1243714
1243714
مرايا

ليلى علوي: استطعت في أدواري التعبير عن موضوعات اجتماعية مهمة وساهمت في تغيير قوانين

26 يونيو 2019
26 يونيو 2019

حاورتها- ضحى عبدالرؤوف المل

زرعت الفنانة «ليلى علوي» بصمة فنية رافقتها في الأداء الدرامي الموصول بالرقي الفني أو بقدرتها على منح الدور التمثيلي الخاص بها روحية درامية لا ينازعها بها أحد، وربما يشعر البعض بأرستقراطيتها الدرامية، إلا أنها الأرستقراطية الدرامية القادرة على اختيار الدور الفعّال الممسك بالأدوار الأخرى، وتقمصه والإبقاء عليه في جعبتها التمثيلية لدرجة كبيرة فالقضايا الاجتماعية المتعددة التي قامت بها خلال مسيرتها تشهد على أخلاقياتها السينمائية القائمة على القضايا الشائكة التي أحدثت تغيرات شتى فيما بعد أو على الإشكاليات، مما شكل دوراً في تكوين شخصيتها التمثيلية وصقلها إنسانيا بنكهة الفنانة المواظبة على تحديث ذاتها، لتبقى زاخرة في عطائها كما عرفناها دائما، وقد تم تكريمها في مهرجان طرابلس للأفلام هذا العام مع المخرج يسري نصر الله ومعها أجريت هذا الحوار...

- هي ودافنشي نجح بتناول شخصية فنان تشكيلي وأعطى صورة مختلفة في الدراما، لماذا لم نرك هذه السنة رمضانيا؟ وهل سنرى أعمالا لك تتناول حياة فنان أو فنانة تشكيلية خاصة أن البعض يقول إن ليلى علوي أرستفراطية في الاختيار الدرامي؟

لم أتواجد هذا العام والعام الماضي خلال شهر رمضان بسبب وفاة والدتي رحمها الله، ومن الطبيعي أن أبقى سنة دون التفكير في التمثيل، وهذه السنة عندما تم عرض بعض الأعمال عليّ لم أشعر أنها مختلفة لأظهر فيها، بالإضافة إلى أولويات ضرورية جدا، وهي امتحانات ابني والبقاء بقربه.

وأنا ودافنتشي الحمد لله على نجاحه لكن لم يتكلم عن حياة فنان تشكيلي، إنما أعطى فكرة عن الرسم والفن، وأعطى فكرة عن كيف يضعف الإنسان بمراحل ما وكيف يكون فاسداً وكيف يتورط في أشياء تلوث حياته بهذا الفساد، وكيف يخرج من كل ذلك ويطهر نفسه، واعتقد هذه هي رسالة العمل بالدرجة الأولى وليس الفن التشكيلي.

- هل من الممكن القيام بتقمص شخصية لفنانة تشكيلية يوما ما؟

فعلا.. أمنيتي القيام بتقمص شخصية فنانة تشكيلية يوما ما، لكن للأسف لم أجد المنتج الذي يرحب بذلك أو ينتج لعمل يتناول حياة فنانة تشكيلية. المنتج اليوم لا يريد القيام بعمل بتكلفة عالية وعائد ربما غير مضمون.

- السينما مرآة المجتمع فإن اردنا معرفة مجتمع ما نستطيع ذلك من خلال السينما. الفنانة ليلى علوي في أي فترة تصنف نفسها، وكيف أعطت رسالة للسينما المصرية خلال وجودها في الأعمال الدرامية كلها بشكل عام؟

كيف أعطيت الرسالة للسينما المصرية خلال وجودي في السينما اتركها للجمهور، لكن أنا كيف أصنف نفسي؟ أقول الحمد لله ربي أعطاني الحظ لأكون مع مخرجين مختلفين مهمين، واستطعت التعبير عن مواضيع اجتماعية لصالح المجتمع للمرأة، للفتاة، للأم... واعتقد لقضايا مهمة جداً، وقلت سابقا كيف يمكن للأفلام أن تغير حتى القانون مثل فيلم «أريد حلا» للفنانة القديرة «فاتن حمامة» و«فيلم المغتصبون» فقضية الاغتصاب كانت تبقى لسنوات عديدة ليتم الحكم فيها، وبعد فيلم «المغتصبون» للمخرج «سعيد مرزوق» الله يرحمه أصبح الحكم ينتهي خلال ستة أشهر. أولا هذا يبرهن كيف أن السينما والفن يساهمان بحاجات المجتمع يطلبها، وثانيا كيف يمكن أن يغير في المجتمع، مثل فيلم «بحب السينما « يوضح أن التطرف غير موجود في دين واحد بل موجود في كل الأديان، وهذا ينبع من البيت والثقافة، وكيف أنت تحجر عينك أو النظر لأنه امتداد كبير جدا وأكثر من امتداد عدسة الكاميرا، وكيف يمكن رؤية الأشياء هنا وليس هناك.

- شخصية تقمصتها الفنانة ليلى علوي وتأثرت بها وما زالت في داخلك؟

تعبت نفسيا جدا في فيلم «المغتصبون» للمخرج «سعيد منصور»، وتعبت نفسيا جدا في مسلسل« التوأم» لدرجة المرض، لأن الدور لشخصيتين متناقضتين، وأيضا في فيلم «الحجر الداير» وفيه الزوجة كشفت خيانة زوجها ووصل الأمر إلى رفع السلاح في وجه بعض، وفي فيلم «الهجامة» وهي حرامية البيوت، لكن بصراحة كل دور أكون مشحونة فيه ووقت التصوير استمر بالتفكير بالمشهد وأبقى مهمومة به، وأتساءل باستمرار عنه، مثلا في فيلم «يا مهلبية يا » وأيضا «سمع هوس» وطريقة الكلام التي استمرت إلى ما بعد التصوير.

- رواية تعجبين بها وتتمنين أن تكون عملا دراميا ؟

أحب أعمال الأديب إحسان عبدالقدوس وأعمال الأديب نجيب محفوظ، وأتساءل لماذا اليوم لا نعيد الثلاثية للأستاذ نجيب محفوظ؟

- هل تعتقدين أن نجاح فيلم الماء والخضرة والوجه الحسن اعتمد على قدرة الممثل أكثر من السيناريو؟ إضافة أن البعض قال إن الفكرة مأخوذة من الأفلام الهندية.

لا أستطيع قول ذلك، وأعتقد أن تناغم الفيلم وإخراج الفيلم كان جيداً، خاصة الانسجام بينهم، لأن الأسرة حقيقية جدا، والقرية هي قرية باسم سمرة وتمثل عادات في الريف المصري، وهذه الأسرة حقيقية، وهذا مصدر رزقهم في الأفراح والأتراح.