1233224
1233224
العرب والعالم

واشنطن تحذر بكين من تهديد سيادة جاراتها الآسيويات في «نقاط التوتر المحتلمة»

01 يونيو 2019
01 يونيو 2019

رغم تعاونهما لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية -

بكين - سنغافورة - (العمانية - أ ف ب): حذّرت الولايات المتحدة الصين أمس من تهديد سيادة جيرانها معلنةً عن استثمارات في مجال التكنولوجيا العسكرية للدفاع عن حلفائها الآسيويين.

وتخوض واشنطن وبكين صراعًا على النفوذ في المنطقة التي تضم عدة نقاط توتر محتملة مثل بحر الصين الجنوبي وشبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان.

وتطغى العلاقات بين البلدين على النقاشات في منتدى «حوار شانغريلا» المنعقد في سنغافورة والذي يجمع وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين من مختلف أنحاء العالم.

وبينما يركّز المنتدى على الأمن، إلا أنه يجري على وقع التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة والمنافسة في مجال التكنولوجيا الفائقة.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان في سنغافورة «الصين يُمكنها ويجب عليها أن تُقيم علاقات تعاون مع بقيّة (دول) المنطقة».

وأضاف خلال منتدى «حوار شانغريلا»، «لكنّ السلوك الذي يُقوّض سيادة الدول الأخرى ويزرع عدم الثقة بنوايا الصين، يجب أن يتوقّف».

وأكّد أنه «لريثما تفعل لك، نقف ضد رؤية قاصرة وضيّقة الأفق للمستقبل وندافع عن نظام حر ومنفتح استفدنا جميعنا منه، بما في ذلك الصين».

وتأخذ الولايات المتحدة بشكل خاص على الصين عسكرتها لعدة جزر صغيرة في بحر الصين الجنوبي حيث تصر على أحقيتها بالمنطقة كاملة وترفض مطالبات تايوان وسلطنة بروناي وماليزيا والفلبين وفيتنام الجزئية بها.

وكثيرا ما يثير مرور بارجات حربية تابعة للولايات المتحدة وغيرها عبر مضيق تايوان حفيظة بكين التي تعتبر الممر المائي جزءا من مياهها الإقليمية.

ودخلت بارجة حربية فرنسية المضيق في أبريل، ما استدعى تحذيرا من البحرية الصينية.

وأمس قالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إن قوات بلادها لن تُجبر على الخروج من المنطقة.

وقالت خلال المنتدى «سنواصل الإبحار أكثر من مرتين في السنة في بحر الصين الجنوبي. ستكون هناك اعتراضات ومناورات مريبة في البحر. لكن لن يتم ترهيبنا للقبول بفرض أي أمر واقع».

وللمرة الأولى منذ 2011، أوفدت الصين إلى سنغافورة وزير الدفاع الجنرال وي فنغ الذي سيلقي خطابًا اليوم للرد على تصريحات شاناهان.

ووضع النزاع الصيني-الأمريكي الكثير من الدول الآسيوية في موقف حرج إذ تتمتع بعلاقات عسكرية وثيقة مع واشنطن لكنها تحافظ على علاقات تجارية قوية مع بكين.

وقال وزير الدفاع الماليزي محمد سابو خلال المؤتمر أمس إن «العلاقة التي تخيّم عليها الضبابية بين الولايات المتحدة والصين ستبقى عاملاً واضحًا يرسم شكل الاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخصوصا بالنسبة لدول جنوب شرق آسيا».

وأضاف «إذا حصل أي شيء في بحر الصين الجنوبي، فسيعاني العالم كذلك. علينا زيادة دبلوماسيتنا الدفاعية. نحب أمريكا ونحب الصين كذلك».

من جهته، أكد شاناهان أن الولايات المتحدة تستثمر بشكل كبير في تكنولوجيا عسكرية جديدة لمواجهة التهديدات والمحافظة على تفوقها وقدرتها على الدفاع عن حلفائها الآسيويين.

وقال إن كوريا الشمالية «لا تزال تشكل تهديدا استثنائيًا يتطلب تيقظًا دائمًا» مشددا على أن واشنطن لن تتخلى عن التزاماتها الدفاعية حيال تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.

وشدد على أن منطقة المحيط الهادئ-الهندي «هي مسرح عملياتنا الذي يحظى بأولوية، وسنستثمر في المنطقة»، موضحًا أن الاستثمارات العسكرية ستزداد بشكل كبير في السنوات الخمس المقبلة.

وقال «نريد التأكد من عدم تمكن أي خصم من الاعتقاد أن بإمكانه بلوغ أهداف سياسية عبر قوة السلاح».

وأمس رحّب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة التابعة للجنة العسكرية المركزية الصينية شاو يوانمينغ بجهود الولايات المتحدة في المحافظة على استقرار العلاقات العسكرية لكنه ندد بتصريحات شاناهان «المغلوطة» بشأن بحر الصين الجنوبي وتايوان.

وقال «منذ البداية، تعد تايوان جزءاً لا يتجزأ من الصين».

في المقابل اتفقت الصين والولايات المتحدة الأمريكية على التعاون المشترك لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وحماية السلام والاستقرار في المنطقة.

جاء ذلك خلال محادثات أجراها عضو مجلس الدولة وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان في سنغافورة على هامش حوار «شانغريلا» الـ18 (قمة أمن آسيا) المقرر انعقاده على مدار يومين. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان في تصريح أمس إن الاجتماع هو الأول لوزير الدفاع الصيني مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، وإن المناخ كان «إيجابيا وبناء»، مشيرا إلى أن الجانبين ناقشا العلاقات العسكرية الصينية - الأمريكية وقضية شبه الجزيرة الكورية والشؤون الأخرى ذات الاهتمام المشترك «بأسلوب صريح وودي» وتوصلا إلى بعض التوافقات.

وأضاف تشيان أن «الجانبين اتفقا على أنه من المهم جدا الحفاظ على علاقات عسكرية صينية أمريكية مستقرة».

وقال إنه فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بتايوان، أشار وزير الدفاع الصيني إلى أن الولايات المتحدة اتخذت سلسلة من الإجراءات السلبية، وهو ما يرفضه الجانب الصيني بقوة، قائلا «بشأن حماية السيادة الوطنية وسلامة الأراضي، يتعين ألا يقلل الجانب الأمريكي من عزيمة الجيش الصيني وتصميمه وقدراته».