أفكار وآراء

الفرص لا تزال متاحة لترامب لإعادة انتخابه

18 يونيو 2019
18 يونيو 2019

عاطف الغمري -

بالرغم من الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة، حول رئاسة دونالد ترامب، والانتقادات الحادة التي لا تتوقف عبر شبكات التلفزيون، وصفحات الصحف على اختلافها، إلا أن هناك من يتساءل: لماذا لا يزال كثيرون من الأمريكيين يؤيدونه؟

ولماذا تبدو أمامه فرصا مؤكدة لإعادة انتخابه لفترة ثانية؟.

أحد الذين حاولوا إيجاد إجابة على هذه التساؤلات هو الكاتب والمؤرخ فيكتور ديفيز هانسون، الذي وضع خلاصة بحوثه في كتاب صدر بعنوان «حالة ترامب».

وفي البداية يقول إن كثيرين ممن انتقدوا ترامب – باعتبارهم حراسًا للثقافة الأمريكية – قد اعتبروه شخصًا هزليًا، ومنهم من يراه أحيانًا في صورة فرانكاشتين، الذي يخرج عن نطاق السيطرة على تصرفاته. بينما تختلف الصورة من وجهة نظر مؤيديه الذين يرونه بطلا. فهو بالنسبة لهم الرجل الذي وضع شعاراتهم أثناء انتخابات الرئاسة عام 2016، موضع التنفيذ، واعتبروه رمزًا لما عرف بائتلاف المحبطين والغاضبين.

وعلى جانب آخر، لا يزال ترامب يسبب ذهولًا سواء للأمريكيين أو الأجانب، الذين يرونه منفلتا في تصرفاته، وغير ملتزم بمعايير إدارة السياسات التي ارتبط بها غالبية الرؤساء الأمريكيين من قبله.

وفي هذا المناخ، يرصد هانسون الحرب الإعلامية التي لا تتوقف بين ترامب والميديا، فهو دائم الهجوم على رجالها، واتهامهم بالتزوير، ونشر أخبار كاذبة، يقابلها في كل مرة ضربات صحفية وإعلامية مركزة على شخص ترامب وسلوكياته وسياساته.

ويصل هانسون إلى النقطة الأساسية في كتابه بطرح إجابة على السؤال القائل: لماذا لا يزال كثير من الأمريكيين يؤيدونه؟

ويجيب هو نفسه عن السؤال بقوله إن هناك أسبابًا منطقيةً تفسر لماذا سوف يصوت الناخبون لصالحه في الانتخابات المقبلة.

ويرصد هذه الأسباب على النحو التالي:

إنَّ الاقتصاد الأمريكي سجل في أكتوبر الماضي وحده، إضافة ربع مليون وظيفة جديدة إلى مجمل أعداد العاملين بالدولة، بالإضافة إلى ألف وظيفة في قطاع الصناعة. وأن معدل البطالة لا يزال عند نسبة 3.7%. وهو أقل رقم خلال نصف قرن.

ويركز هانسون على طريقة ترامب في إدارة الاقتصاد، وجهوده لمحاسبة شركات إنتاج الأدوية على أسعار بيع منتجاتها للمستشفيات بأرقام مبالغ فيها. ويرى المؤلف أن مثل هذه الإجراءات كان لها تأثيرها على جمع الناخبين.

وفي مجال السياسة الخارجية، فإن ترامب يتباهى بما فعله، حتى وإن اختلف معه الكثيرون، وإن كان يركز على عدم توريط القوات الأمريكية في نزاعات في الخارج، وقراراته بإعادة جنود أمريكيين من مناطق النزاعات إلى بلادهم. ويعتبر ذلك إنجازًا له.

لكن هذا لا يمنع منتقديه من وصفه بالعنصرية، وإثارة مشاعر عداء ضد شعوب دول أخرى، عكستها سياساته تجاه الهجرات خاصة من بعض دول أمريكا اللاتينية، أو من دول إسلامية.

واستنادا إلى رؤية فيكتور ديفيز هانسون، والتي يشاركه فيها كتاب ومحللون آخرون، حتى ممن يعترضون على رئاسة ترامب، إلا أنهم لا يستبعدون إعادة انتخابه لفترة ثانية، بناء على متغيرات داخلية في الولايات المتحدة.

وبالرغم من اعتراضات على قلة مراعاته للعلاقات مع الحلفاء، في خروج على استراتيجية ثابتة للولايات المتحدة، تقوم على الحفاظ على متانة العلاقة مع الحلفاء التقليديين، إلا أن قدرات ترامب على الناحية الاقتصادية، توازن هذه المآخذ عليه، فضلا عما طرأ على الخريطة الانتخابية من تغيير، أوجد تيارات تناصره.

وهكذا تظل فرص ترامب في إعادة انتخابه لولاية ثانية، قوية بالرغم من رفض قطاعات كبيرة من الأمريكيين له، بل ووجود رافضين له من داخل الحزب الجمهوري الذي ينتمي له.