1247247
1247247
العرب والعالم

سقوط 50 شخصا في معارك ريفي حماة وإدلب و16 مدنيا بينهم أطفال ونساء

20 يونيو 2019
20 يونيو 2019

المعلم يطالب تركيا بالانسحاب من سوريا واحترام سيادته -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قتل 16 مدنيا على الأقل امس بينهم سبعة أطفال وثلاثة مسعفين، جراء غارات سورية استهدفت شمال غرب سوريا، تزامنا مع معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة حصدت عشرات القتلى.

وتخضع محافظة إدلب ومحيطها، حيث يقطن نحو ثلاثة ملايين شخص، منذ سبتمبر لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، لم يُستكمل تنفيذه. وتتعرّض المنطقة منذ نحو شهرين لتصعيد في القصف، يترافق مع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي المجاور. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس في حصيلة جديدة مقتل 16 مدنيا بينهم سبعة أطفال جراء غارات نفذتها طائرات سورية على مناطق عدة في محافظة إدلب، التي تديرها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وتتواجد فيها فصائل إسلامية أخرى أقل نفوذا.

ومن بين القتلى وفق المرصد، ثلاثة مسعفين من منظمة (بنفسج) الإنسانية المحلية وامرأة جريحة كانوا داخل سيارة إسعاف استهدفها القصف في مدينة معرة النعمان.

وشاهد مصور متعاون مع وكالة فرانس برس سيارة الإسعاف المستهدفة. وقال: إن مسعفين من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) عملوا على نقل مسعف جريح من طاقم عمل (بنفسج)، كان داخل سيارة الإسعاف. وقال فؤاد سيد عيسى أحد المسؤولين عن المنظمة لفرانس برس: إن «القصف طال بشكل مباشر سيارة الإسعاف» وتسبب بمقتل المسعفين الثلاثة والمرأة التي كان الفريق يقلها إلى أحد المستشفيات.

وأصيب ثلاثة مسعفين آخرين كانوا في سيارة الإسعاف بجروح، أحدهم في حالة خطرة، وفق سيد عيسى.

وتدور منذ أسابيع معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الجهادية والإسلامية على رأسها هيئة تحرير الشام من جهة أخرى، في ريف حماة الشمالي المحاذي لجنوب إدلب. وتسببت المعارك المستمرة أمس في مقتل 50 مقاتلا من الطرفين، أكثر من نصفهم من قوات النظام.

وكانت حصيلة أولية للمرصد أفادت بمقتل 43 من الطرفين.

وحقّقت قوات النظام تقدما ميدانيا محدودا في ريف حماة الشمالي، إلا أن الفصائل الجهادية والمقاتلة تشنّ بين الحين والآخر هجمات واسعة ضد مواقع قوات النظام تسفر عن معارك عنيفة. وتتواصل المعارك العنيفة في ريفي حماة و إدلب بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، ونشر المرصد السوري المعارض عن قصف جوي وبري متواصل على منطقة (خفض التصعيد) منذ فجر أمس حيث نفذت الطائرات الحربية 59 غارة جوية استهدفت خلالها أماكن المسلحين في تل ملح والجبين والزكاة وكفرزيتا واللطامنة وحصرايا والأربعين بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، والهبيط ومعرة حرمة وأرمنايا ومسطومة وحيش واطراف معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، في حين دارت اشتباكات عنيفة بعد منتصف الليل على محور تل ملح والجبين، بين الجانبين.. وفي السياق، هز انفجار مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة فصائل (غصن الزيتون) الموالية لتركيا في ريف حلب الشمالي الغربي صباح امس، ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة أمني من لواء صقور الكرد ضمن فصائل (غصن الزيتون) قرب دوار معراتة في مدينة عفرين، ما أسفر عن مقتل الأمني، وإصابة آخرين بجراح.

من جهة أخرى، أكد البيان الختامي للاجتماع الثاني للقبائل والعشائر السورية والنخب الوطنية الذي أختتم أمس في حلب رفض الوجود الأجنبي غير الشرعي على الأراضي السورية والتدخل التركي السافر في شؤون سورية الداخلية. وأشار البيان إلى أهمية الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها ورفض كل المخططات الرامية للنيل من وحدتها. من جهته أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن تحرير كامل الجغرافيا السورية من الإرهاب بات قريبا مشيرا إلى استمرار الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية انطلاقا من حقيقة أن الدستور هو شأن سوري يهم الشعب السوري ويجب أن يلبي تطلعاته.

في مقابلة مع قناة الميادين قال المعلم: نحن لم نعتد على أحد ولا نحاول أن تكون لنا أطماع لدى الآخرين، نريد تحرير أرضنا وهذا حق مشروع لنا ولذلك أقول إن عمر الإرهاب قصير وأن الدول هي التي ستبقى وتستمر وخاصة إذا كانت هذه الدول تملك شعبا صابرا لديه الأمل بأن التحرير الكامل للأراضي السورية بات قريبا.

وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن النظام التركي لم يلتزم بتنفيذ اتفاق خفض التصعيد في إدلب ولا سيما أن (جبهة النصرة) المدرجة على لائحة الإرهاب الدولية تهيمن على معظم الفصائل الإرهابية هناك معربا عن أمله بأن تكون سورية بموقعها السياسي والجغرافي عامل استقرار وأمن لكل المنطقة التي نقول بكل ثقة بأن الأوضاع الجيوسياسية فيها تسير نحو الأفضل.

وفي معرض رده على سؤال حول هل من المتوقع أن تؤدي (معركة إدلب) أهدافها بإخراج قوات النظام التركي قال وزير الخارجية والمغتربين: هذا ما نأمله ونعمل عليه فالاحتلال في هذا العصر مفهوم انتهى، نحن لسنا في القرون الوسطى ولسنا في حروب تنتهي بمعاهدات تسجل فيها الدول أطماعها، سورية في كل قرارات مجلس الأمن وفي اعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وتركيا أيضا دولة ذات سيادة يطالبون بوحدة أراضيها واستقلالها ومن يعترف بذلك فعليه أن يحترم هذا الالتزام وأن يطبقه.

وأكد المعلم أن على تركيا التي تحتل أجزاء من سوريا أن تسحب قواتها وأن تعترف بوحدة الأراضي السورية واستقلالها وفي حال لم يقم بذلك فإننا نعتبرها قوات احتلال لا فرق بينها وبين (إسرائيل) كما أن عليه أن يتوقف عن تدريب وتسليح المجموعات الإرهابية لأن التجارب أثبتت أن الإرهاب يرتد على داعميه.