علاقات سيئة بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية منذ قرّر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وفي المنامة، أكّدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أنّ النمو الاقتصادي الكبير ممكن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حال أظهرت كافة الأطراف التزامًا سريعًا.

وحذّر صندوق النقد الدولي مرارًا من التدهور الحاد في الاقتصاد الفلسطيني مع عدم حصول السلطة الفلسطينية على أموال الضرائب التي تقوم إسرائيل بجبايتها بسبب اقتطاعها، بالإضافة إلى الحصار المفروض على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ أكثر من عشر سنوات.

وبحسب لاغارد، فإنه «في حال هناك خطة اقتصادية وحاجة ملحّة، فالأمر يتعلق بالحفاظ على الزخم»، ورأت أنه «لتحقيق ذلك لا بد من نوايا حسنة من قبل الجميع على كل المستويات القطاع الخاص والعام والمنظمات الدولية والأطراف على الأرض وجيرانهم».

وأكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن القضية الفلسطينية «مهمة للغاية» للمملكة، مشيرًا إلى أن بلاده ستدعم «كل ما يجلب الازدهار لهذه المنطقة»، وقال الوزير السعودي: إن «المنطقة بحاجة ماسة إلى الازدهار والأمل».

من جانبه، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون المالية عبيد حميد الطاير الذي شارك في المنتدى إنه يتوجب على المنظمات الدولية دعم هذه الخطة للتقليل من المخاطر، وتابع: «علينا أن نمنح هذه المبادرة فرصة وعلينا أن نناقشها ونحاول الترويج لها».

وحضر صحفيون إسرائيليون مؤتمر البحرين بعدما حصلوا على تصريح خاص من البيت الأبيض لحضور المؤتمر الاقتصادي، في سابقة في المملكة الخليجية، وتحظر غالبية الدول العربية دخول الإسرائيليين، باستثناء من يملكون جوازًا ثانيًا.

وبين الدول العربية الـ22، لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة سوى مع الأردن ومصر، ويشارك هذان البلدان في ورشة البحرين على مستوى وكلاء وزارة المالية، وكذلك المغرب. وأعرب مركز صوفان للدراسات عن شكوكه في إمكان النظر إلى الولايات المتحدة كوسيط محايد بعد خطوات ترامب، بما في ذلك وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وقال المركز ومقره نيويورك «بالنسبة لأي شخص يراقب الوضع عن كثب» فإن ورشة العمل في المنامة «تبدو كأنها مضيعة للوقت».

من جهة أخرى، كشف سفير فلسطين لدى الجزائر، أمين مقبول، عن سعي الرئيس محمود عباس إلى تنظيم مؤتمر دولي، ردًا على المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة.

جاء ذلك في تصريحات للأناضول، الثلاثاء، بالتزامن مع انطلاق أعمال «مؤتمر المنامة»، الذي يمثل الشق الاقتصادي لخطة السلام الأمريكية «صفقة القرن».

وقال «مقبول»، على هامش وقفة للجالة الفلسطينية بمقر السفارة، رفضًا لـ«المنامة»، إن عباس سيجري جولات دبلوماسية لحشد الدعم لمؤتمر يهدف إلى «كسر انفراد الولايات المتحدة بملف السلام في المنطقة».

وأضاف: «نحن لن نقبل بعد اليوم بالدور الأمريكي الوحيد، وسنقبل بمؤتمر دولي تشارك فيه دول العالم، ويستند إلى قرارات الشرعية الدولية».

وتابع أن الخطط الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية «لا تحظى بالإجماع الدولي»، مستدلا برفض روسيا والصين لصفقة القرن.

وأشار إلى أن الرئيس عباس «يحث منذ فترة روسيا وفرنسا وغيرها من الدول الكبرى على المبادرة بعقد مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية، تنفذ فيه مقررات الشرعية الدولية».

وأكد أن تلك الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على عرقلة تلك المساعي. مؤكدًا أنها ستتواصل بشكل أكبر «بعد إسقاط الصفقة المزعومة».