1228199
1228199
مرايا

طرق تجنب الغيرة بين الإخوة من المولود الجديد

12 يونيو 2019
12 يونيو 2019

قد لا يكون طفلك المولود هو الطفل الأول بالعائلة، فيكون له الحظ الأوفر في وجود إخوة وأخوات يشكلون المحيط الاجتماعي الأول من الأطفال الذي يتفاعل معه ويبني معه علاقاته الأولى. أما بالنسبة لهم فقد يكون لهذا الحدث (ولادة أخ) بعض التأثيرات السلبية عليهم والتي قد يصعب حلها والتعايش معها حيث يتقبل الأخوة بصعوبة بالغة قدوم أخ جديد لهم، يحتل مكانة كبيرة من اهتمام الأم بالدرجة الأولى والأب بالدرجة الثانية، فتضطرب العائلة بحالة الغيرة الطبيعية والاعتيادية من الأخوة الكبار تجاه الأخوة الأصغر سناً.والغيرة هو شعور ينمو عند الطفل الأكبر سناً، حيث يعبر عنه بأساليب مختلفة تبعاً لشخصيته، طباعه وعمره، ومن العوامل المؤثرة أيضاً على ظهور هذا الشعور أو هدوئه واختفائه، ترتيب الطفل بين إخوته وأخواته، فالطفل الأكبر سناً الذي شهد ولادة الأخ الثاني كمنافس سلبه معظم امتيازاته، قد لا يصاب بالغيرة من ولادة الأخ الثالث، حيث تنتقل هذه الغيرة للطفل الثاني الذي كان حتى لحظة قدوم المولود الجديد، الطفل الأصغر سناً والذي له الحظ الأوفر من دلال أبويه.

بعض الاحتياطات الواجب اتخاذها مع قدوم المولود الجديد:

- يجب أن نقوم بالتهيئة النفسية الملائمة للطفل (أو الأطفال) الأكبر سناً لاستقبال المولود الجديد، بحيث نجعله يشارك في جميع التحضيرات السابقة للولادة، بما فيها الترتيبات المتوقع القيام بها بعد قدوم المولود الجديد، حتى يشعر الطفل بالاطمئنان للفترة القادمة التي لن تغير من عاداته ولن تفقده امتيازاته، فنذكر للطفل مثلاً أن أخاه الصغير سيرى الحياة قريباً وأنه بحاجة لرعايته وعنايته بالإضافة لمداعبته واللعب معه.

- يجب أن نولي اهتماماً كبيراً للفترة الأولى التالية للولادة وهي فترة التلاؤم مع المولود الجديد، فلا نقوم بإهمال إخوته الأكبر سناً، حيث نحاول فهم أسئلتهم العديدة المضطربة والملحة ونجيب عليها بتروي وأناة دون أن نعتبرها مفرطة وغزيرة، فالطفل في حالة قلق واضطراب وخوف من التغيرات التي قد ترافق قدوم المولود الجديد والتي قد تفقده بعض امتيازاته بما فيها حب ورعاية أبويه. ولكن حينما نطمئنه بالإجابة على جميع الأسئلة ونمنحه نفس الاهتمام السابق (لقدوم أخيه)، فقد نسرع من تلاؤمه معه وبالتالي نقوم بإخماد شعور الغيرة لديه.

- يجب الانتباه إلى أن الغيرة قد تظهر بأشكال مختلفة مثل نوبات من الغضب المفاجئ، أو نوبات من العداء المفاجئ، وأحياناً الانطواء النفسي مع الشعور بالحرمان الذي قد يؤدي في الحالات الشديدة لاضطراب في نظام نوم الطفل وتغذيته.

- فهم مشاعر الطفل الأكبر سناً، حيث كان قبل لحظة قدوم المولود الجديد في عالم خاص به دون مشاركة أو منافسة من طفل آخر، وفجأة يشعر باختلال توازن عالمه الخاص به، فتتكون لديه فكرة خاطئة بأنه مهمل وأنه فقد جميع امتيازاته بما فيها حب وحنان أبويه، فيتخذ مواقف مفاجئة هجومية أحياناً من غضب أو عداء، ودفاعية أحياناً أخرى من انطواء على الذات وانعزال، محاولاً استعادة مكانته السابقة أو الاحتفاظ بها حين يشعر أنها مهددة بالزوال. فيجب أن يعرف الأبوان المعاناة التي يمر بها دون معاقبته بصرامة على تصرفاته، بل على النقيض تهدئته وإعطاءه الفرصة الملائمة للتعبير عما يقلقه حتى يصل إلى شيء من الاستقلالية العاطفية التي تساعده على تغيير اهتماماته لأمور الحياة الأخرى.

نمو عاطفة الأخوة

حينما يطمئن الطفل لاستمرار عاطفة وحنان أبويه يبدأ بشكل تدريجي بتقبل وحب أخيه ورفيقه الأصغر، فخلال أولى علاقاتهم المؤلفة من ابتسامات وحركات متبادلة، تظهر للطفل الأكبر فوائد الحياة المشتركة مع أخيه ومحاسن العواطف المتبادلة التي لا يمكن بأي حال تعويضها أو الاستغناء عنها، فتتطور علاقتهما لتصل إلى حب المشاركة بالألعاب وبأماكن اللعب، وهذا مما يقوي ويمتن علاقة الأخوين، خاصة إذا لم نطلب دوماً من الطفل الأكبر سناً، التراجع أمام طلبات أخيه الأصغر الذي من المفروض أن نجعله يقدم شيئاً من الاحترام لأخيه الأكبر.

ظهور بعض الخلافات:

قد تظهر بعض الخلافات في فترة لاحقة بالرغم من وجود علاقة قوية ومتناسقة بين الأخوين، وقد تكون هذه الخلافات حادة جداً وخاصة عندما يبدأ الطفل الأصغر بالتطور والنضج بشكل سريع ومفاجئ مما يعطي الانطباع لأخيه الأكبر أنه بدأ باكتساب بعض المميزات الخاصة به سابقاً وبأن ميزان القوى قد اختل لصالح أخيه الأصغر، وخاصة عندما يستطيع هذا الأخير الاستئثار باهتمام العائلة أو الأشخاص المحيطين به من أصدقاء وزوار.

ويستطيع الأبوان في أغلب الحالات مساعدة أطفالهم على تجاوز هذه النوبات العابرة من الخلافات مع إعادة بناء الحياة المشتركة بينهم، بحيث لا تنعكس هذه الخلافات على علاقاتهم المستقبلية ويقوم الأبوان بإزالة التوتر بحكمة وصبر بفرض الاحترام على الصغير، والعطف والحنان على الكبير، بحيث تستبدل هذه الخلافات بعلاقة أخوية متينة مليئة بالحب والتعاون والاحترام.