صحافة

البريطانيون عالقون ما بين البقاء والخروج من الاتحاد الأوروبي

04 يونيو 2019
04 يونيو 2019

تركت الانتخابات الأوروبية التي أجريت قبل نحو أسبوعين أثرا كبيرا على الصعيد السياسي البريطاني حيث جاءت بحزب وليد إلى المقدمة هو حزب «البريكست»، وأطاحت بالحزبين التقليديين وهما العمال والمحافظين إلى المركزين الثالث والخامس. وهو مؤشر على انقسام البريطانيين حول القضية الأهم وهي الخروج من الاتحاد الأوروبي.

صحيفة «الاندبندانت» أشارت إلى هذا الانقسام السياسي والشعبي في افتتاحيتها بعنوان «الانتخابات الأوروبية توضح أن الشعب منقسم تماما كما البرلمان»، قالت فيه إن الفائز الأبرز بانتخابات البرلمان الأوروبي التي شهدتها بريطانيا أخيرا كان تحالف الراغبين في بقاء البلاد في الاتحاد الأوروبي، المكون من 5 أحزاب هم: «حزب الأحرار الديمقراطيين» و«حزب الخضر» و»الحزب الوطني الاسكتلندي» و»حزب تغيير المملكة المتحدة» وحزب (بلايد كيمري) الويلزي، حيث فاز هذا التحالف بـ40% من الأصوات، بينما جاء حزب «بريكست»، الذي يتزعمه نايجل فاراج والداعم بشدة للخروج من الاتحاد الأوروبي في المركز الثاني.

وتقول الصحيفة أنه بإضافة الأصوات التي حصل عليها حزب «استقلال المملكة المتحدة UKIP»، يصبح إجمالي الأصوات المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى في حال عدم الوصول لاتفاق نحو 35% من إجمالي عدد الأصوات.

وترى الصحيفة أن هذه النتائج توضح بما لا يدعو مجالا للشك أن الشعب البريطاني منقسم على نفسه بخصوص الخروج من الاتحاد الأوروبي مثله مثل نواب البرلمان، وبالتالي فإن الحل الأمثل هو تنظيم استفتاء آخر، وهو الحل الذي تعتقد الصحيفة أن البلاد تتجه إليه. وفي صفحة الرأي بصحيفة «فاينانشال تايمز» كتب فيليب ستيفنز مقالا بعنوان «بريطانيا عالقة في أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي»، قال فيه إن بريطانيا يجب أن تحسم موقفها إزاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولا يمكن لها أن تبقى محاصرة غير قادرة على اتخاذ قرار بشأن الخروج أيا كان ذلك القرار، ولا يجب أن تبقى عالقة بين البقاء والخروج.

ويضيف كاتب المقال بأن بريطانيا أصبحت أضحوكة على الساحة الدولية، وأن هذه الحالة من الشك وعدم اليقين تؤثر بشدة على الاقتصاد البريطاني. ويرى أن البريطانيون منقسمون كذلك البرلمان أيضا ما جعله مصابا بالشلل، على حد قوله.

ويبدو أن الكاتب غير متفائل بالمرة حيث يرى أن الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الأوروبي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو 31 أكتوبر، سيأتي ويمر دون أن تتخذ بريطانيا قرارا بعد، ومن المرجح أن يتم تمديد المهلة الممنوحة لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي مجددا.

وكان لرئيس وزراء بريطاني الأسبق، توني بلير رأي في هذا التخبط البريطاني على مستوى الشعب والبرلمان أشارت إليه صحيفة «ايفننج ستانداراد» التي نقلت عنه قوله «إن نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة أظهرت عمق حالة الانقسام التي تعانيها المملكة المتحدة». ووجه بلير سهام انتقاداته لحزبي المحافظين والعمال بسبب ما يدور من حديث حول مطالبة البعض بإجراء انتخابات عامة قبل البت في أزمة البريكست، وركز انتقاده بالأكثر على حزب المحافظين الحاكم بقوله: «إن حزب المحافظين سيكون مجنونا رسميا إذا دعا إلى إجراء انتخابات عامة قبل حل قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). وحذر بلير حزب المحافظين من أن إجراء انتخابات في تلك الحال ستضع الحزب الحاكم في موقف يشبه ذلك الذي اختبره عام 2017 وربما أسوأ، كما حث بلير حزب العمال على تحديد موقفه من أوروبا إذا كان يأمل في الفوز في انتخابات، قائلًا إن «كلا الحزبين ارتكبا الخطأ نفسه بالوقوف في موقف الحياد إزاء أوروبا».