صحافة

الموقف البريطاني من الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان

18 يونيو 2019
18 يونيو 2019

انضمت بريطانيا للولايات المتحدة في تحميل إيران المسؤولية عن الهجمات التي وقعت على حاملتي نفط في بحر عمان الأسبوع الماضي، مما زاد من المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية أوسع نطاقًا في الممر المائي الحيوي لقطاع النفط في العالم، فيما نفت إيران أي ضلوع لها في تلك الهجمات.

وفي بيان صدر عن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، قال فيه إن تقييمنا الخاص، قادنا إلى الاستنتاج، بأن مسؤولية هذه الهجمات، تقع بصورة شبه مؤكدة على إيران، وهذه الهجمات الأخيرة استمرار لنمط سلوك إيراني يقضي بزعزعة الاستقرار، وتشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة، واتهم البيان الحرس الثوري الإيراني، بالوقوف خلف الهجوم، وأضاف ليست هناك دولة أو أي طرف آخر، يمكن أن يكون مسؤولا عن ذلك في شكل مقنع. داعيا إيران إلى وقف جميع أشكال الأنشطة التي تزعزع الاستقرار، مشيرًا إلى أن بريطانيا تعمل مع دول أخرى، وقال: إن الهجوم هو انتهاك للأعراف الدولية. وانتقد جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض على «تويتر» بيان هانت بقوله: «دون وجود أدلة يعتد بها فيما يتعلق بالهجمات على الناقلتين، فإن التصريحات الصادرة عن الحكومة لن تتسبب إلا في تصعيد خطر الحرب».

وفي إطار السجال بين كوربين والحكومة، وصف وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، تصريحات كوربين بأنها «مثيرة للشفقة ومتوقعة».

وقال هنت: «لماذا لا يحاول أبدًا دعم حلفاء بريطانيا أو معلومات المخابرات البريطانية أو المصالح البريطانية؟». كما وصف دومينيك راب، وهو مرشح آخر لزعامة حزب المحافظين، تصريحات كوربين بأنها تظهر أنه لا يصلح لقيادة البلاد، وقال: «كوربين يدع تحيزه المناهض لأمريكا يؤثر على بوصلته الأخلاقية وأحكامه السياسية».

وفي سياق متصل نشرت صحيفة «تايمز اون صانداي» تقريرا كتبه تيم ريبلي ولويز كالاهان حول الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان، جاء فيه أن بريطانيا أرسلت قوات المارينز الملكية إلى الخليج للقيام بدوريات في المنطقة، لحماية السفن الحربية البريطانية، في أعقاب الهجمات على ناقلتي نفط في بحر عمان الأسبوع الماضي.

كما كشفت صحيفة «ديلي إكسبريس» في تقرير كتبه ماركو جانانجلي بعنوان «تهديد إيران: القوات البريطانية الخاصة تنضم إلى مجموعة الضربات الأمريكية في الخليج مع تصاعد التوتر» ذكر فيه أنه تم نقل القوات البريطانية الخاصة إلى الشرق الأوسط كجزء من عملية طوارئ سرية لمواجهة الهجمات الإيرانية المحتملة على السفن التجارية البريطانية التي تعبر المياه الضيقة لمياه الخليج.

وترتب على ذلك تصاعد التوتر في المنطقة، حيث قامت الولايات المتحدة بنشر حاملة طائرات وقاذفات بي 52 في الخليج ردًا على ما قالت إنه تهديدات موثوقة من القوات الإيرانية، وحذر أحد كبار الدبلوماسيين الأمريكيين إيران من الاستهانة بعزم الرئيس ترامب للقيام بعمل عسكري.

وأوضحت الصحيفة أنه تم إرسال فرقتين من الوحدات الخاصة يرافقون ناقلات البترول المسجلة في المملكة المتحدة، والتي تعبر الخليج عبر مضيق هرمز، حيث سيتم تكليفهما بمراقبة النشاط الإيراني في جميع أنحاء جزيرة قشم، التي تنطلق منها الزوارق الحربية الإيرانية.

وستقوم كل من الوحدتين بجمع المعلومات أثناء تحرك السفن جنوبا عبر مضيق هرمز وبحر عُمان، حيث سيتم نقلهما جوا بواسطة مروحيات البحرية الملكية «مارلين» العاملة خارج سلطنة عُمان.

وذكرت الصحيفة إنه قبل عدة أيام تعرضت 4 ناقلات نفط للهجوم بواسطة أجهزة تفجيرية جنوب ميناء الفجيرة، والتي تستخدمها البحرية الملكية البريطانية بانتظام كمحطة لتغيير الطاقم ومحطة الخدمات اللوجيستية للغواصات «القاتلة» التي تعمل بالطاقة النووية.

ويعتقد المحللون العسكريون أن الهجمات التي شنتها القوات الإيرانية الخاصة هي لإظهار مدى سهولة إغلاق طهران لمضيق هرمز ووقف صادرات النفط إذا استمرت واشنطن في تهديدها لإيران.

وعلى الرغم من عدم انضمام بريطانيا إلى الولايات المتحدة في إنهاء الاتفاق النووي الإيراني إلا أن وزير خارجيتها جيريمي هانت أكد أن المملكة المتحدة «تشارك في نفس التقييم للتهديد المتزايد الذي تشكله إيران»، كما حذرت البريطانيين من أصل إيراني من عدم السفر إلى طهران، خشية اعتقالهم.