1247467
1247467
الرياضية

السلطنة تمثل دول مجلس التعاون الخليجي في الملتقى العربي للإعلام الشبابي

21 يونيو 2019
21 يونيو 2019

دور الإعلام وتأثيره على المجتمع أبرز النقاشات -

أحمد الكعبي: الملتقى يهدف إلى أهمية مستقبل الشباب لمواجهة التحديات وفتح المجال لهم -

رسالة تونس- فهد الزهيمي -

مثلت السلطنة دول مجلس التعاون الخليجي في افتتاح الملتقى العربي للإعلام الشبابي الذي تنظمه وزارة شؤون الشباب والرياضة بالجمهورية التونسية وذلك خلال 18 - 23 من شهر يونيو الجاري والذي تشارك فيه السلطنة ممثلة في وزارة السلطنة، وبمشاركة العشرات من إعلامي الوطن العربي. وقد افتتح الملتقى مساء أمس الأول تحت رعاية كاتب الدولة لشؤون الشباب عبدالقدوس سعداوي وبحضور عبدالمنعم الشاعري الوزير المفوض بجامعة الدول العربية ومشعل الحميداني من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وتشارك السلطنة بوفد مكون من: فهد بن سالم الزهيمي من جريدة عمان وأحمد بن سيف الكعبي من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومازن بن جمعة البريكي من وكالة الأنباء العمانية، واقتصرت المشاركة الخليجية في الملتقى على السلطنة فقط، حيث لم يشارك أي شخص من باقي دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء السلطنة.

وقد حفل الملتقى بالعديد من المحاور ومنها مناقشة دور الإعلام وتأثيره على المجتمع، فيما يخص القضايا الشبابية من خلال الالتقاء بالخبرات الإعلامية عبر حلقات عمل وجلسات حوارية استعرضت بعض التجارب الناجحة، كما هدف الملتقى أيضا إلى التأكيد على أهمية المستقبل الإعلامي للشباب العربي لمواجهة التحديات وتحمل المسؤولية لتطوير الإعلام العربي وتوعية الشباب بأهمية التقنيات الحديثة وترسيخ القيم الإيجابية فيهم وفتح المجال للشباب في الاستفادة من اللقاءات المفتوحة والمباشرة مع الإعلاميين، كما يتطرق الملتقى أيضا إلى أساسيات الصحافة وأساسيات التقديم التلفزيوني والصحافة الإلكترونية والحوار السياسي وصنع الإعلان الذكي وإعداد البرامج في الإعلام العربي بشكل عام والمؤسسات الإعلامية العربية بين التقليدي والحديث والتواجد الإعلامي للقطاعين العام والخاص وثورة برامج التواصل الاجتماعي والحرية والمسؤولية في الإعلام، وشارك العشرات من الإعلاميين الشباب في هذا الملتقى المهم والذي دائما ينتظره الشباب بشغف لما يحتوي عليه من فائدة كبيرة.

أهمية التثبت من المعلومة

وقد قدمت الدكتورة سمية الرجب ورقة بعنوان «أهمية التثبت من المعلومة في ظل انتشار المعلومات المغلوطة»، حيث قالت: إن الخبر الزائف هو نفسه الإشاعة وهي قضيّة أو معلومات قابلة للتصديق تنتقل من شخص إلى آخر دون وجود معايير مؤكّدة لصدقها، والخبر الزّائف والإشاعة في موسوعة علم النّفس والتحليل النفسي عبارة عن خبر أو قصّة أو حدث يتناقله النّاس بدون تمحيص أو تحقق من صحتهّ، وغالبا ما يكون غير صحيح أو مبالغا فيه سواء بالتهويل أو التقليل من شأنه ومن خطورته، وعادة ما تنتشر الشائعات حول الأمور الأكثر أهميّة. وقالت أيضا: إن لدينا ميلا إلى إعطاء وزن للمعلومات السلبية أكثر من الإيجابية، ولهذا مغزى تاريخي من ناحية تطورية، ومعللة بأن دماغنا يستهلك طاقة أقل للتصديق عندما يكون البيان كاذباً، إما لكوننا كسالى وإما لأن أدمغتنا كسولة أو كلا الأمرين معا، فإيجاد الحقيقة يتطلب وقتاً وجهداً، ونحن لا نملك أياً منهما.

وأضافت سمية الرجب: إن من شروط نجاح الإشاعة هي أنها قابلة للتصديق رغم عامل المبالغة في بعض الأحيان وسرد تفاصيل لواقعة حقيقية أو على الأقل جزء منها مع صعوبة فرز المعلومة الخاطئة من الحقيقية وأن يعبر مضمونها عن الخصائص الاجتماعيّة التّي يعكسها جمهور الإشاعة وهي أن تكون التركيبة النفسية للناس المستهدفين بالشائعة جاهزة لاستقبالها خاصة حين تكون الشائعة متوائمة مع معتقدات الناس وثقافتهم ومشاعرهم ورموزهم. كما تطرقت إلى أركان الخبر الزائف وهو أن هناك علاقة وثيقة بين الاستجابة للشائعات المغرضة وعلاقتها بسمات شخصيّة مروجيها من وجهة نظر اجتماعيّة، ومن أركان أساسية لظهور الإشاعة هي أربعة أشياء : مروّج الإشاعة ومتلقّي الإشاعة ومضمون الإشاعة ووسيلة نشر الإشاعة، وغالبا يرتبط مضمون الخبر الزائف بطبيعة الظروف والمواقف التّي يحايثها، فهذه الموضوعات تكون موجهة إلى أفراد ورموز مجتمعيّة أو جماعات أو حركات أو تنظيمات أو مجتمعات تربطهم عوامل معيّنة، كعامل العرق أو الدّين أو مشكلة أو قضيّة ما تمثّل رابطا يشغلهم.

وتطرقت الدكتورة إلى مواصفات الخبر الزائف حيث قالت: إنه يتكون من عدة جوانب وهي الإشاعات القائمة على تشويه واقعة حقيقية وإعادة تصنيعها والإشاعات التّي تستند إلى سوابق حقيقية وهي التّي يسهل تصديقها دون أن تكون مرتبطة بواقعة حقيقية راهنة وكذلك الإشاعات المفككة وهي التّي تقارب الحقيقة بصورة واهية، بحيث يقارب كلّ جزء منها حقيقة مختلفة، وكذلك الإشاعات التكراريّة وهي التّي تثبت نجاحها سابقا في ظروف مشابهة بغض النّظر عن مدى قرابتها بالحقيقة، وأيضا الإشاعات التنبؤيّة وهي التي تعالج بعدها عن الحقيقة عن طريق الاستعانة بنسبتها إلى المنجمين، أو رجال الدّين أو غيرهم، وأخيرا الإشاعات الأسطورة والتي هي قربها من الحقيقة مرتبط بالأسطورة مع اللاشعور الجمعي في المجتمع الذّي يتبنى الأسطورة. كما قالت: إن من انتشار الأخبار الزائفة هي بثّ الخبر الواحد من أكثر من مصدر بطرق متناقضة وهي تضارب الأخبار المعلنة مع الواقع وذلك غياب المعلومة الصحيحة وزيادة ميل الناس إلى تزييف الحقائق والتقدّم التكنولوجي وضعف المصداقية في التصريحات وتنامي الضبابيّة حول الأحداث وإخفاء جزء من الحقيقة مع العلم بها والفراغ الثقافي والفكري.

اهتمامات الشباب العربي

وحول مشاركة السلطنة في الملتقى قال أحمد بن سيف الكعبي : في البداية أتوجه بالشكر الجزيل للأشقاء في تونس على حسن الاستضافة والتنظيم للملتقى العربي للإعلام الشبابي، وقد سعدنا بهذا اللقاء الأخوي الطيب الذي جمعنا بأشقائنا من مختلف الدول العربية. وأضاف الكعبي: لقد تطرق الملتقى لعدة محاور منها أهمية توعية النشء بوسائل الإعلام المختلفة وكيفية التعامل والتعاطي معها بالشكل الصحيح بالإضافة لأهمية التثبت من الأخبار وأخذها من مصادرها الرسمية وأيضاً تم التطرق للإعلام الرياضي وأهم التحديات التي تواجهه، وهي بالتأكيد محاور تلامس اهتمامات الشباب العربي بشكل كبير في هذه الفترة لأن الإعلام أصبح أداة فاعلة ومؤثرة جداً في أفكار وتوجهات الشباب لذلك لا بد من تحصينهم بشكل جيد وتوعيتهم بالأساليب والطرق المناسبة للتصدي لمختلف المغالطات التي تطرح إعلاميا بهدف إثارة الفتن والشقاق أو استدراج الشباب لأمور قد تضرهم وهم لا يشعرون، كما أن الملتقى يعتبر فرصة لتبادل الخبرات والاقتراب أكثر من اتحاد إذاعات الدول العربية ومعرفة آلية العمل والإطلاع على أكاديمية التدريب المتميزة، والتي احتضنت الشباب العربي بمختلف اختصاصاتهم وصقلتهم بشكل جيد ساهم في تعزيز إمكانياتهم وقدراتهم.

تبادل الخبرات

أما المشارك الآخر من السلطنة مازن بن جمعة بن فاضل البريكي من وكالة الأنباء العمانية فقال: إن الملتقى يعد فرصة مناسبة لتبادل الخبرات في مجال الأخبار الشبابية والاطلاع على ما يستجد في هذا الجانب والذي يسعى من خلاله الملتقى إلى تطوير وتعزيز الإعلاميين الرياضيين. وأضاف البريكي في حديثه خلال افتتاح الملتقى: إن ما يشهده الملتقى من مشاركة واسعة من أبناء الوطن العربي سوف يساهم في توجيه مجال الأخبار الشبابية وتطويرها بالشكل الذي يتناسب مع تطلعات الشباب العربي واهتماماته. وأوضح أن من أبرز الموضوعات التي تم تناولها في افتتاح الملتقى هي تنمية الحس النقدي لدى المتلقي لمختلف وسائل الإعلام باستقاء المعلومة الصحيحة من مصادرها الرسمية والمعتمدة والتي بدورها تنفي كل ما يتم تداوله من شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة. ويرى البريكي أن التقاء نخبة من الإعلاميين العرب وطلبة الجامعات في الملتقى الشبابي يوجد تقاربا بينهم من ناحية تعزيز مفهوم أهمية الإعلام واعتباره من الجوانب المساهمة في توجيه الشباب للابتعاد عن تناقل الشائعات التي لاتهم المتلقي ولا تضيف له شيئا. ونوه البريكي في ختام تصريحه بأهمية مشاركة السلطنة ممثلة في وزارة الشؤون الرياضية بوفد إعلامي رياضي في مثل هذه الملتقيات التي تُطلع المشاركين فيها على ما يتم استحداثه من مفاهيم في الإعلام الجديد والإلكتروني لمختلف الجوانب التي يتناولها الإعلام.

حلقات الملتقى

وقد وضعت اللجنة المنظمة للملتقى برنامجا مزدحما من حيث حلقات العمل والدورات والحوارات والبرامج السياحية خلال فترة الملتقى، حيث انطلق الملتقى بورقة بعنوان «مداخلة حول أهمية التربية على وسائل الإعلام» قدمها الدكتور ناجح الميساوي أستاذ جامعي بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار ورئيس قسم الأخبار بالتلفزة الوطنية ورئيس جمعية التربية على وسائل الإعلام، ثم قدمت الدكتورة سمية الرجب ورقة بعنوان «أهمية التثبت من المعلومة في ظل انتشار المعلومات المغلوطة»، أما ورقة «ودور الإعلام العربي في التمكين الشبابي ومعالجة قضايا الشأن المحلي» فقد قدمها معز الباي من جمعية الخط، كما تم تقديم ورقة حول واقع الإعلام الرياضي في الوطن العربي من الإعلامي نبيل خيرات من جامعة الدول العربية، وكذلك تم أيضا عرض بعض التجارب الناجحة للإذاعات بالمؤسسات الشبابية بتونس، وكانت هناك نقاشات بين الإعلاميين المشاركين في العديد من الجوانب التي تهم الشباب العربي، وأيضا قام الوفد المشارك في الملتقى بزيارة مقر اتحاد إذاعات الدول العربية وكذلك زيارة الضاحية الشمالية. أما اليوم الثاني من فعاليات الملتقى فقد انطلق بتقديم حلقة في تقنيات السرد القصصي التفاعلي والتي قدمها الصحفي وليد الماجري من جمعية الخط، وأقيمت بعدها مباشرة حلقة في تقنيات صحافة الموبايل بعنوان «تقنيات التصوير بالهاتف الجوال مع تمارين تطبيقية» وقدمها كل من مبروكة خذير إعلامية دولية وأستاذة جامعية وشاركها في تقديم هذه الورقة وسيم بن رحومة صحفي دولي، ثم تواصلت حلق العمل المختلفة من باقي الدول المشاركة، حيث أقيمت حلقة في تقنيات كتابة القصة المصورة وقدمها كل من مبروكة خذير، ووسيم بن رحومة. واختتم اليوم الثاني بزيارة إلى مدينة الحمامات. وستقام في اليوم الثالث من فعاليات الملتقى أعمال ميدانية وأيضا عرض لمونتاج الأعمال المنجزة، وكذلك تقديم ورقة بعنوان «التحول إلى مدينة الثقافة لمواكبة حفل افتتاح «تونس عاصمة الشباب العربي» على أن تختتم فعاليات الملتقى العربي للإعلام الشبابي اليوم وهو اليوم الرابع والأخير بعرض عمل الحلقات والاختتام الرسمي للبرنامج ثم زيارة لمدينة تونس العتيقة.