1234482
1234482
العرب والعالم

بومبيو قلق من رفض خطة السلام الأمريكية واعتبارها «غير قابلة للتطبيق»

03 يونيو 2019
03 يونيو 2019

كوشنر يشكك في قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم -

واشنطن - القدس المحتلة - (أ ف ب) - يشعر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالقلق من احتمال أن تقابَل خطة السلام للشرق الأوسط التي أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتشكيك وتعتبر «غير قابلة للتطبيق»، كما ذكرت وسائل إعلام أمريكية أمس الأول.

وتظهر تصريحات بومبيو التي أدلى بها في لقاء خاص مع «مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية» كانت صحيفة «واشنطن بوست» أول جهة تنقلها، أن داعمي الخطة الأمريكية أنفسهم يتوقعون أن ينظر إلى هذه الخطة لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بتشكيك عميق.

وستُكشف الجوانب الاقتصادية للخطة التي تهدف إلى تسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين في مؤتمر ينظم في المنامة في 25 و26 الجاري. من جهتها أعلنت الأمم المتحدة التي تلعب دوراً مهمًا في عملية السلام أنها لن تشارك في اجتماع البحرين.

ونقلت الصحيفة عن تسجيل لحديث بومبيو في هذا الاجتماع أنه قال «قد تقابل (الخطة) بالرفض. قد يقول البعض في نهاية المطاف - إنها لا تتضمن شيئًا جديداً خاصًا وهذا غير مناسب - و- إنها تتضمن أمرين جيدين وتسعة أمور سيئة لذلك لسنا معنيين بها-».

ولدى سؤاله عن التسجيل في مقابلة في سويسرا أمس مع «مجموعة سنكلير للبث»، لم ينفِ بومبيو صحته.

وأقر بأنه نظراً «للعلاقة المهمة» التي تربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل، «أتفهم السبب الذي قد يدفع أحدهم للشعور بالقلق من أن أي خطة تعرضها هذه الإدارة قد - من دون معرفة الحقائق الواردة في الخطة - تعتبرها أحادية الجانب بشكل جوهري».

لكنه شدد على أن ذلك «غير صحيح بكل بساطة. أعتقد أن هذه الخطة ستشمل ما قد يعجب الكثير من الناس».

وفي تصريحات له أمام «مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية»، اعترف بومبيو بتحيّز مسودة الاتفاق لإسرائيل لكنه أعرب عن أمله بأن يتم التعاطي معها بشكل منصف.

وقال بحسب «واشنطن بوست» «أتفهم السبب الذي يدفع الناس للاعتقاد بأنه اتفاق يمكن أن يحبه الإسرائيليون فقط». وتابع «اتفهم هذه النظرة لكن آمل أن يفسح الجميع المجال للإصغاء واستيعابها».

إلى ذلك ، رأى صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر في مقابلة أن الفلسطينيين غير مستعدين لإدارة شؤونهم بأنفسهم، وذلك قبيل الكشف المرتقب عن خطته للسلام.

وقال كوشنر لموقع «أكسيوس» الإخباري في مقابلة نشرت مقتطفات منها في وقت متأخر أمس الأول إنه غير مهتم بشأن عدم ثقة الفلسطينيين به لأنهم سيبنون قراراتهم على مسألة إن كانت الخطة ستحسن حياتهم.

ولدى سؤاله بشأن إن كان يعتقد أنه بإمكان الفلسطينيين إدارة شؤونهم بدون تدخل إسرائيل، رد بالقول «نأمل بأن يصبحوا مع الوقت قادرين على الحكم».

وأكد كوشنر أن الفلسطينيين «يحتاجون إلى نظام قضائي عادل ، حرية إعلام وحرية تعبير وتسامح مع جميع الأديان» قبل أن تصبح الأراضي الفلسطينية «قابلة للاستثمار فيها».

وذكر كوشنر أن على الفلسطينيين أن يتمتعوا بحق «تقرير مصيرهم بأنفسهم» دون أن يوضح إن كان ذلك يعني إقامة دولة مستقلة أو شكل أقل من أشكال الحكم الذاتي. وألمح في وقت سابق إلى أن الخطة لن تدعم إقامة دولة فلسطينية.

وفي مقابلة «أكسيوس»، قال كوشنر رداً على سؤال بشأن إن كان من الممكن للفلسطينيين أن يتوقعوا التحرر من أي تدخل حكومي أو عسكري إسرائيلي «أعتقد أن في ذلك رفعًا لسقف» التوقعات.

وقال «إذا لم تكن هناك البنية المناسبة لقيام حكومة وأمن مناسبين، وعندما يعيش الناس في خوف ورعب، فإن ذلك يؤذي الفلسطينيين».

ورفضت القيادة الفلسطينية مسبقًا خطة السلام المرتقبة، مشيرة إلى أن تصرفات ترامب تعكس انحيازه بشكل صارخ لصالح إسرائيل.

وتشمل هذه التصرفات إعلان القدس المتنازع عليها عاصمة لإسرائيل ومنع مساعدات بقيمة مئات ملايين الدولارات عن الفلسطينيين وإغلاق سفارة الفلسطينيين بحكم الأمر الواقع في واشنطن. وقال كوشنر للموقع نفسه «لست هنا لأحظى بالثقة»، مضيفًا أنه يفرّق بين الفلسطينيين وقادتهم.

وأوضح أنه يعتقد أن الشعب الفلسطيني سيراجع «الوقائع ومن ثم يحدد: هل يعتقدون أن ذلك سيضعهم على مسار الحصول على حياة أفضل أم لا؟».

وسُجّلت المقابلة قبيل زيارة كوشنر إلى القدس الأسبوع الماضي، في جولة شملت كذلك المغرب والأردن.

وتأجّلت خطة السلام في السابق نظراً للانتخابات التشريعية في إسرائيل التي جرت في التاسع من أبريل. وقد يتأجل الكشف عنها مرة جديدة الآن جرّاء الأوضاع السياسية في إسرائيل.

وستجري انتخابات ثانية في إسرائيل في 17 سبتمبر بعدما فشل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في تشكيل حكومة ائتلافية. ويعتبر الكثير من المحللين أن خطة كهذه تحمل حساسية كبيرة تمنع الكشف عنها خلال الحملات الانتخابية.