صحافة

سياست روز :هل يمكن إدامة الاتفاق النووي مع روسيا والصين؟

23 يونيو 2019
23 يونيو 2019

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (سياست روز) مقالاً جاء فيه:

منذ إبرام الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية في صيف عام 2015 بقي الكثير من بنود هذا الاتفاق معلّقا، خصوصاً فيما يرتبط برفع الحظر المفروض على إيران، ولم ترتق المبادرات التي قدّمت في هذا المجال لتعويضها عن الأضرار التي لحقت بها، ومن بينها الآلية المالية الأوروبية للتعاطي التجاري مع إيران المعروفة اختصاراً باسم «اينستكس».

وقالت الصحيفة: إن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي في مايو 2018 وتشديد الحظر على طهران من قبل واشنطن في مختلف المجالات بما فيها القطّاعين النفطي والمصرفي دعا إيران لاتخاذ خطوات عملية بينها توقيف الالتزام ببعض تعهداتها بموجب الاتفاق وتأكيدها بأنها سوف تبدأ في تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى في غضون 60 يوماً إذا لم تتخذ القوى العالمية إجراءات لتطبيق بنود الاتفاق المتعلقة برفع الحظر.

وتساءلت الصحيفة: إذا كان الاتفاق النووي سيء بنظر أمريكا فلماذا تطالب العواصم الأوروبية طهران بالبقاء في الاتفاق، ولماذا تدعو واشنطن إلى إبرام اتفاق جديد إذا كانت الأطراف الأخرى، أي روسيا والصين والترويكا الأوروبية «ألمانيا وفرنسا وبريطانيا» تعتقد بضرورة الحفاظ على اتفاق عام 2015 باعتباره يمثل وثيقة دولية مهمّة لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم؟

وأكدت الصحيفة بأن عدم رفع الحظر عن إيران يعطي الحق لطهران باتخاذ خطوات تحثّ الأطراف الأخرى على الالتزام بتعهداتها التي وردت في الاتفاق النووي، إذ لا يمكن - وفقاً للصحيفة - أن تفي إيران بتعهداتها في حين تتخلف الأطراف الأخرى عن مسؤولياتها بموجب الاتفاق.

وشددت الصحيفة على أهمية الدور الذي تضطلع به روسيا والصين في الحفاظ على الاتفاق النووي، مؤكدة على ضرورة تقوية هذا الدور باعتباره يمثل ضمانة يمكن من خلالها الضغط على الجانب الأوروبي لتنفيذ تعهداته التي تتعلق برفع الحظر المفروض على إيران.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن روسيا والصين وهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وبما يمتلكان من إمكانات سياسية واقتصادية كبيرة قادرتان على تقوية موقف إيران الذي يؤكد على رفع الحظر المفروض عليها مقابل بقائها في الاتفاق النووي.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول: إن خروج إيران من الصفقة النووية في حال لم تنفذ بنودها المتعلقة برفع الحظر المفروض عليها من شأنه أن يدخل المنطقة والعالم في مزيد من التوتر، خصوصاً في ظلّ الظروف الحالية التي تسعى واشنطن من خلالها للضغط على طهران لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية، وهو ما ترفضه إيران وتؤكد قدرتها على مواجهة أي ضغوط تتعرض لها في هذا الميدان.