1234796
1234796
المنوعات

مصر.. «الكعك» يجمع الأجيال على فرحة مبكرة لـ«عيد الفطر»

04 يونيو 2019
04 يونيو 2019

القاهرة، «الأناضول»: رغم أنّ محال بيع الحلوى في مصر تزخر بشتى أنواع الكعك الجاهز، إلا أن أسرة «عم صابر»، تصر على إعداده في منزلها، في عادة تتشبث بإحيائها سنويا.

وفي منزل العائلة بأحد أكبر الأحياء الشعبية شمال العاصمة القاهرة، تجلس 3 أجيال من الأحفاد والأمهات والجدات، حول مائدة تحضير الكعك.

وبجوار ذلك الحشد الصغير، تتكوم المكونات اللازمة لبدء العمل، والاستعداد المبكر لاستقبال عيد الفطر.

وعن تلك الأجواء، قالت إحدى المشاركات في تلك العادة السنوية في منزل عم «صابر»: إنها تتجمع وشقيقاتها وبناتهن في منزل إحداهن قُبيل عيد الفطر بأيام قليلة، لإعداد الكعك.

وأكدت، للأناضول، أنها حريصة على إحياء تلك العادة التي ورثتها عن والدتها وجدتها، مشيرة إلى أنها ستورثها لبناتها.

فرحة تسود المكان المفعم برائحة الخبيز والفرحة المطلة من الأعين، تتخلل كل ذلك لمسات فنية لتلك الأنامل الحريصة على إخراج الكعك في أحلى حلة.

فإعداد الكعك فن تتقنه وتحذقه عن شغف الأجيال المتعاقبة في ذلك المنزل وغيره من المنازل المصرية، فهو يخضع لنواميس خاصة تماما كما المقادير.

وعقب تجهيز المقادير اللازمة من دقيق وسمن ومحسنات طعام وسمسم، وخلطهم جميعا مع قليل من السكر والخميرة، يتركن العجين يتخمّر.

بعد ذلك، تأخذ كل مشاركة قطعة من العجين وتقطعها إلى دوائر صغيرة ثم تنقش الوجه من الأعلى بأشكال مختلفة عبر أداة تحمل النقش المناسب، وسط أجواء من فرحة الأجيال الثلاثة المجتمعة استعدادا لعيد الفطر وتوديع شهر رمضان.

وبانتهاء مرحلة نقش العجين، يتم تسويته على نار هادئة، قبل تجميعه في أوانٍ أكبر، استعدادا لتقديمه عقب صلاة عيد الفطر.

ويعد الكعك المكون الرئيسي، بالطبق الأول على مائدة إفطار الأسر المصرية في أول أيام عيد الفطر، بجانب كوب شاي أو حليب في الغالب.

ومع أن هذه العادة لا تزال راسخة بجل البيوت المصرية، إلا أن محال بيع الحلويات بمحافظات البلاد، تشهد بالسنوات الأخيرة، إقبالاً من العديد من الأسر المصرية، ممن يقصدونها لشراء الكعك ومختلف الحلوى جاهزة.

وهذا العام، يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الكعك في محال الحلويات، بين 90 إلى 160 جنيهًا (الدولار 17 جنيهًا)، وعادة ما يضاف له حشو بمكسرات شرقية شهيرة مثل عين الجمل واللوز المعروفين.

ووفق تقارير محلية، تعود صناعة «الكعك» إلى عصر الفراعنة، حيث وجدت طريقة وصور الكعك منقوشة على جدران المعابد الفرعونية، وكان رمزًا دينيًا لديهم حيث كان مختوما على الكعك، في ذلك العصر، رمز الإله «رع».

وفي عصر الدولة الطولونية، كان الكعك يُصنع في قوالب منقوشة كُتب عليها عبارة «كل واشكر»، بينما في العصر الفاطمي كان الخليفة يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد وكان يصنع في شهر رجب إلى العيد.