العرب والعالم

إسرائيل تستعجل ترسيم حدودها مع لبنان

03 يونيو 2019
03 يونيو 2019

بيروت - عمان - حسين عبدالله -

المفاوضات والاتصالات المتعلقة بعملية ترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل وصلت الى نقطة حساسة خصوصاً بعدما أبلغ مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد الجانب اللبناني موافقة تل ابيب على إمكانية تزامن الترسيم بين الحدود البرية والبحرية. ويوحي السلوك الإسرائيلي والأمريكي في المفاوضات بأن تل أبيب باتت مستعجلة، ولم تعد قادرة على تمرير الوقت كما كانت تفعل في السابق، وذلك يعود لأسباب عديدة، منها الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها نتيجة عدم قدرتها على جذب شركات نفطية للاستثمار في البلوكات الحدودية، كما أن أسعار التأمين التي تدفعها للشركات ارتفعت بشكل كبير نتيجة التوترات الإعلامية في المنطقة. وأن ثبات الموقف ورفضه للكثير من الحلول مثل تأسيس شركة مشتركة بين لبنان وإسرائيل، جعل تل أبيب في مواجهة «تفاوضية» مباشرة مع الشركات الأوروبية وخصوصا الفرنسية والروسية التي لُزمت الحقول اللبنانية، وتالياً فإنها وجدت نفسها غير قادرة على المماطلة لأسباب اقتصادية.ولكن مصادر مطلعة قالت إن هناك تخوفاً حقيقياً بأن تقوم إسرائيل بالتفاوض لمجرد التفاوض، وبهدف طمأنة الشركات التي ترغب بالتنقيب داخل حدودها، عندها تستمر المفاوضات إلى أجل غير مسمى من دون الوصول إلى حلّ، في المقابل تكون تل أبيب تستفيد من عمليات التنقيب من البلوكات الحدودية في حين أن لبنان لن يستطيع التنقيب بهذه السرعة في ذات البلوكات.ورأت المصادر أن الشرط الأساسي الذي سيطلبه لبنان في حال بدء المفاوضات هو عدم بدء أي طرف بالتنقيب قبل انتهاء التفاوض والوصول إلى حلّ.ولفتت المصادر إلى أن مبدأ المبادلة والمقايضة بين البرّ والبحر لم يسقط بعكس كل ما يشاع، فالتحفظ اللبناني عليه كان سابقاً لبدء التفاوض المباشر، لكن يبدو أن تل أبيب مصرة على الحصول على بعض النقاط البرّية الحساسة، وهي مستعدة لتقديم تنازلات أساسية في المفاوضات البحرية. من جهتها قالت صحيفة معاريف، إن «إسرائيل تحيي في هذه الأيام الذكرى الثانية والخمسين لحرب يونيو 1967 التي حققت فيها انتصارا ساحقا على عدد من الجيوش العربية، ولا يبدو أنها قادرة على إعادة ذلك الانتصار من جديد في ظل الظروف الحالية». وقالت الصحيفة إن «الإشكالية الجديدة التي تواجه الجيش الإسرائيلي في ذهابه لخوض حروب جديدة، حالة الخوف من فقدان الجنود في ساحة المعركة. المسألة لا تتعلق برفض مقتل الجنود، أو خطفهم، وهم في مهمة الدفاع عن الجبهة الداخلية، وإنما النظر إلى ذلك باعتباره كارثة، محظور أن تحصل، وهذا يتم التعبير عنه بعدة طرق».