1248293
1248293
العرب والعالم

ترامب بين التصريحات الحربية والتردد في المواقف العسكرية

22 يونيو 2019
22 يونيو 2019

واشنطن - جيروم كارتييه وسيباستيان سميث - (أ ف ب) -

دونالد ترامب المعروف بتصريحاته الحربية وتهديداته، هو أيضا من أشد منتقدي التدخلات العسكرية الأمريكية، كما يؤكد بشكل واضح إعلانه عن إلغاء ضربات جوية على إيران في اللحظة الأخيرة.

والملف الإيراني الذي بلغ مستويات جديدة من التوتر بعد تدمير طهران طائرة مسيرة أمريكية الخميس الماضي، يكشف إلى العلن تردد لا بل تناقضات ترامب الذي وصل إلى سدة الحكم دون أي خبرة سياسية أو دبلوماسية.

ودافع ترامب الخميس الماضي عن قراره التراجع في اللحظة الأخيرة -قبل عشر دقائق من بدء الضربة- لأنه أراد تجنب اتخاذ خطوة غير متكافئة بالنسبة للهجوم الذي لم يؤد إلى سقوط ضحايا أمريكيين. لكن أحداث الأيام الأخيرة التي قد تكون من اللحظات المهمة في رئاسته، تثير تساؤلات حول استراتيجيته ومقاربته للملفات الجيوسياسية المعقدة. وترامب الحريص على الحفاظ على قاعدته الانتخابية والوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية في 2016، يؤكد أن الحروب العديدة في الشرق الأوسط كلفت الولايات المتحدة كثيرا من الناحية المادية والخسائر البشرية.

وقال أمس الأول في المكتب البيضاوي «قلت إنني أود الخروج من هذه الحروب التي لا تنتهي. ركزت حملتي على هذا الموضوع».

لكن الرئيس الأمريكي غالبا ما يستخدم لهجة حربية من التغريدات العفوية إلى الخطابات الرسمية.

فبعد أن توعد كوريا الشمالية بـ«نشر النار والغضب» هدد إيران بتدميرها بكل بساطة. وكتب في تغريدة منتصف مايو الماضي «إذا أرادت إيران المواجهة ستكون نهايتها رسميا. لا تهديدات بعد اليوم للولايات المتحدة!».

ويفتخر ترامب بانتهاج استراتيجية مغايرة لأسلافه أرفقت برفع الموازنة العسكرية، ما قد يرغم خصوم واشنطن على اللجوء إلى التفاوض. لكن مراقبين ومعارضين يشعرون بالقلق من مخاطر انزلاق.

وأعلن زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر أمس الأول أنه «لا يريد الرئيس ربما خوض حرب لكننا نخشى من أن يقع في حرب عن طريق الخطأ».

من جهته قال روبرت غاتمان من جامعة جون هوبكينز «إنه متردد. ليس لديه استراتيجية واضحة».

- مقارنة مع أوباما؟ - يرى روبرت مالي رئيس مجموعة الأزمات الدولية أن دونالد ترامب حائر في الملف الإيراني أكثر من أي شيء. وتساءل «هل يتوخى الحذر أو يظهر كالرجل القوي الثابت في مواقفه».

ويقول مستشار باراك أوباما السابق لوكالة فرانس برس «لا يريد أن يكون محاربا لكن في المقابل لا يريد أن يظهر كشخص يخاف الحرب».

والنقيض الآخر هو أن ترامب الذي سخر دائما من تردد سلفه وأكد أنه سيسلك خطا مغايرا تماما لأوباما، أصبح يقارن بالأخير لتردده في استخدام القوة.

وفي 2018، كتب ترامب في تغريدة «لو احترم الرئيس أوباما الخط الأحمر الذي حدده بنفسه لكانت الكارثة السورية انتهت منذ زمن بعيد!».

وبعد أن أعلن أن الولايات المتحدة مستعدة لضرب أهداف في سوريا بعد هجوم بالأسلحة الكيماوية، تراجع الرئيس الديموقراطي عن قراره ما فاجأ الجميع.

والأكيد هو أن نظرتي الرئيسين الأمريكيين الـ44 والـ45 إلى العالم مختلفتان تماما لكن استنتاجاتهما واحدة: لم يأت التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط بالنتائج المرجوة من قبل الذين دافعوا عنه.