1234349
1234349
الاقتصادية

مع اقتراب عيد الفطر السعيد - «الزراعة» تدعو إلى أخذ الحيطة والحذر عند شراء الماشية والتأكد من خلوها من الأمراض

03 يونيو 2019
03 يونيو 2019

جهـــود واهتمــام كبيــران للســـيطرة عـــلى الأمـــراض الحيــــوانيـة -

مع اقتراب عيد الفطر المبارك دعت وزارة الزراعة والثروة السمكية جميع المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر عند شراء الماشية والتأكد من خلوها من الأمراض وذبح المواشي بمسالخ البلدية الذي من شأنه الحفاظ على الصحة العامة.

نبهت الوزارة إلى العديد من الإجراءات الاحترازية التي يجب الانتباه لها قبل وأثناء وبعد الذبح حيث يجب التأكد من الصحة العامة للماشية والتأكد من خلوها من الطفيليات الخارجية بما فيها حشرة القراد، مع العلم بأن هناك بعض الأمراض لا تظهر أي أعراض مرضية على الماشية كما أن وجود حشرة القراد لا يعني بالضرورة وجود المرض وأثناء الذبح يجب أن يكون القائم بعملية الذبح بصحة جيدة وخالٍ من أي إصابات أو جروح مع ضرورة لبس الملابس الوقائية، وبعد الذبح ينصح بترك اللحم مبردًا لمدة ساعتين قبل مباشرة عملية التقطيع حيث إن هذه العملية تساعد على القضاء على الكثير من المسببات المرضية بسبب عملية ما يسمى بالتيبس الرمي، وكذلك بعد الانتهاء من عملية الذبح ينصح بالتخلص من مخلفات الذبح بطريقة صحية سليمة وعدم رميها في الأماكن المكشوفة حتى لا تكون سببًا لنقل العدوى.

كما توجد أيضا العديد من الأمراض الفيروسية والبكتيرية والطفيلية التي تؤثر على الثروة الحيوانية مسببةً خسائر اقتصادية فادحة لا سيما الأمراض المشتركة منها والتي تشكل العقبة الأساسية في قيام المشروعات وتنمية الثروة الحيوانية إضافة إلى تأثيرها على الصحة العامة، وتشكل تجارة المواشي الحية وهجرات الطيور السنوية وتنقل المواشي البرية تهديدًا لظهور العديد من الأمراض العابرة للحدود والتي تعد السلطنة خالية منها مثل إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير ومرض حمى الوادي المتصدع.

بحوث ومسوحات

قام المختصون في مركز بحوث الصحة الحيوانية التابع للمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية بتنفيذ بحوث ومسوحات عدة كان من أهمها مشروع رصد ورسم الخارطة الوبائية للأمراض الحيوانية والمشتركة بمراحله الثلاث (2008-2017) وكذلك مشروع السيطرة على الأمراض الحيوانية والمشتركة (2018-2019) والتي تهدف إلى بيان التوزيع الجغرافي لمختلف الأمراض الحيوانية التي تهدد الصحة العامة وصحة المواشي بالسلطنة وإظهار مدى وبائيتها وانتشارها ووضع استراتيجية معتمدة في السيطرة عليها ومكافحتها بما فيها الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، وقد تم تشخيص العديد من الأمراض الوبائية الحيوانية والمشتركة بالسلطنة ومن أهمها مرض حمى القرم (الكونغو) النزفية ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومرض السعار ومرض الحويصلات المائية ومرض البروسيلا ومرض التكسوبلازما والسالمونيلا، بالإضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى التي تتنوع حسب بيئة ونوع وسلالة المواشي.

الأمراض المشتركة

تعرف الأمراض المشتركة على أنها مجموعة من الأمراض التي تصيب المواشي ويمكن أن تنتقل منه إلى الإنسان بطرق انتقال مختلفة ويمكن أيضا أن تنتقل من الإنسان إلى المواشي بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو العين أو الجلد أو بواسطة لسع القراد والبعوض والبراغيث والقمل وغيرها.

وهناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها للوقاية من الأمراض المشتركة من أهمها الكشف المبكر عن مصدر العدوى وإعطاء العلاج المناسب، وتطبيق إجراءات الحجر الصحي البيطري، وكذلك تنفيذ برامج المكافحة باستخدام التحصينات الوقائية أو الوسائل العلاجية، بالإضافة إلى مكافحة نواقل الأمراض كالحشرات والقوارض في المنازل وحظائر تربية المواشي والدواجن، كما يجب تطبيق الشروط الصحية البيطرية في عمليات تصنيع المنتجات والمشتقات الحيوانية، وعدم تداول المنتجات والمشتقات الحيوانية الطازجة أو المصنّعة إلا من مصادر موثوقة تضمن سلامتها ومن الضرورة العناية بنظافة الحيوانات المنزلية وخاصة الكلاب والقطط وإعطائها اللقاحات الوقائية الدورية والإشراف الطبي البيطري المستمر.

هناك حالات كثيرة من الأمراض المشتركة تنتقل أثناء الذبح كما هو الحال في مرض حمى القرم النزفية، عليه ومن أجل السلامة والوقاية من خطر الإصابة يجب الذبح في المسالخ، وفي حال تعذر ذلك يجب اتباع وسائل السلامة والوقاية اللازمة مثل ارتداء الملابس الواقية والقفازات.

ويعتبر مرض حمى القرم - الكونغو - النزفية من الأمراض الفيروسية القاتلة للبشر والمنقولة عن طريق القراد، ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بالمرض في البشر حوالي (40%)، وتصاب المواشي المختلفة (الأغنام، الماعز، الأبقار، الإبل) بالعدوى عن طريق لدغة القراد الحاملة للمرض، ويبقى الفيروس في مجرى دم الحيوان لمدة أسبوع تقريبا دون ظهور أي أعراض مرضية، وتلعب المواشي المصابة باستمرار دورا رئيسيا في دورة انتقال العدوى من القراد إلى المواشي ثم منها إلى القراد ثانية، يتوطن المرض في دول عدة من إفريقيا، آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

وقد أكدت الدراسات والمسوحات المصلية التي أجراها المختصون بمركز بحوث الصحة الحيوانية خلال الأعوام من 2013 إلى 2018 إلى وجود المستضد والأجسام المضادة لفيروس حمى القرم النزفية.

تجدر الإشارة إلى أن الثروة الحيوانية تقوم بدور مهم في الاقتصاد العالمي من خلال إنتاج اللحوم والألبان ومشتقاتها، وتوفير عائد نقدي للمربين، ويتأثر الإنتاج الحيواني بقائمة عريضة وواسعة من الأمراض الوبائية التي قد تسبب خسائر للاقتصاد الوطني سواءً بطريقة مباشرة من خلال النفوق أو غير المباشر بسبب الأمراض عن طريق تقليل العائد الإنتاجي للحليب واللحوم والبيض وغيرها.

وتولي السلطنة ممثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية اهتمامًا كبيرًا للسيطرة على الأمراض الحيوانية والمشتركة نظرًا لما تسببه من خسائر اقتصادية كبيرة وتأثيرها على الصحة العامة حيث تؤثر هذه الأمراض على صحة الإنسان مسببة له أمراض التسمم الغذائي والنزلات المعوية وغيرها من التأثيرات، وفي بعض الأحيان قد تكون لها تأثيرات خطيرة جدا إذا لم تعالج في الوقت المناسب، ويرجع السبب في ذلك إلى تضاعف حركة نقل الحيوانات بين الدول وتغير أساليب الرعي وتربية الحيوانات مما أدى إلى تغير بيئة الحيوان وقربه من المجمعات السكنية.