1237371
1237371
العرب والعالم

اعتقال قياديين من الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد اجتماع مع أبي أحمد

08 يونيو 2019
08 يونيو 2019

المجلس العسكري يؤكد على التفاوض للوصول إلى التوافق الوطني -

الخرطوم - (وكالات): قال مصدران في المعارضة السودانية: إن اثنين من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال اعتقلا في وقت مبكر من صباح أمس السبت بعد فترة وجيزة من اجتماع عقد مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الذي كان يزور البلاد في محاولة للتوسط لحل أزمة تهدد الانتقال الديمقراطي.

وحث أبي أحمد أمس الأول الحكام العسكريين والمعارضة المدنية في السودان على التحلي «بالشجاعة» في محاولة الاتفاق على خطوات الانتقال للديمقراطية بعد سقوط أكبر عدد من القتلى منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل الماضي.

وتأتي الزيارة بعد أيام من اقتحام قوات الأمن السودانية مخيم اعتصام خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم حيث يطالب المتظاهرون بحكم مدني. وقتل عشرات الأشخاص هناك منذ يوم الاثنين.

وعلى الرغم من عدم إعلان تحقيق أي انفراجة مع نهاية زيارة أبي أحمد التي استغرقت يوما واحدا فقد صرح مساعد لرئيس الوزراء الإثيوبي بأن المحادثات سارت بشكل جيد مشيرا إلى أن أبي أحمد سيعود للسودان قريبا.

وأصدر المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بيانا أمس وجه فيه الشكر لإثيوبيا على جهود الوساطة.

وجاء في البيان الذي نشرته وكالة السودان للأنباء «يتوجه المجلس العسكري الانتقالي بالشكر والتقدير لحكومة جمهورية أثيوبيا... على مبادرتها الكريمة وحرصها على تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية في السودان».

وأضاف البيان «المجلس العسكري إذ يثمن هذه المبادرة يؤكد انفتاحه وحرصه على التفاوض للوصول إلى تفاهمات مرضية تقود إلى تحقيق التوافق الوطني والعبور بالفترة الانتقالية إلى بر الأمان بما يفضي للتأسيس للتحول الديمقراطي الذي هو هدف التغيير والتداول السلمي للسلطة في البلاد».

لكن مصدرين في المعارضة كانا في الاجتماع الذي عقد أمس الأول مع أبي أحمد قالا إن اعتقال إسماعيل جلاب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال والمتحدث باسم الحركة مبارك أردول تم بعد ساعات قليلة من الاجتماع مع أبي أحمد.

وعرض أبي أحمد التوسط في حل الأزمة بعد أن أصيبت المحادثات التي يجريها إعلان قوى الحرية والتغيير المعارض مع المجلس العسكري الانتقالي بالجمود ثم انهارت بالكامل بعد اقتحام الاعتصام.

ويقول مسعفون تابعون للمعارضة إن 113 شخصا قتلوا خلال فض الاعتصام يوم الاثنين وفي حملة أمنية أوسع أعقبت ذلك. وتقول الحكومة إن عدد القتلى 61 بينهم ثلاثة من قوات الأمن.

وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال يوم الأربعاء إن قوات الأمن ألقت القبض على نائب الأمين العام للحركة ياسر عرمان من منزله في الخرطوم. وعاد عرمان من المنفى بعد إطاحة الجيش بالبشير عقب 30 عاما قضاها في الحكم الذي تولاه بعد انقلاب سلمي.

وكان عرمان محكوم عليه بالإعدام غيابيا بسبب دوره في تمرد ضد حكومة البشير بدأ من ولاية النيل الأزرق في 2011.

ويأتي اعتقال جلاب وأردول بعد ساعات من احتجاز قوات الأمن لمحمد عصمت أحد أعضاء وفد المعارضة بعد لقائه بأبي أحمد.

ولم يصدر تعليق بعد من المجلس العسكري الانتقالي على أنباء الاعتقالات.

وقال خالد عمر، وهو قيادي بتحالف المعارضة، لرويترز بعد اعتقال عصمت إن هذه الخطوة تمثل رفضا فعليا من المجلس العسكري لجهود الوساطة التي يقوم بها رئيس الوزراء الإثيوبي. وأضاف أن أبي أحمد اقترح تشكيل مجلس انتقالي مكون من ثمانية مدنيين وسبعة عسكريين على أن تكون رئاسته دورية.

وكرر عمر مطالب المعارضة بتحمل القادة العسكريين مسؤولية إراقة الدماء والسماح بإجراء تحقيق دولي في أعمال العنف والإفراج عن المعتقلين السياسيين، مضيفا أن المعارضة السودانية لن توافق على أي اتفاق قبل الوفاء بكل مطالبها.

وكان الاتحاد الإفريقي ، علّق عضوية السودان «إلى حين إقامة سلطة مدينة انتقالية بشكل فعلي». ورحّب الاتحاد الأوروبي بهذه المبادرة. وكانت الأمم المتحدة وواشنطن ولندن وفرنسا نددت بحملة القمع ودعت إلى استئناف الحوار.

ومنذ فضّ الاعتصام، بقيت شوارع الخرطوم شبه خالية وقال عدد من السكان إنهم يعيشون «حالة رعب». وفي الأيام الأخيرة، انتشر عناصر من «قوات الدعم السريع» ببزاتهم العسكرية وأسلحتهم الثقيلة في شوارع العاصمة السودانية وتجوّلوا على متن شاحناتهم الصغيرة. ويرى مراقبون أن هناك خطر حقيقي من أن ينزلق الوضع إلى حرب أهلية.