1241095
1241095
الرياضية

العزاني مسيرة مع الأولمبي تقترب من سطرها الأخير !

13 يونيو 2019
13 يونيو 2019

التفكير في الأجنبي.. مؤشرات وخطة جديدة -

كتب: ياسر المنا -

ربما يمثل إخفاق الأولمبي في التصفيات الآسيوية الماضية التي جرت قبل أشهر قليلة في الدوحة وخرج منها الفريق بعد تعادله في آخر مبارياته في المجموعة أمام قطر وقبلها الإخفاق في نهائيات آسيا في الصين، القشة التي قد تقصم ظهر العلاقة الثانية بين المنتخب الأولمبي ومدربه الوطني حمد العزاني بعد مسيرة طويلة قاربت الـ4 سنوات ليضرب رقما قياسيا في استقرار واستمرار الكفاءات التدريبية الوطنية في قيادة المنتخب الرديف للمنتخب الأول.

جاء الإعلان عن توجه مجلس إدارة اتحاد الكرة أمس الأول في اجتماعه إلى التعاقد مع مدرب أجنبي للمنتخب الوطني الأولمبي يحمل مؤشرات واضحة إلى اقتراب نهاية العلاقة التي امتدت عدة سنوات وتجمع بين العزاني والمنتخب الأولمبي في الفترة المقبلة عندما يتبلور التوجه في قرار رسمي وحينها ستبدو الإشارة واضحة ويفهم منها أن تجربة الكادر الوطني لم تؤت أكلها، وحصادها لا يشجع على الاستمرار في التجربة.

جاء التوجه أو الكشف عن نية التعاقد مع مدرب اجنبي للمنتخب الأولمبي في ظل وجود نتائج متباينة للفريق تحت قيادة العزاني الذي لم يلب الطموحات وإن لم تخل من الجوانب المشرقة والإيجابية ولكنها لم تكن كافية لرسم صورة مشرقة ومشجعة لتستمر التجربة.

لم يكن الحديث عن توجه اتحاد الكرة مستغربا بل يعد من القرارات المتوقعة في ظل واقع الحال اليوم في المنتخب الأولمبي ونتائجه الأخيرة في وقت كانت الفرصة واسعة بأن ينجح الفريق في تحقيق الأهداف المرجوة لوجود نخبة مميزة من اللاعبين تشكل نسبة طيبة في المنتخب الأول.

الإحلال والإبدال في كابينة القيادة الفنية للمنتخبات الوطنية أو المنتخبات في الإقليم والقارة والعالم من الأمور الطبيعية والمسائل المتعارف عليها ولذلك فوجود توجه في الفترة المقبلة للتعاقد مع مدرب أجنبي للأولمبي لا يقدح في قدرات ولا إمكانات المدرب حمد العزاني الذي اجتهد وسعى بكل إخلاص لتقديم صورة نموذجية للمدرب الوطني وتحمل المسؤولية بشجاعة ويبقى التوفيق من عند الله.

لم يأت اختيار المدرب الوطني حمد العزاني لتولي مهمة تدريب المنتخب الأولمبي من فراغ ولكن بعد دراسة وقراءة لسجل النجاحات التي حققها في مسيرته التدريبية وبروزه كواحد من الكفاءات الوطنية الشابة التي تملك الفكر التدريبي الجيد والشخصية المناسبة لقيادة الفريق الذي يشكل القاعدة المهمة للكرة العمانية.

تميز المدرب الوطني حمد العزاني في مسيرته مع الأحمر الأولمبي بالكثير من الصمت والابتعاد عن التصريحات إلا في مناسبات رسمية وكان ينحاز دائما للهدوء في العمل ويحرص على تنفيذ أفضل البرامج التدريبية التي تساعده وأعضاء الجهاز الفني لتأهيل وصقل اللاعبين حتى يكونوا في الجاهزية الطيبة التي تساعدهم على إبراز قدراتهم وإمكاناتهم والدفاع عن الكرة العمانية ببسالة وأداء قوي وتحقيق النتائج الإيجابية في مختلف المحافل الدولية.

بداية المسيرة

وقع اختيار اتحاد الكرة على المدرب الوطني حمد بن سعيد العزاني مدربا للمنتخب الأولمبي بداية يونيو عام 2016، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بقاعة المؤتمرات بمقر الاتحاد العماني لكرة القدم باستاد السيب الرياضي برئاسة السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم حينها وبحضور الشيخ هزاع السعدي أمين السر العام بالاتحاد والأسترالي جيمس سيلبي مدير الإدارة الفنية بالاتحاد السابق.

وأعرب العزاني وقتها عن سعادته بالعودة إلى تدريب المنتخب الأولمبي مرة أخرى حيث قال: إنني سعيد جدا للعودة مرة أخرى إلى تدريب المنتخب الأولمبي وشكر الاتحاد على الثقة التي أرجو أن أكون عند حسن ظنهم وأن أتمكن من تقديم ما تصبو إليه الجماهير.

كما تحدث العزاني بأن هناك عددا من الاستحقاقات التي تنتظر المنتخب الأولمبي وكان أهمها التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2016 بالإضافة إلى البطولة الخليجية بقطر والبطولة الآسيوية في شهر سبتمبر من عام 2016 نفسه.

وأوضح العزاني معايير اختياره للاعبين في مهمته الثانية للاعبين بقوله: لقد كنت محظوظا في الفترة السابقة حيث تعاملت مع لاعبين سابقين ما زلت أثق بهم ويمكننا استدعاؤهم كما أنه من خلال متابعتي للدوري هناك 9 لاعبين جديرين بالانضمام الى صفوف المنتخب بالإضافة إلى المجموعة التي يتم استدعاؤها من فترة إلى أخرى في المنتخب وبالنسبة لنا القائمة شبه حاضرة كما أننا لا يمكن أن نغفل دور الإعلام في مساندتنا في النهوض بمستوى الفريق الأولمبي كما أن هناك دورا قام به مساعد المدرب محمد خميس خلال الفترة الماضية من خلال تواصل العمل بالمنتخب حيث رشح بعض العناصر التي من شأنها الاستمرار مع الأولمبي.

وعن الصعوبات التي كانت تقفز أمام العزاني وقتها لخصها في اختيار نوعية اللاعبين الجيدين الذين يشكلون قائمة المنتخب وكذلك تجاوبهم مع الطاقم الفني وكذلك بالحاجة إلى وقت وراهن على النتائج الإيجابية كونها تساعده على كسب التحديات وتجاوز العقبات.

رضا وقناعة

كانت آخر تصريحات العزاني في الدوحة عقب خسارته في التصفيات لبطاقة العبور إلى المرحلة المقبلة في المنافسة الآسيوية ورغم الحزن الذي كان واضحا عليه ولكنه أكد على أن الفريق قدم كل ما في وسعه من جهد وعطاء ولم يدخر اللاعبون جهدا من أجل تحقيق الفوز على العنابي القطري والحصول على بطاقة التأهل ولكنها كرة القدم لم تساعد في تحقيق هذا الهدف وشكر اللاعبين على ما قدموه من عطاء ومؤكدا في ذات الوقت أن المنتخب لم يكن يستحق الخروج من التصفيات ولكن قدر الله وما شاء فعل. حديث العزاني عن محصلة المشاركة في التصفيات الآسيوية الماضية يوضح بأنه كان راض كل الرضا عما قدمه فريقه من أداء وحققه من نتائج جعلته قاب قوسين أو أدنى من عبور التصفيات ومقتنع في الوقت نفسه إن التأهل كان يمكن أن يتحقق قياسا بالعطاء والأداء.

إجازة اضطرارية

عقب خروج المنتخب الأولمبي من التصفيات الآسيوية الماضية في الدوحة دخل الفريق في إجازة اضطرارية لعدم وجود أي استحقاق قريب وسيكون عليه انتظار النسخة القادمة من التصفيات بعد قرابة العامين وهو الأمر الذي شجع اتحاد الكرة للتفكير في الاستعانة بمدرب أجنبي في الفترة المقبلة والاستفادة من عدم وجود استحقاق قريب في الاختيار بهدوء والوصول إلى الآلية المناسبة بشأن المواصفات المطلوبة في المدرب الأجنبي الذي سيتم التعاقد معه وكذلك كيفية المحافظة على اللاعبين الحاليين في القائمة والذين سيكون بعضهم خارج قائمة المنتخب الأول وبالتالي يحتاجون إلى برامج تدريبية حتى يتم صقلهم عبر المزيد من الاحتكاك والتجارب الودية.

العقد لم ينته بعد

تشير المعلومات إلى أن عقد المدرب الوطني حمد العزاني مع اتحاد كرة القدم تبقت فيه بضعة شهور وبالتالي سيظل في موقعه الحالي بذات الصفة إلى أن ينتهي العقد ومن المتوقع أن لا يتم التعاقد مع المدرب الجديد الذي يخطط اتحاد الكرة إلى أن يكون أجنبيا إلا عقب نهاية عقد العزاني لتضع مسيرة العزاني فصلها الأخير وتبدأ مسيرة أخرى تحت قيادة جهاز فني جديد ستكون خطته بناء منتخب يجمع بين العناصر الحالية وبعض الوجوه الجديدة.

العلاقة مع الأول

إبان عهد المدرب الهولندي السابق بيم فيربيك تم تداول فكرة الربط بين المنتخب الأول والأولمبي وذلك لوجود عدد كبير من اللاعبين يشاركون في المنتخبين وذلك من خلال توحيد الجهاز الفني بأن يكون مدرب الأولمبي عضوا في الجهاز الفني للمنتخب الأول إلا أن مشروع الفكرة مات في مهده ولم ير النور ومضى المدرب العزاني مستقلا بفريقه ويتعاون في الحدود المطلوبة مع الجهاز الفني للمنتخب الأول.

اليوم مع ظهور فكرة التعاقد مع مدرب أجنبي للمنتخب الأولمبي فإنه من المتوقع أن يلجأ اتحاد الكرة إلى مشروع فكرته السابقة ويوفر علاقة وثيقة ووطيدة بين المنتخبين الأول والأولمبي تساعد في إحداث نوع من التكامل في الأدوار والمهام والترابط بين الجهازين الفنيين للفريقين بما يساعد على تحقيق الفوائد الفنية المرجوة والوصول إلى قمة التنسيق في العمل الذي يقود لتحقيق النجاحات للمنتخبين في المستقبل القريب.