lama
lama
أعمدة

ذات : بين الممكن واللا ممكن

26 يونيو 2019
26 يونيو 2019

لمى دعدوش -

ببن الممكن واللاممكن قد تكون فجوة كبيرة وجبل شاهق وقد تكون شعرة رقيقة تفصلك عن أحداثٍ ونتائج مفصليّةٍ في حياتك .

ممكن أن يتغيّر الحال ويُرفع السؤال

ممكن أن تكون بلا مأوى بلا عمل بلا راحة بال ثم يأذن الله بخيرٍ وفير أقبلَ في حياتك .

ممكن أن تكون على حافية الانهيار مع شريكك في العمل أو الحياة ثم تتبدل المشاعر بموقف مفاجئ فتجد السلم والمحبة والألفة قد عادت أدراجها في جدران علاقتكم .

ممكن أن تجد نفسك قادراً على مسامحة فلان وفلان بعد ما ظننت كل الظن أن القلب لن يغفر لهم بعد ذلك أبدا .

ممكن أن تكون يوماً ما ذاك الحلم الذي يزور منامك ويبهج قلبك .

ممكن أن ينقلب الجفاء إلى محبة، والجهل إلى علم، والضياع إلى استقرار، والمرض إلى شفاء، والضيق إلى فرج .

ممكن أن تتخيل حياتك بدون شخصٍ ما أو لقبٍ ما أو في مكانٍ ما حسب ظروف ٍ جديدة تتطلب منك حكمةً ومرونةً معها، وهنالك الكثير الكثير من ممكنات قابلة للتحقيق في حياتك.

أما اللاممكن فهو أن يتحقق كل ذاك وأنت لا تعطيه أي مساحة للحدوث لا في فكرك ولا مشاعرك ولا خيالك .

سيكون لا ممكن حين تقتله في مولده، لا بل قبل ذلك باليأس والعجز والضعف .

قد أجد أن مفاتيح كل السعادة هي في ثقة الإنسان بربه وبرحمته وبقدرته وبعطائه وبتلك العلاقة الجميلة التي تربطه به من عناية ورعاية ومحبة ولطف إلهي، تشغلنا الأعمال أحياناً، والهموم أحيانا أخرى فلا نرى تلك الرحمة الساكنة الظاهرة الباطنة في كل مجريات حياتنا، ونغفل عن شيفرة سحرية تقربنا من الممكن جدا ومن الصعب ومن المحال ...حين نعتقد يقيناًّ أولاً أن الله موجود في عالمنا وقادر على جبر قلوبنا، وحين نمتلئ ثقةً أنه لن يتركنا فنلجأ له لجوء المضطر الضعيف إلى القوي القادر وقد قال سبحانه “ أمّن يجيبُ المضطر إذا دعاه ويكشف السوء “

وثانياً حين نعتقد يقيناً بأننا قد وُهبنا من الله سبحانه القدرة على التغيير بالفطرة وخُلقت فينا ولا تزال فعّالة مؤثرة تنبض بالقوة لدينا ما دمنا نؤمن بوجودها .

ذاك يتطلب منا صحوة واستفاقة وهمة لأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضةً ولكن تمطر إيماناً ويقيناً واستجابةً لمن رفع يديه بقلب ٍ واثق ثم فكّر بعقل منفتح ثم شمّر ليفعل ما عليه الآن أن يفعل دون لوم أحد ودون قيود وهمية تشل الدماغ قبل الأيدي.

هي شيفرة سحرية أهملها من جهلها وأتقنها من عرفها وذاق حلاوتها فلا يهنأ له عيش بدونها بعد ذلك.

فيمر به العمر في محطات ومحطات لا يغذي وقوده إلا الثقة بالله تعالى في أشد الأحوال والثقة بتلك القوة في الداخل أنني أستطيع بحول الله بروح بشرية راضية مبتسمة تستمد القوة من خالقها .

[email protected]