oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

المسؤولية البيئية والتكنولوجيا الخضراء

23 يونيو 2019
23 يونيو 2019

تنظر الكثير من دول العالم المتقدم إلى «التكنولوجيا الخضراء» كأحد مرتكزات المستقبل للحفاظ على البيئة وسلامتها، وسلامة البشر بشكل عام، لأن هذا النوع من التقنية يُعنى بشكل مباشر بصيانة الموارد الطبيعية والحياة الفطرية والبيئة لتحافظ على طبيعتها المعهودة.

لقد أدى تدخل الإنسان عبر القرون لاسيما في القرن العشرين ومنذ قيام الثورة الصناعية في أوروبا قبل قرنين، إلى خراب كبير في البيئة من حيث الملوثات وزيادة نسب الغازات الضارة بالإنسان وغيرها من الأضرار التي أصابت البيئة سواء كانت هواءً أو تربة أو أحياناً في أعماق الأرض.

وقد اهتم العالم بالبحث عن صناعات وتقنيات صديقة للبيئة منذ الستينات من القرن الماضي بعد أن بدأ الإحساس بالخطر من هذه الصناعة التي تضر بالإنسان ومحيطه البيئي.

كذلك كان السؤال حول الطاقات البديلة التي لها سمة الديمومة وفي الوقت نفسه تحافظ على البيئة، من حيث تجنب مصادر الطاقة التقليدية والصناعات النفطية والأحفورية، بحيث يمكن توظيف طاقة الشمس والرياح أو أي آليات تكلف إنتاج طاقة غير ضارة بالإنسان والبيئة عامة.

اليوم فإن الحديث عن التكنولوجيا الخضراء، أصبح من المواضيع غاية التعقيد، وحيث انتقل من مجرد أفكار بسيطة بدأت منذ عدة عقود إلى مجال متشعب يغطي كذلك الصناعات المتعددة كالبناء والتشييد والآلات وكل «ماكينة» أو آلة تقوم بعمل معين لها أن تؤديه دون أن تضر بالبيئة، أو تستهلك موارد أقل من الطاقة وتعمل على استنزاف مصادر البيئة بشكل عام.

في السلطنة هناك اهتمام بهذه الجوانب والسعي إلى تأكيدها عبر البرامج والخطط وهي تدخل في صميم الاستراتيجيات المستقبلية التي تقوم عليها الجهات المختصة في سبيل الحفاظ على البيئة وكذلك التفكير المستقبلي الذي يقوم على تنويع مصادر الطاقة في السلطنة، في إطار خطط المستقبل بما يعمل على تنويع مصادر الدخل الوطني والاقتصاد ويعيد بناء هياكل الاقتصاد التقليدي لينقلها إلى آفاق حيوية وجديدة.

هذا يعني أن التفكير في التكنولوجيا الخضراء هو جزء لا يتجزأ من تثوير الاقتصاد وإدماجه في مفردات العصر والمقتضيات الواقعية لعالم اليوم، بل إن موضوعات الاقتصاد «الأخضر» صارت اليوم من القضايا التي تقوم عليها الأجندة السياسية والبرامج الانتخابية في بعض الدول، ولابد أن المضي في هذه الثقافة والمعرفة المستقبلية ضروري، إذ أنه يصب في الخير العام والحفاظ على الكوكب والإنسان.

يتكلم العلماء الآن عن حضارة الاستدامة الخضراء، التي تضع في المقام الأول صالح البشر وكوكب الأرض معاً ولابد أن هذا يتقاطع مع أسئلة تشريعية وقانونية ومسائل إجرائية ومعلومات وغيرها من النواحي التي تحيط ببناء مستقبل زاهر عماده البيئة الصالحة للعيش، التي تكفل للجميع العمل وتصون الحياة الكريمة، وفي جوهر القيم والعقيدة فقد كانت الدعوة المبكرة إلى الحفاظ على عمارة الأرض وصيانتها ويعتبر هذا حق من الحقوق الإنسانية الرائدة.