1244635
1244635
مرايا

علي العنقودي: لم تمنعني إعاقتي، والعمل التطوعي منهج حياتي

26 يونيو 2019
26 يونيو 2019

شعاره الإرادة والعزم والإصرار -

حوار- أمل المحروقية -

علي العنقودي.. شاب لم تمنعه الإعاقة عن مواصلة أمور حياته ومزاولة أعماله المختلفة، ورغم جلوسه على كرسي متحرك إلا أنه كتلة من الحماس والنشاط وشعلة من العمل الدؤوب، والجالس معه يحظى بتلك الروح الإيجابية التي ينشرها، وكان شعاره الدائم (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس).

علي بن سالم العنقودي من مواليد 1970م في ولاية نزوى وخريج الدبلوم العام عام 1991م، بدأ في الأعمال التطوعية منذ الثمانينات عندما كان طالبا بالمدرسة، وذلك من خلال فعاليات أسبوع البلديات والاحتفال بيوم الشجرة.

ويوضح علي أنه من العوامل التي ساهمت في تشجيعه للخوض في هذا المجال «الأسرة»، حيث كانت الداعم الرئيسي في ترسيخ حب العمل التطوعي في قلبه، حيث كان الوالدان القدوة الأساسية من خلال القيام بالأعمال التطوعية المختلفة كتنظيف المزارع والمساجد، مما أثر إيجابيا على نفسه، وجعلت العمل التطوعي ينغرس معه من طفولته وحتى الآن.

وفي المرحلة الأولى من التعليم الأساسي (الابتدائية حينها) قام بالمشاركة في عدة أنشطة وفعاليات مقامة على مستوى المدرسة، والذي أسهم فيه بدور بارز ليجسد معنى العمل التطوعي، حيث كان يتم اختيار طلاب معينين من كل صف للقيام بأمور التنظيف وما يصاحبه من أعمال توضح العمل التطوعي في المجتمع، وبهذا أصبح هذا المجال الخيري ملازما له طول حياته.

ثم بدأ التوسع بالعمل التطوعي وصار ينفذ بعض الأعمال التطوعية في حارته، كتنظيف المساجد، والتنظيف بعد الأودية وإزالة ما تخلفه الأودية من أضرار ومخلفات وغيرها، كما شارك في النادي الذي يضم فرقا تطوعية لأنشطة متنوعة في المجال الاجتماعي لاسيما معسكرات العمل المتعددة، وكان يمثل فريق (الاتحاد الغربي) الذي كان له الدور الكبير في نشر النشاط التطوعي، وساهم في جعل معظم فئات المجتمع تحب هذا النوع من الأعمال، والذي يهدف إلى القيام بأعمال تخدم الناس والمجتمع دون مقابل.

حاز علي العنقودي على الكثير من شهادات التقدير والجوائز المتنوعة من جهات عديدة شهدت له بنشاطه وحبه للعمل وخدمة الوطن، كما أن هناك الكثير من المواطنين اللذين يريدون مشاركته في احتفالات ومناسبات مختلفة، وذلك ليكون قدوة للغير ومثالا حيا على الإرادة والعزيمة.

الهوايات

يتمتع علي العنقودي بهوايات مختلفة منها الرسم والخطوط إضافة إلى حبه الكبير لاقتناء التراثيات وجمعها وتنسيقها في البيت بشكل مرتب وجميل، حيث الحس الفني الذي يتميز به يظهر من خلال تنسيقاته بين الأشكال والأشياء المتواجدة معه، والتي توحي بأن صاحبها شخص ذو عقلية فنية تستمد الجمال من رونق التراثيات المتوفرة.

كثيرا ما واجه العنقودي عراقيل ولكن عزمه وإصراره أثبتا جدارته في الوصول لمبتغاه، حيث يعاني من نظرة المجتمع نحو الأعمال التطوعية ان لا فائدة منها، لكنه يسعى لحث الناس على العمل الجماعي لخدمة الوطن، وأسهم في تكاتف الأيادي الخيرة في إنجاز الكثير من الأعمال المتنوعة، حتى أن الجهات الحكومية تثني على جهوده المبذولة والتي لامست قلوب الجميع بكل حب وسعادة.

ويوجه علي كلمة للمجتمع خاصة فئة ذوي الإعاقة والأشخاص الذين يشعرون بالإحباط واليأس بأن ينظروا للحياة بنظرة أمل وتفاؤل وألا يكونوا مكتوفي الأيدي، بل يكونوا شعارا للإرادة والعزم والإصرار.