صحافة

سياست روز : الوساطة والحظر

16 يونيو 2019
16 يونيو 2019

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (سياست روز) مقالاً فقالت: في الوقت الذي سعت فيه اليابان ودول أخرى للتوسط لتسوية الأزمة القائمة بين إيران وأمريكا أعلنت الأخيرة أن الحل الوحيد لهذه الأزمة يكمن في توقيع اتفاق نووي جديد في حين لم تتحدث الإدارة الأمريكية عن إمكانية رفع الحظر عن إيران وهددت جميع الدول والشركات التي تستورد النفط الإيراني بأنها ستتعرض لعقوبات شديدة في حال لم تلتزم بالتحذير الأمريكي.

وتساءلت الصحيفة: هل يمكن القبول بالتفاوض أو الوساطة مع أمريكا في وقت تصر فيه على مواصلة الحظر على إيران، وما هي الحاجة لعقد اتفاق نووي جديد طالما أن جميع الأطراف الموقعة عليه (ما عدا أمريكا) ما زالت تعتقد بأهمية تطبيق بنود الاتفاق السابق الذي حظي بتأييد مجلس الأمن الدولي عبر قراره 2231، وهل يمكن الاطمئنان بأن أمريكا لن تقوم بالانسحاب من أي اتفاق جديد كما فعلت قبل أكثر من عام عندما خرجت من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران ومجموعة (5+1).

كما تساءلت الصحيفة عن إمكانية التحاور مع أمريكا التي تريد أن تفرض شروطها على إيران من خلال التلويح بإمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري، الأمر الذي تعتبره طهران بأنه يمثل نوعاً من الابتزاز السياسي ويتنافى مع أصول وقواعد التفاوض الذي ينبغي أن يفضي إلى نتائج ترضي الطرفين وتتمكن من الصمود أمام أي متغيرات قد تطرأ في المستقبل ولا تتعرض لانتكاسة بمجرد انسحاب طرف منها كما حصل في الاتفاق النووي عندما انسحبت منه أمريكا في مايو 2018.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن أمريكا تتحرك للإيحاء بأن أي وساطة مع إيران لا يمكن أن تصل إلى نتيجة ما لم تقبل طهران بتوقيع اتفاق جديد وذلك من أجل تبرير أي إجراءات عسكرية أو سياسية تهدف إلى الضغط على إيران، الأمر الذي اضطر طهران لوقف العمل ببعض تعهداتها في إطار الاتفاق النووي والتأكيد على أنها سوف تبدأ في تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى في غضون 60 يوماً إذا لم تتخذ القوى العالمية إجراءات لتطبيق بنود الاتفاق النووي المتعلقة برفع الحظر المفروض على إيران لإرسال رسالة مفادها بأن طهران لن تخضع للتهديد ولن تقبل بأي وساطة لا تضمن لها حقوقها التي نصّ عليها الاتفاق.

وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الدول أكدت بأن تشديد الحظر على إيران لن يسهم في تقريب وجهات النظر لإجراء تسوية بين طهران وواشنطن وشددت على ضرورة تطبيق بنود الاتفاق النووي لتهدئة التوتر بين إيران وأمريكا، وإلّا فإنه لا معنى للوساطة مع بقاء الحظر وامتناع واشنطن من العودة إلى خطّة العمل الشاملة المشتركة التي تضم أيضا روسيا والصين والترويكا الأوروبية.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن أي دولة من حقها أن تفكر بمصالحها المشروعة ومن بينها تأمين ما تحتاجه من الطاقة بالطرق المناسبة، ومن هنا - والقول للصحيفة - رأت طوكيو بأن مصلحتها تكمن في تحقيق التسوية بين طهران وواشنطن باعتبار أن النفط الإيراني يمثل مصدراً جيداً للطاقة في اليابان، مشيرة إلى أن زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى طهران كان بالإمكان أن تحقق النتائج المرجوة على كافّة الأصعدة في حال لم تكن هناك أزمة بين طهران وواشنطن خصوصاً بعد أن تفاقمت هذه الأزمة نتيجة تشديد الحظر النفطي من قبل أمريكا على إيران.

وشددت الصحيفة على أهمية أن تأخذ أي وساطة في نظر الاعتبار مصالح الطرفين المتنازعين كي تضمن الحيادية التي يمثل توفرها شرطاً أساسياً لإنجاح أي وساطة.

وختمت الصحيفة مقالها بالتأكيد على ضرورة تهيئة الظروف المناسبة لإزالة التوتر بين طهران وواشنطن من قبل أي دولة تسعى للوساطة بين الطرفين وعدم إقحام أي موضوع لا علاقة له بالشأن النووي لأن من شأن ذلك أن يُدخل الوساطة في متاهات لا تخدم الجهود الدبلوماسية ولا تساعد في تسوية الأزمة بين طرفي الصراع.