1236590
1236590
العرب والعالم

تيريزا ماي تستقيل من رئاسة حزب المحافظين وتترك «بريكست» لخَلَفِها

07 يونيو 2019
07 يونيو 2019

محكمة بريطانية تسقط دعوى على بوريس جونسون بتهمة الكذب -

لندن -«رويترز» - «أ ف ب»: أبلغت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي حزب المحافظين الذي تتزعمه رسميا أمس باستقالتها من زعامة الحزب مما يفتح الطريق أمام المنافسة على خلافتها ومن ثم تحديد رئيس الوزراء الجديد. وسيغلق باب الترشح لزعامة الحزب في الساعة

( 1600 ) بتوقيت جرينتش يوم الاثنين.

وما يزيد مرارة هذا الرحيل، تصاعد نفوذ حزب بريكست بزعامة نايجل فاراج.

وتصدّر الحزب المشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي الذي تم تأسيسيه قبل بضعة أشهر، نتائج الانتخابات الأوروبية في أواخر مايو الماضي بحصوله على 31.6% من الأصوات.

إلا أنه فشل في الدخول إلى البرلمان البريطاني أمس الأول الخميس في الانتخابات التشريعية الفرعية التي أجريت في بيتربورو بشرق بريطانيا، مقابل حزب العمال الذي تمكن من الحفاظ على مقعده رغم إطار محلي غير مؤاتٍ للغاية.

وجاء مرشح حزب بريكست، مايك جرين مع قرابة 29% من الأصوات، خلف مرشحة العمال ليزا فوربس (31%) متقدما بفارق كبير على حزب المحافظين الذي حلّ في المرتبة الثالثة (21%).

ورأى خبير استطلاعات الرأي جون كورتيس أن هذه النتيجة تُظهر أن المملكة المتحدة باتت «كوكبا سياسيا آخر». وقال لقناة «بي بي سي» إن حزب بريكست هو «قوة تشويش كبيرة».

ومن أجل جذب الأصوات التي تنقصه، أوضح نايجل فاراج أمس في حديث لإذاعة «بي بي سي 4» أنه يعول على ظهور «صوت تكتيكي» من جانب الناخبين المحافظين الذين سينضمون إلى حزبه لتجنّب «أن ينتهي بهم الأمر مع كوربن (زعيم حزب العمال) في الحكومة».

- «الزوال» - بعد تقديم استقالتها من منصب رئاسة الحزب المحافظ، الذي لن ينظّم أي مراسم لذلك، ستبقى تيريزا ماي في مهامها إلى أن يعين الحزب خلفا لها بحلول أواخر يوليو المقبل. وفي المملكة المتحدة، يتولى منصب رئاسة الوزراء، رئيس الحزب الذي يملك أكثرية في البرلمان.

وأوضح المتحدث باسم ماي أنه خلال الأسابيع القادمة، ستواصل ماي «العمل من أجل شعب هذا البلد، أما في ما يخصّ بريكست، فقد أشارت ماي إلى أنه لن يترتب عليها هي الدفع بهذه الآلية إلى الأمام، لكن سيكون على خلفها القيام بذلك».

وسيترتب على رئيس الحكومة البريطانية المقبل إعادة بريكست إلى مساره سواء عبر إعادة التفاوض بشأن اتفاق جديد مع بروكسل، أو عبر اختيار الخروج من دون اتفاق، وهما سيناريوهان مطروحان في خضمّ السباق لخلافتها.

ومن بين المرشحين الـ11 لخلافة ماي، يبدو الأوفر حظا النائب المحافظ بوريس جونسون الذي شغل منصب رئيس بلدية لندن ووزير الخارجية في السباق وهو قائد معسكر مؤيدي بريكست.

ويحظى جونسون البالغ 54 عاما، بتقدير كبير من جانب الناشطين في قاعدة حزب المحافظين وهو سياسي محنّك وجذاب، يثير في المقابل ردود فعل أكثر تباينا من جهة النواب المحافظين الذين يُفترض أن يختاروا مرشحين اثنين ليقرر الناشطون بعدها من سيتولى منصب رئاسة الحزب.

وتوجه مساء الثلاثاء الماضي إلى نواب في الحزب محذّرا من أن المحافظين مهددون بـ«الزوال» في حال لم يتم تنفيذ بريكست في 31 أكتوبر المقبل.

وقد أسقطت محكمة عليا في بريطانيا أمس دعوى رفعت على جونسون بتهمة سوء السلوك وتعمده الكذب أثناء حملة استفتاء بريكست في العام 2016.

وقد تولت تيريزا ماي (62 عاما)، رئاسة الحكومة البريطانية في يوليو 2016، بعد وقت قصير من تصويت البريطانيين بنسبة 52% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 23 يونيو من العام نفسه. وكان يترتب عليها قطع علاقات عمرها أكثر من أربعين عاما مع الاتحاد الأوروبي لكن أيضا جمع البريطانيين خلف رؤية موحّدة لبريكست قابلة إلى سدّ الفجوة بين مناصري ومعارضي هذا الانفصال التاريخي، وهو الأول في الاتحاد. إلا أنها لم تتمكن من كسب التحدي.

ورفض النواب البريطانيون ثلاث مرات اتفاق بريكست الذي تم التفاوض بشأنه على مدى أشهر مع المفوضية الأوروبية الذي كان يُفترض أن ينظم خروجا سلسا من الاتحاد، ما اعتُبر هزائم مهينة لرئيسة الوزراء. وبعد أن نفدت وسائلها لتجنّب خروج من دون اتفاق، الأمر الذي تخشاه الأوساط الاقتصادية، أُرغمت تيريزا ماي على إرجاء موعد بريكست إلى 31 أكتوبر المقبل بعد أن كان مقررا في الأصل في 29 مارس الماضي. وعاقب البريطانيون حزب المحافظين على هذا التأخير في تنفيذ بريكست في صناديق الاقتراع، إذ إنه حلّ في المركز الخامس في الانتخابات الأوروبية التي أجريت في 23 مايو الماضي. وماي التي أضعفها بريكست فضلا عن المؤامرات والانتقادات التي تعرضت بها في صلب حزبها المنقسم بشدة حيال هذه المسألة، أعلنت في 24 مايو الماضي استقالتها في خطاب ألقته أمام داونينج ستريت ( مقر رئاسة الوزراء).

وبدا التأثر على ماي فأسرعت إلى إنهاء خطابها والدخول إلى مكتبها محاولة إخفاء دموعها.