1233964
1233964
العرب والعالم

ترامب يحثّ بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي «بلا اتفاق»

02 يونيو 2019
02 يونيو 2019

القبض على عشرات المهاجرين حاولوا عبور القنال الإنجليزي -

لندن - (أ ف ب - د ب أ): حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة صحيفة بريطانية نشرت أمس عشية زيارته لندن، المملكة المتحدة على الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق وعلى رفض دفع 39 مليار جنيه استرليني (50 مليار دولار) متفق عليها كفاتورة الطلاق بين الطرفين.

وتأتي تصريحات ترامب لصحيفة «صنداي تايمز» بعد يومين من تأكيده لـصحيفة «ذي صن» الشعبية أنّ وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون سيكون رئيسًا «ممتازًا» لحكومة بريطانيا خلفًا لتيريزا ماي التي ستستقيل رسميًا من منصبها في السابع من يونيو الجاري على خلفية فشلها في تمرير اتفاق بريكست في البرلمان.

ويؤدي ترامب زيارة دولة إلى المملكة المتحدة بين الثالث والخامس من يونيو. ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس الأمريكي الملكة إليزابيث الثانية ويجري مباحثات مع تيريزا ماي.

وفي مقابلته مع «صنداي تايمز»، حثّ ترامب الحكومة البريطانية على إتباع نهجه التفاوضي في مسألة بريكست.

وقال «إذا كانوا لا يحصلون على ما يريدون.. كنت لانسحب... إذا لم تحصلوا على الاتفاق الذي تريدونه، إذا لم تحصلوا على اتفاق عادل، إذا انسحبوا».

وبخصوص فاتورة الطلاق، صرح ترامب للصحيفة «لو كنت مكانهم، ما كنت لأدفع خمسين مليار دولار. هذا موقفي. لم أكن لأدفع، هذا مبلغ هائل».

ووافقت ماي على دفع هذا المبلغ الضخم لتسوية التزامات بلادها في عضوية التكتل التي بدأت قبل أكثر من أربعة عقود.

وقال ترامب، الذي يعتز بتأثيره الهدّام على السياسة في بلاده وخارجها، إنّ السياسي الشعبوي المناهض للاتحاد الأوروبي نايجل فاراج يجب أن يشارك في مفاوضات بلاده للخروج من التكتل الأوروبي.

ورأى الرئيس الأمريكي أن فاراج «شخص ذكي للغاية» ويمكنه «تقديم الكثير»، لكّنه أقرّ أنّ السلطات البريطانية «لن تستعين به».

وصوّت غالبية البريطانيين في استفتاء العام 2016 لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي.

لكن رفض البرلمان البريطاني المتكرر المصادقة على الاتفاق الذي توصلت إليه ماي والاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2018، أدى لتأجيل خروج بريطانيا من التكتل من الموعد المبدئي في 29 مارس إلى 12 ابريل ثم إلى 31 اكتوبر 2019.

ولا يزال حزب المحافظين الحاكم بقيادة ماي ممزق منقسم حيال أي بريكست يريد، خروج كامل من الاتحاد الأوروبي أم خروج مع علاقات وثيقة ما سيعني ضرورة الموافقة على قواعد الاتحاد الأوروبي بخصوص التجارة والهجرة.

وتأمل بريطانيا أن تعزز زيارة ترامب طموحها في التوصل لاتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة إذا تضمن الخروج من الاتحاد الأوروبي قدرة لندن على عقد اتفاقات تجارة حرة منفردة.

لكن بعض المحافظين وكذلك حزب العمال يخشون الاندفاع نحو الموافقة على اتفاق غير متوازن مع الولايات المتحدة الأكبر بكثير، خصوصا مع تبني ترامب سياسة «أميركا أولا» خلال مفاوضاته لاتفاق تجارة حرة مع كندا والمكسيك واليابان والصين.وقال السفير الأمريكي في بريطانيا وودي جونسون في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنّ واشنطن تعد بالفعل لإبرام اتفاق تجارة حرة ك «بنفس السرعة التي ابرمنا بها أي اتفاق» السابق.

وأوضح انه يتوقع أن تكون بريطانيا منفتحة على المنتجات الزراعية الأمريكية، وردا على سؤال حول دخول الشركات الأمريكية للنظام الصحي البريطاني الحكومي قال إنّ «كل الأمور المتعلقة ستطرح عل الطاولة».

وفور الإعلان عن زيارة ترامب للندن، سارع الناشطون المعادون لسياسة الرئيس الأميركي إلى الدعوة لتظاهراتٍ مناهضة له في العاصمة البريطانيّة.

وقال رئيس بلدية لندن صديق خان في مقال في صحيفة «اوبزرفر» الأحد إنّ الرئيس الأمريكي هو «أحد النماذج الفاضحة» لتهديد عالمي متزايد من اليمين المتطرف.

وذكر خان أن «سلوك (ترامب) المثير للانقسام يتعارض مع المبادئ التي أسست الولايات المتحدة عليها .. المساواة والحرية والحرية الدينية».

وتابع أن ترامب والسياسيين من أمثال فاراج ورئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان «يستخدمون التشبيهات نفسها المثيرة للانقسام للفاشيين في القرن العشرين لحشد الدعم، لكنهم (الآن) يستخدمون أساليب شريرة جديدة لإيصال رسالتهم».

على صعيد آخر ألقت السلطات البريطانية القبض على أكثر من 70 شخصا حاولوا عبور القنال الإنجليزي في 8 قوارب صغيرة، الأمر الذي اعتبره وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد بأنه حوادث تثير «القلق العميق».

وقال جاويد في بيان «إن عدد المهاجرين الذين يعبرون القنال بعد منتصف الليل يثير قلقا عميقا وأنا أتلقى تحديثا دوريا بشأن الوضع».

وأضاف «أولئك الذين يختارون الإقدام على هذه الرحلة الخطيرة عبر أحد أكثر ممرات النقل البحري ازدحامًا في العالم يعرضون حياتهم لخطر شديد - وسأواصل بذل كل ما بوسعي لإيقافهم».

وذكرت وكالة «برس أسوسيشن» البريطانية أن قوات حرس الحدود اعترضت ثمانية قوارب كان على متنهم 74 شخصًا، بينهم أطفال، قبالة الساحل البريطاني.

وأضافت الوكالة أن من بين القوارب الثمانية، وصل قارب واحد فقط إلى الشاطئ، ببلدة وينتشيلسي، على الساحل الجنوبي الشرقي لإنجلترا، فيما أوقفت السلطات الفرنسية قاربين آخرين، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وقال جاويد «لقد اتفقت مع نظيري الفرنسي على خطة عمل مشتركة وتم زيادة نشاط مركز التنسيق والمعلومات المشترك في كاليه».