1245499
1245499
العرب والعالم

«أنصار الله» يتفقون مع الأمم المتحدة على آلية لتفتيش السفن في الحديدة

18 يونيو 2019
18 يونيو 2019

قلق أممي بشأن تصعيد العنف في اليمن -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - وكالات -

قال مسؤول من جماعة «أنصار الله» اليمنية ومصدر من الأمم المتحدة: إن الجماعة اتفقت مع المنظمة الدولية على آلية لتفتيش السفن الراسية في الحديدة بعد أن انسحب «أنصار الله» من ثلاثة موانئ على البحر الأحمر بموجب اتفاق برعاية الأمم المتحدة.

وانسحب «أنصار الله» من جانب واحد الشهر الماضي من ميناء الصليف لنقل الحبوب وميناء رأس عيسى وميناء الحديدة الذي يمثل نقطة الدخول الرئيسية للواردات التجارية والمساعدات. ويمثل الانسحاب التقدم الوحيد الذي تحقق في تنفيذ الاتفاق المبرم في ديسمبر.

ونقلت قناة المسيرة التابعة لـ«أنصار الله» عن وزير النقل في (حكومة صنعاء) زكريا الشامي قوله «الاتفاق على آلية عمل للتفتيش في موانئ الحديدة يبدأ تنفيذها خلال الأيام القليلة القادمة برقابة أممية».

وأكد مصدر من الأمم المتحدة أنه تم التوصل لاتفاق مع آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن. وما زالت آلية التحقق والتفتيش بحاجة إلى التوقيع على اتفاق منفصل مع التحالف العسكري بقيادة السعودية لأنه يراقب السفن التي تتحرك في أعلى البحار في طريقها إلى اليمن. وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في اليمن عام 2015 لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا.

وتأسست آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفيش في اليمن عام 2015 مع اتهام التحالف لـ«أنصار الله» بتهريب صواريخ وأسلحة إيرانية عبر موانئ يمنية تحت سيطرتهم بما في ذلك الحديدة وهي تهمة ينفيها كل من «أنصار الله» وطهران.

وتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في الحديدة وإعادة انتشار القوات العام الماضي خلال محادثات سلام في السويد كخطوة لبناء الثقة لتمهيد الطريق أمام محادثات لإنهاء الحرب، إلا أن المحادثات تعثرت لشهور قبل انسحاب «أنصار الله».

وقال مسؤول بالأمم المتحدة: إن هناك حاجة للاتفاق على تفاصيل مرحلة إعادة انتشار ثانية أوسع قبل أن تتحرك قوات التحالف.

في السياق، أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث عن القلق بشأن استئناف تصعيد العنف، وتكرار الهجمات على البنية التحتية المدنية في جنوب السعودية بما في ذلك الهجمات الأخيرة بطائرات مسيّرة (بدون طيّار) على مطار أبها.

وأمام مجلس الأمن الدولي قال جريفيث إنه حذّر مراراً من أن الحرب يمكن أن تقضي على فرص تحقيق السلام، مضيفاً أن المخاطر الماثلة أمام العملية السياسية في اليمن لم تكن أكثر وضوحاً ممّا هي عليه الآن في سياق التوتّرات الإقليمية الراهنة. ودعا إلى اتخاذ خطوات لتهدئة التوتّرات من أجل مصلحة الشعب اليمني والأمن الإقليمي.

جاء ذلك في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن حول الشرق الأوسط مساء أمس الأوّل، واستمع خلالها إلى إحاطة من المبعوث الخاص حول آخر التطورات بشأن عملية السلام. كما استمع المجلس إلى كل من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي. وعبر دائرة تليفزيونية من العاصمة الأردنية عمّان، التي يوجد بها مكتبه، أكد جريفيث أنه واصل العمل مع كل من الحكومة اليمنية و«أنصار الله» على مسار تطبيق اتـفاق ستوكهولم، الذي توصّل إليه الطرفان في السويد آخر العام الماضي، وسبل التحرّك قدماً للتوصّل إلى حل سياسي شامل للصراع بناءً على مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تطبيقها، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك القرار 2216.

وقال إنه منذ دخول اتفاق الحديدة حيّز التنفيذ قبل ستة أشهر، حافظ الطرفان على تقليص العنف في أنحاء المحافظة، على الرغم من التأخير في تطبيق الاتفاق.

وفي الأشهر الخمسة التي سبقت وقف إطلاق النار، أدّى القتال إلى وقوع أكثر من 1300 ضحية من المدنيين في محافظة الحديدة. وفي الأشهر الخمسة التي أعقبت وقف إطلاق النار، انخفض عدد الضحايا بنسبة 68%. إلا أن جريفيث أعرب عن القلق البالغ لاستمرار العنف ووقوع ضحايا من المدنيين.

وأكد أن رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسجارد ما زال يشعر بالتفاؤل إزاء إمكانية التوصّل إلى اتفاق حول المرحلتين الأولى والثانية لإعادة الانتشار في الحديدة، بموجب اتفاق ستوكهولم.

وأعرب عن تطلّعه لاستمرار تواصله عن كثب مع الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية و«أنصار الله» لتعزيز تطبيق الاتفاق.

وقال إن إنهاء الصراع في اليمن لن يتحقّق إلا عبر الحل السياسي الشامل. وذكر أن فرص التسوية ما زالت قائمة، معرباً عن ثقته في قدرة الطرفين على التوصّل إلى تسوية سلمية شاملة بدعم من مجلس الأمن لإنهاء الصراع في اليمن.

وأدان المجلس «بأشدّ العبارات» قصف «أنصار الله» لمطار أبها الدولي، وكذلك أيضاً استيلاءهم على مساعدات إنسانية مرسلة إلى اليمن. ميدانيا: أعلن التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن أن السعودية اعترضت طائرتين مسيرتين أطلقتا من قبل «أنصار الله» واستهدفت إحداهما مدينة أبها (جنوب) التي كانت قد استهدفت مرات عدة الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم «تحالف دعم الشرعية في اليمن» العقيد تركي المالكي في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية إن «قوات الدفاع الجوي للتحالف تمكنت من اعتراض وإسقاط طائرة مسيرة تحمل متفجرات أطلقتها جماعة «أنصار الله» باتجاه منطقة سكنية مأهولة بالمواطنين المدنيين في أبها».

وأضاف أنه «تمكنت القوات الجوية للتحالف من اعتراض وإسقاط طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات في الأجواء اليمنية أطلقتها جماعة

- أنصار الله - باتجاه المملكة» أيضا.

من جانبه، قال المتحدّث الرسمي للقوات المسلّحة (الموالي لجماعة أنصار الله) العميد يحيى سريع: «إن عملياتنا الدفاعية ستظل مستمرّة وستتصاعد خاصةً مع تصعيد التحالف بقيادة السعودية حربه على اليمن».

وأوضح سريع في تصريح نقلته أمس وكالة الأنباء اليمنية (التي يديرها أنصار الله) أن «العمليات التي نفّذها سلاح الجو المسيّر والتي استمرّت من مساء أمس الأوّل وحتى فجر أمس بعدد من طائرات قاصف2 كي على مطار أبها الدولي، أصابت أهدافها بدقه عالية».

وأضاف أن مطار أبها «أصبح في حالة من الشلل والانعدام التام للحالة الطبيعية خاصةً في العمليات العسكرية لطيرانه الحربي، جرّاء العمليات الثلاث المتتالية التي نفّذها سلاح الجو المسيّر».

وأضاف «هذا الهجوم هو الخامس في غضون أسبوع بطائرات مسيّرة على مطار أبها بعد استهدافه بصاروخ كروز في 12 يونيو الحالي».

ولفت المتحدّث الرسمي للقوات المسلّحة إلى أن طيران التحالف شنّ خلال الـ 48 ساعة الماضية 41 غارة استهدفت مناطق المدنية في عدد من المحافظات وسقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى».