1243734
1243734
عمان اليوم

«شباب عمان الثانية» تنهي مشاركتها في مهرجان أرمادا البحري بفرنسا

17 يونيو 2019
17 يونيو 2019

سجلت زيارة ما يزيد عن 120 ألف زائر -

قطعت أكثر من 6000 ميل بحري ومحطتها القادمة مدينة سخيفينن بمملكة هولندا -

أنهت سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) مشاركتها في مهرجان أرمادا البحري 2019م بمدينة روان الفرنسية، وجاءت مشاركة السفينة تنفيذًا للأوامر السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه-، في إطار رحلتها الدولية الرابعة إلى القارة الأوروبية، رحلة (صواري المجد والسلام) التي تمتد من الخامس عشر من أبريل الماضي حتى السابع من أكتوبر القادم.

سفينة (شباب عمان الثانية) كانت قد رست على ضفاف نهر السين بمدينة روان الفرنسية بعد أن قطعت مسافة تزيد عن ستة آلاف ميل بحري، منذ مغادرتها لقاعدة سعيد بن سلطان البحرية في الخامس عشر من شهر أبريل الماضي، وقد مكثت السفينة خلال مشاركتها في مهرجان أرمادا البحري في مدينة روان من السادس حتى السادس عشر من شهر يونيو الحالي، حيث شاركت في مختلف الأنشطة والفعاليات التابعة لهذا المهرجان البحري.

وقد استقبلت السفينة أكثر من (120 ألف زائر) خلال أيام المهرجان العشر التي فتحت خلالها السفينة أبوابها لجموع الزوار خلال فترة تواجدها على رصيف المهرجان البحري، حيث كانت السفينة تستقبل يوميا أعدادا كبيرة من الجمهور -من مختلف الجنسيات- الذي كان شغوفًا بمعرفة العديد من تفاصيل التاريخ العماني العريق، والذين التقوا بطاقم السفينة، وهم بدورهم حرصوا على إيجاد الإجابات للزوار عن جميع الاستفسارات المتعلقة بسلطنة عمان، بالإضافة إلى إقامة معرض من الصور الضوئية التي كانت تحكي عراقة التاريخ العماني والحاضر المشرق للسلطنة، بالإضافة إلى عرض مرئي تقدمه السفينة عن مراحل بنائها ورحلاتها الدولية الثلاث الماضية، وحتى رحلتها الدولية الرابعة إلى القارة الأوروبية، كما تم تقديم شرح عن مرفقات السفينة ومكوناتها، والزخارف التي تحملها ومجسم البحار الذي في مقدمتها والذي يصور البحار العماني الذي شهد له التاريخ، من أمثال السلطان أحمد بن سعيد والبحار أحمد بن ماجد، كما قدم طاقم السفينة في ختام كل يوم مجموعة من المقطوعات الخاصة بالفنون والأهازيج التراثية العمانية المستوحاة من التراث البحري العماني نالت استحسان الحضور الذي تفاعل مع هذه المقطوعات بشكل كبير.

سباق السفن الشراعية الطويلة

مائة وخمسة وسبعون يومًا سوف تستمر خلالها رحلة سفينة شباب عمان الثانية، والتي ستزور خلال رحلتها هذه عشرين ميناء ومدينة، وسترخي أشرعتها خلال هذه الرحلة الدولية الرابعة في تاريخها في أربع محطات رئيسية، حيث كانت البداية في محطتها (الأولى) التي انتهت يوم السادس عشر من الشهر الجاري في مهرجان أرمادا البحري بمدينة روان الفرنسية، والسفينة في طريقها حاليًا للانتقال إلى محطتها الثانية للمشاركة في (سباق الحرية للسفن الشراعية الطويلة) لتتوقف بعد ذلك في مدينة سخيفينن بمملكة هولندا، خلال الفترة من العشرين حتى الثالث والعشرين من شهر يونيو الحالي، على أن تخوض بعد ذلك السفينة المنافسات في محطتها الثالثة ضمن (سباق السفن الشراعية الطويلة) خلال الفترة من الثالث حتى السادس من شهر يوليو المقبل بمدينة ألبورغ بمملكة الدنمارك، وستنتقل بعدها السفينة للمشاركة في ختام (سباق السفن الشراعية الطويلة) بمدينة أرهوس بمملكة الدنمارك أيضا، والذي سيستمر خلال الفترة من الأول حتى الرابع من شهر أغسطس للعام الحالي.

خمسة عشر ألف ميلا بحريا سوف تصل إجمالي المسافة التي ستقطعها سفينة (شباب عمان الثانية) خلال رحلتها الدولية الرابعة إلى القارة الأوروبية لما يقارب خمسة عشر ألف ميل بحري، وذلك بعد عودتها إلى قاعدة سعيد بن سلطان البحرية المقررة في السابع من شهر أكتوبر القادم، في حين قطعت السفينة من سلطنة عمان إلى مدينة روان الفرنسية ما يقارب ستة آلاف ميل بحري، وستقوم السفينة خلال رحلتها التي تستمر لستة أشهر بزيارة إلى عدد من الدول الأوروبية للمشاركة في سباقات السفن الشراعية الطويلة، والمشاركة في عدد من المهرجانات والاحتفالات، وتسعى سفينة شباب عمان الثانية إلى إيصال رسالتها والمتمثلة في مد أواصر الصداقة والإخاء بين السلطنة ومختلف دول العالم من خلال التعريف بالثقافة العمانية الأصيلة في مختلف محطاتها الدولية.

رحلة العشرين ميناء ومدينة

توقفت السفينة في عدة محطات قبل وصولها إلى جمهورية فرنسا الصديقة، فمنذ انطلاقها في الخامس عشر من شهر أبريل الماضي من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية توقفت السفينة في موانئ ومحطات متعددة، فكان توقفها الأول في ميناء صلالة البحري، ورست بعد ذلك في ميناء جدة الإسلامي، وعبرت بعدها السفينة لقناة السويس المصرية، وكانت محطتها الأولى في الأراضي الأوروبية في ميناء رودس اليوناني، وبعد ذلك توقفت السفينة في مدينة كالياري الإيطالية، وواصلت سيرها بعبورها مضيق جبل طارق وتوقفت في لشبونة البرتغالية، وصولا إلى نهر السين في مدينة روان بالجمهورية الفرنسية للمشاركة في فعاليات مهرجان أرمادا البحري.

بعد المشاركة في المهرجان البحري والذي يمثل محطة السفينة الرئيسية (الأولى)، وتنتقل السفينة حاليًا إلى محطتها الرئيسة (الثانية) في مدينة سخيفنن بمملكة هولندا، لتنتقل بعدها إلى ميناء سكاجن في مملكة الدنمارك، كما ستخوض بعد ذلك في محطتها الثالثة منافسات سباق السفن الشراعية الطويلة خلال الفترة من الثالث وحتى السادس من شهر يوليو المقبل بمدينة ألبورغ بمملكة الدنمارك، لتنتقل بعدها السفينة مدينة فريدريكستاد النرويجية، وتستأنف رحلتها إلى ميناء بالي هافن في النرويج وتنتقل بعدها السفينة إلى مدينة سكدنشافن وبعدها بيرجن النرويجيتين، وتعود بعد ذلك شباب عمان إلى مدينة أرهوس بمملكة الدنمارك، وتتوقف السفينة في المملكة المتحدة على ضفاف مدينة بورتسموث، وتنتقل للقارة الأفريقية بعد ذلك وتتوقف في مدينة طنجة المغربية، وتمر كذلك على ميناء الجزيرة الخضراء الإسبانية، لتنتقل بعدها إلى مدينة فاليتا المالطية، وتتوقف بعد ذلك في بورسعيد المصرية، ثم ميناء جدة الإسلامي، والعودة إلى السلطنة بداية من ميناء ولاية صلالة ثم قاعدة سعيد بن سلطان البحرية في السابع من أكتوبر من العام الحالي.

سبعة ملايين زائر

سبعة ملايين زائر توافدوا لزيارة مهرجان أرمادا البحري في مدينة روان الفرنسية على مدى عشرة أيام، وكان نصيب سفينة شباب عمان الثانية وافر جدا من هذا العدد الكبير من الزوار، حيث زارها من (120 ألف زائر)، وقد حرص الكثير منهم على التعرف عن قرب على سلطنة عمان موقعا وحضارة وثقافة، بالإضافة لتنظيم طاقم السفينة للعديد من الفعاليات والأحداث التي نالت استحسان الزائرين، بالإضافة لمشاركة طاقم السفينة في العديد من المسابقات الرياضية التي نظمتها اللجنة المنظمة للمهرجان مثل: مسابقة كرة القدم وكرة اليد ومسابقة تنس الطاولة وسباق الماراثون، وكذلك سجل طاقم السفينة مشاركتهم في زيارة المرضى في مستشفى مدينة روان وقدموا لهم عددا من المقتنيات التي ستذكرهم بسلطنة عمان.

رسائل واضحة ومحددة

حول مشاركة السفينة (شباب عمان الثانية) في مهرجان روان أرمادا البحري 2019م كان لمندوب التوجيه المعنوي عدد من اللقاءات، حيث أدلى النقيب عيسى بن أحمد البلوشي (ضابط الأشرعة في السفينة) بتصريح قال فيه: (جئنا إلى الجمهورية الفرنسية لتقديم رسائل واضحة ومحددة، تدعوا إلى ترابط قارات العالم على شعار واحد وهو السلام والصداقة، وذلك ترجمة للنهج السامي لمولانا جلالة سلطان البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- لذلك فإننا لا ندخر أدنى جهد في سبيل تحقيق الأهداف المرسومة والتي تم تسيير سفينة شباب عمان من أجلها، ولا يخفى على الجميع أن الترويج السياحي والتعريف بالتاريخ الحضاري للسلطنة هو أيضا من الأهداف التي نسعى لتحقيقها من خلال رسونا بموانئ العالم التي نزورها)، كما قال الفريق أول متقاعد/‏‏ فرانسوا فروسير (قائد البحرية الفرنسية الأسبق) قائلا: أنا أعرف سلطنة عمان جيدًا ومنذ وقت طويل، وأنا مسرور للغاية لوجودي على متن شباب عمان الثانية، كما أنني قد زرت سفينة شباب عمان الأولى سابقا، والأهم من هذه المشاركة أن العلاقات العمانية الفرنسية قديمة جدًا، وتعود للعصور السابقة التي كان فيها البحارة يعتمدون على السفن الشراعية، حيث كانا البلدان على تماس مباشر على مستوى التعاون في المجال البحري في المحيط الهندي خاصة، والبعض اليوم لا يعون عمق هذا التعاون التاريخي، حيث إن العمانيين هم البحارة الحقيقيون في تلك المناطق، ففي الوقت الذي كنا نسير في طريق التجارة الدولية البحرية في الغرب، كان العمانيون يسيرون طرق التجارة الدولية في البحار الجنوبية من العالم، لذا فإن أصدقاءنا العمانيين يعرفون المحيط الهندي بشكل جيد، وعالم البحار هو الذي يتم عن طريقه بناء جسور الصداقة بين الأمم، حيث إن عالم البحار لا يوجد لها حدود).

الفرنسيون منبهرون بالسفينة

كما حدثنا اللواء مهندس استيفان بيشو (مدير التنمية الدولية لأفريقيا والشرق الأوسط في الهيئة العامة للتصنيع العسكري) قائلا: (سفينة شباب عمان الثانية رائعة بكل المقاييس، وأنا مسرور للغاية لزيارتي للسفينة، وأنا أعمل بشكل دائم مع السلطنة، وأنا فخور لوجودي هنا، وإنها سفينة جميلة بكل المقاييس والأهداف، والفرنسيين ينظرون لها بكل انبهار وتمعن)، أما العميد متقاعد/‏‏ بيرتو دلينرييه (الملحق العسكري الفرنسي السابق بالسلطنة) فقد قال: (سبق لي أن رأيت عمان على أرض الواقع لوقت طويل وأعرف ما تحمله السلطنة من فكر وحنكة وتاريخ ضارب بالقدم، والعلاقات العمانية الفرنسية هي علاقات تاريخية، وحول مشاركة السفينة العمانية فإن ردود فعل الزوار في غاية الروعة والجميع هنا في أرمادا يتحدثون عن شباب عمان، ووجود السفينة يعد فرصة للتعريف بما تمتلكه عمان من تاريخ وحضارة، وزيارتها إلى مختلف البلدان لمد أواصر الصداقة أمر في غاية الحكمة والإتقان وعمان ما زالت في قلبي).

سوف أزور عمان قريبًا

كما عبر كرستيان باردو (منسق اللجنة المنظمة لمهرجان أرمادا) فقد عبر عن سعادته قائلا: (أنا مسرور للغاية لمشاركة سفينة شباب عمان الثانية والتي جاءت لتكمل مسيرة شباب عمان الأولى في المشاركات البحرية، حيث كان لي الشرف أن أعمل مع طاقمها في عام 1983م، ولنا كل الشرف أن نكون من مستقبلي السفينة ومتابعيها)، في الوقت الذي تحدث معنا كوثر ماهر وهي (زائرة من مملكة إسبانيا) فقالت: (لأول مرة أعرف كل هذه المعلومات عن سلطنة عمان، ما تقدمه السفينة وما تعرضه يعد أمر مهم ومفرح للجميع، وأنا أدعوهم للاستمرار وتقديم المزيد في سبيل تحقيق الأهداف التي يطمحون أن يصلون إليها، وبلا شك أنا سوف أزور عمان في المستقبل القريب).

كما حدثنا قيس بن عبدالله الخروصي وهو سائح قدم من سلطنة عمان قائلا: (أثناء زيارتنا للعاصمة الفرنسية باريس لاحظت تفاعل الإعلام الفرنسي حول مشاركة سفينة شباب عمان في مهرجان أرمادا البحري وهذا الأمر أجبرني على التوجه لمدينة روان لزيارة السفينة ومشاركة طاقمها هذا الواجب الوطني تجاه عمان، وسعدنا كثيرًا بالأعداد الهائلة التي تحضر هذا المهرجان، وهذا المجهود الكبير الذي يقدمه طاقم السفينة، والأهم هو السعادة التي رسمت على الكثير من الزوار أثناء زيارتهم لشباب عمان الثانية، وهي فرصة طيبة لنشر رسالة السلطنة رسائل المحبة والسلام والتعريف بتاريخ عمان البحري عبر العصور وهذه فرصة سانحة بلا شك للترويج السياحي والاقتصادي للسلطنة، والتعريف بالسلطنة ومكانتها الحضارية والتاريخية على حد سواء). الكثير من الدروس كما عبرت رقيب جوي سوسن بنت عبدالله الجابرية متدربة من (سلاح الجو السلطاني العماني) وهي أحد المتدربين في السفينة عن مشاركتها قائلة: (مشاركتي في رحلة صواري المجد والسلام تعد مشاركة مثيرة وشيقة بكل تفاصيلها بالنسبة لي، خاصة وأنها تعد الأولى بالنسبة لي، وسفينة شباب عمان الثانية ومن خلال هذه الرحلة تقدم رسالة الصداقة والسلام لجميع شعوب العالم وهذا أهم ما يمكن تقديمه للعالم).