العرب والعالم

احتجاجات ضد مسؤولين مسلمين بسريلانكا

03 يونيو 2019
03 يونيو 2019

على خلفية اعتداءات يوم الفصح -

كولومبو - (أ ف ب): اندلعت تظاهرات شارك فيها الآلاف في مدينة كاندي في وسط سريلانكا أمس بعدما طالب رهبان بوذيون بإقالة ثلاثة مسؤولين مسلمين كبار على خلفية الاعتداءات الانتحارية التي أوقعت 258 قتيلا يوم عيد الفصح.

وكاندي مقصد ديني مهم بالنسبة للبوذيين في سريلانكا.

وذكر مكتب الرئيس مايثريبالا سيريسينا في بيان أنّ اثنين من السياسيين المسلمين قدما استقالتهما من منصبيهما كحاكمين للأقاليم في المدينة التي تبعد 115 كلم شرق كولومبو.

وأكد البيان الرئاسي أنّ حكام الإقليمين الشرقي والغربي، اللذين عينهما سيريسينا، قدما استقالتهما وتم قبولها. ولم تقدم الرئاسة السريلانكية مزيدا من التفاصيل.

وفي معبد السنّ المقدس لدى البوذيين لاعتقادهم بوجود أحد أسنان بوذا بداخله، أنهى الراهب البارز اثورالي راتانا إضرابا عن الطعام سمّاه «الموت السريع» بعد قبول الاستقالات.

وتم نقل راتانا في سيارة إسعاف إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.

كما حضر المعبد الراهب جالاجوداتي غنانا سارا الذي تم الإفراج عنه الشهر الفائت بعفو رئاسي بعد اتهامه بالتحريض على ارتكاب جرائم كراهية ضد المسلمين.

وكان راتانا، وهو نائب في البرلمان أيضا، يطالب بإطاحة حكام الأقاليم ووزير التجارة رشاد بديع الدين.

وقالت مصادر سياسية إنّه من المتوقع أن يستقيل كافة الوزراء المسلمين من حكومة الجزيرة ذات الغالبية البوذية احتجاجا إذا أجبر بديع الدين على الاستقالة أو تمت إقالته.

وأفاد وزير مسلم وكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه أنّ «كل الوزراء المسلمين قد يستقيلون تضامنا إذ تم إخراج رشاد» من الحكومة. ويتهم البوذيون المسؤولين المسلمين الثلاثة بدعم المتطرفين المسؤولين عن اعتداءات 21 أبريل الماضي التي هزّت سريلانكا. وتعرضت ثلاث كنائس في كولومبو وخارجها وثلاثة فنادق فاخرة لهجمات منسقة نسبتها السلطات لمتطرفين محليين وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عنها، في اعتداء غير مسبوق أسفر عن مقتل 258 شخصا بينهم 58 أجنبيا.

وتوجه رئيس الكنيسة الكاثوليكية في كولومبو الكاردينال مالكولم رانجيث إلى كاندي أمس للإعراب عن دعمه لراتانا.

وأبلغ رانجيث الصحفيين في كاندي «ندعم حملة الراهب (راتانا) لأن العدالة لم تتحقق حتى الآن». وانتقد المتحدث باسم الحكومة ووزير المالية مانغالا ساماراويرا الكاردينال رانجيث لدعمه «الطائفية».

وكتب ساماراويرا على تويتر «الكاردينال مالكولم رانجيث يذكي نيران الكراهية والطائفيين عبر زيارة الراهب الصائم راتانا. أحيط الفاتيكان علما بذلك».

وأعلنت الحكومة توقيف 100 شخص مرتبطين بـ «جماعة التوحيد الوطنية» منذ التفجيرات.

كما حظرت السلطات هذه الجماعة بالإضافة إلى مجموعة أخرى منشقة عنها هي «جماعة ملة إبراهيم».

وفي أعقاب التفجيرات، اندلعت أعمال شغب ضد المسلمين في عدة بلدات شمال العاصمة أودت برجل مسلم فيما تم تخريب مساجد ومئات المنازل والمتاجر المملوكة للمسلمين.

وقال ضابط شرطة في كولومبو لفرانس برس «هناك توتر في المنطقة بسبب التظاهرات لكن عناصر الشرطة في حالة تأهب قصوى».

وفرضت السلطات حال الطوارئ منذ اعتداءات عيد الفصح وتم نشر قوات الجيش والشرطة لاعتقال المشتبه بضلوعهم في الهجمات الدامية.

ويشكل المسيحيون ما نسبته 7,6% من السكان البالغ عددهم 21 مليون نسمة، والمسلمون 10 بالمائة في الدولة التي تدين غالبيتها بالبوذية.

وفي مارس 2018، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين في أحداث شغب ضد المسلمين استمرت أسبوعا.