1245526
1245526
العرب والعالم

واشنطن ترسل المزيد من التعزيزات إلى الشرق الأوسط وإيران تفكك «شبكة تجسس جديدة»

18 يونيو 2019
18 يونيو 2019

روسيا «تحذر من تصعيد التوتر» -

عواصم - (أ ف ب): عززت الولايات المتحدة مجددا وجودها العسكري في الشرق الأوسط ونشرت صورا جديدة قالت إنها تدين طهران في الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان.

وتأتي التطورات الأخيرة بعد إعلان طهران أن احتياطاتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز في 27 يونيو الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان إن «الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقيّناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية». لكن الوزير الأمريكي شدّد على أنّ «الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران». وقال شاناهان «سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط»، مؤكدا أن الولايات المتحدة «ستواصل مراقبة الوضع بدقة» من أجل «تعديل حجم القوات» إذا اقتضى الأمر. وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود بناء على طلب القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالاتّفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور مع البيت الأبيض.

وجاء إعلان شاناهان بعيد نشر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وثائق جديدة تتهم إيران بمهاجمة ناقلتي النفط النروجية واليابانية في خليج عمان.

وتعرضّت ناقلتا النفط الخميس الماضي لهجومين لم يحدّد مصدرهما قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يوميا نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.

وقال البنتاجون في بيان إنّ «إيران مسؤولة عن هذا الهجوم كما تثبت ذلك أدلّة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر».

ويرى خبراء متفجرات في البحرية الأمريكية أن المكان الذي اختير لتثبيت الألغام على جسم السفينة، فوق خط المياه يدلّ على أن الهدف لم يكن إغراق السفينتين.

ولكن الطريقة التي استخدمت في إزالة اللغم الذي لم ينفجر - أي حوالي عشرة عناصر على متن قارب سريع مزودين بسترات نجاة ولكن من دون معدات مضادة للانفجار - كانت في الواقع طريقة خطرة للغاية، وفقاً لأحد هؤلاء الخبراء الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم. ووصف هذا الخبير العملية بأنها «سيناريو شديد الخطورة».

وفتحت الولايات المتحدة تحقيقاً بالتعاون مع دول عديدة أخرى لم تسمّها. لكن دول الاتحاد الأوروبي أبدت حذرا في تحديد المسؤوليات عن الهجمات على ناقلتي نفط الأسبوع الماضي في مياه الخليج، ورفضت، خلافا للندن، تبني اتهامات واشنطن لإيران.

«ابتزاز»

من جهتها أعلنت إيران ان احتياطها من اليورانيوم المخصب سيتجاوز اعتبارا من 27 يونيو الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.

لكن واشنطن دعت العالم الى عدم الرضوخ «للابتزاز النووي» الإيراني. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس الاثنين «يجب ألا نخضع للابتزاز النووي. نواصل دعوة النظام الإيراني للامتثال لالتزاماته تجاه المجتمع الدولي». وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تتصرف بما يتوافق مع تعهداتها التي قطعتها بموجب الاتفاق النووي.

ودعت بكين أمس الأمريكيين والإيرانيين الى «التزام العقلانية وضبط النفس وعدم اتّخاذ أي خطوات من شأنها أن تتسبب بتصاعد حدة التوتر في المنطقة وعدم فتح «صندوق باندورا»، أي إطلاق الشرور في الشرق الأوسط.

من جهته، حذر الكرملين أمس من «تصاعد التوتر» بعد الإعلان عن إرسال نحو ألف جندي أمريكي إضافي الى الشرق الأوسط. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين «ندعو كل الأطراف الى ضبط النفس. نفضل ألا يتم اتخاذ خطوات من شأنها التسبب بتصاعد التوتر في هذه المنطقة غير المستقرة أساسا».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يرى أن إيران تشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، دعا المجموعة الدولية الى فرض عقوبات على طهران «فورا» عند تجاوز مخزونها من اليورانيوم المخصب الحد المسموح به.

«التحلي بالصبر والمسؤولية»

من جهته دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون طهران الى «التحلي بالصبر والمسؤولية» معبرا عن أمله في تجنب «تصعيد» فيما تعمل باريس بشدة لإبقاء الاتفاق ساريا.

في الأثناء أعلنت إيران أنها فككت «شبكة جديدة» من جواسيس يعملون لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) واصفة العملية بانها «ضربة كبرى» توجه الى واشنطن في فترة توتر بين البلدين. وكتبت ارنا نقلا عن مصدر قالت انه رئيس وحدة مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات «على أساس استخباراتنا الخاصة ومؤشرات جمعت من داخل أجهزة أمريكية، عثرنا في الآونة الأخيرة على عملاء جدد جندهم الأمريكيون وفككنا هذه الشبكة الجديدة».

«تحقيقات اضافية»

وقالت الوكالة إن بعض أفراد شبكة الـ«سي آي ايه» اعتقلوا وسلموا الى السلطة القضائية فيما لا يزال يتطلب الأمر اجراء «تحقيقات إضافية» بحق آخرين بدون إعطاء أرقام أو تحديد اسم مصدرها.

وفي ما وصفته بانه «ضربة كبرى» لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قالت طهران إنها نفذت العملية بالتعاون مع «حلفاء أجانب» بدون تسمية أي دولة.

وبث التلفزيون الرسمي الإيراني أمس برنامجا خاصا لتفاصيل عملية جرت عام 2013 وفككت خلالها السلطات الإيرانية شبكة أخرى لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

وأشار التلفزيون الى مقال لموقع «ياهو نيوز» نشر في نوفمبر 2018 ونقل عن محلل أمريكي قوله إن «تلك العملية كانت بين أفدح فشل للاستخبارات (الأمريكية) منذ 11 سبتمبر» 2001 حين وقعت الاعتداءات الدامية في الولايات المتحدة.

في السياق حذر الكرملين أمس من «تصاعد التوتر» في الشرق الأوسط.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين «ندعو كل الأطراف الى ضبط النفس. نفضل ألا يتم اتخاذ خطوات من شأنها التسبب بتصاعد التوتر في هذه المنطقة غير المستقرة أساسا».

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس إن الخطط الأميركية لزيادة تواجد قواتها في الشرق الأوسط هدفها «التسبب بنزاع مسلح».

وأضاف للصحفيين كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للأنباء أن «مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تدرج إلا في خانة السلوك المتعمد للتسبب بحرب».

وتابع أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وخلال زيارته روسيا الشهر الماضي قال ان القوات الأمريكية متواجدة في المنطقة ليس لبدء حرب وإنما لمنعها.

وقال بومبيو خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في سوتشي في 14 مايو ان الولايات المتحدة «لا تسعى الى حرب مع إيران».

وتابع ريابكوف «إذا كانت الحال كذلك، فيجب على الولايات المتحدة أن تمتنع عن إرسال تعزيزات إضافية وعن خطوات أخرى بما يشمل جر حلفائها في مختلف أنحاء العالم الى تصعيد الضغط على إيران».