oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

العيد.. ذاكرة الطفولة وطموحات المستقبل

04 يونيو 2019
04 يونيو 2019

تحتفل السلطنة اليوم بأول أيام عيد الفطر المبارك، تلك المناسبة السعيدة التي تكلل أيام الصيام وتحمل الفرح والسرور بإتمام عبادة جليلة، حيث يستبشر المسلم ببهجة العيد ونورها وقد أكمل صيام الشهر الفضيل، وعاش ما فيه من الأجواء الروحانية الطيبة التي يتعلم منها المرء الكثير من أساليب تربية النفوس وتغذية الأرواح باتجاه الكسب الأكثر فائدة في الحياة بشكل عام.

لا شك أن الأعياد في قلوب كل منّا لها رنين خاص، وأيضًا تحمل الذكريات لاسيما في مراحل الطفولة والصبا، فالأطفال بوجه خاص يتذكرون بهجة تلك الأيام وصورتها الجميلة في الذات الإنسانية، وحيث تكون مرآة الطفولة عاكسة لكل تفاصيل الحياة التي تكبر مع المرء وتعشعش في ذهنه ليراها في بقية مراحل العمر.

تأتي الأعياد ويكون السؤال كحال قول الشاعر أبو الطيب المتنبي «عيد بأي حال عدت يا عيد؟»، وربما كان هذا السؤال فيه غاية التوصيف للحال في العديد من البلدان العربية والإسلامية حيث الكثير من الألم والأزمات في العديد من الدول، ما يفطر الفؤاد ويُلقي بالحزن، ويبقى الأمل في أن نرى المستقبل الأكثر إشراقًا بأن تنجلي سحب الخوف والتفرقة والظلام، باتجاه الإخاء والنور، وحيث يعيش المسلمون حياة تنعم بالوفاق والمحبة بين الجميع بدلًا من الشتات والعصبية والنزاعات.

تبدو بلدان المسلمين وهي غارقة في الدماء والدموع، وهنا يبرز مشهد الأطفال المرعوبين والخائفين الذين لا يجدون ما يجده أطفال آخرون من لهو الحياة والتسلية والمرح الذي ينتظره كل طفل ليبقى في الذاكرة يكبر معه.

الأمل والرجاء هنا في المنتظر في المستقبل والحياة المقبلة بأن تصل النزاعات والأزمات إلى حلول سلمية عمادها الحوار والنظر إلى المصالح الكبيرة ومستقبل الشعوب بدلًا من الاستمرار في أساليب الاستعداء بين أهل البلد الواحد.

وفي عماننا الحبيبة فلنا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على ما ننعم به من الأمن والاستقرار وهذا لم يتحقق إلا بجهد كبير وعمل دؤوب وإخاء صاغه الإنسان العُماني عبر العصور وهو يتحلى بالتسامح والمحبة.

وفي هذا العصر الزاهر والقيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - فقد تجلت الصور الأزهى للدولة الحديثة والعصرية التي تعيش السلم والأمن والسلام، وهي غايات لم تدرك إلا بالعمل الجماعي وتوحد القلوب والأهداف، في ظل السياسة والرؤية الثاقبة والمستقبلية لجلالة العاهل المفدى.

إننا مطالبون دومًا بالمضي في المحافظة على المتحقق من المنجزات والعمل على الإضافة الكمية والنوعية في تحقيق المزيد من المكتسبات عبر الإخلاص والعمل، وأن نرى من خلال المناسبات مثل الأعياد صورة لحياة أكثر إشراقًا يسودها التطور والنماء والمزيد من الرقي.

إن الطريق إلى المستقبل ليس إلا الرهان مع الذات على العمل والإيمان العميق بالأهداف المثلى ومن ثم الثقة بالله وبالقدرات والتطوير المستمر.

نسأل الله التوفيق، وحفظ الله عماننا الحبيبة تحت القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم، وكل عام والجميع بخير.