صحافة

الإيطالية: أحزاب البيئة في الطليعة

01 يونيو 2019
01 يونيو 2019

تناولت يومية لاستامبا الإيطالية موضوع النجاح الملحوظ لأحزاب الخضر في الانتخابات الأوروبية، وحلول مجموعتهم في المرتبة الرابعة داخل البرلمان الأوروبي وحصول هذه المجموعة على تسعة وستين مقعدًا أي بإضافة سبعة عشر نائبا جديدا.

تتناول اليومية الإيطالية بإسهاب الأرقام الإحصائية التي تشير إلى أن معظم الذين اقترعوا لمصلحة حزب الخضر هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والثلاثين. إحصاءات أخرى تشير إلى أنَّ ثلث الشباب الأوروبي اقترع لأحزاب الخضر المدافعة عن البيئة.

الجريدة الإيطالية تفسّر هذا النجاح وتعتبره نتيجة لوعي الشباب وتخوفهم من التغيُّر المناخي. الملفت أن كل استطلاعات الرأي قبل وأثناء وبعد الحملات الانتخابية لم تتطرق إلى اهتمام الأجيال الصاعدة بالشؤون المناخية والتغيرات المناخية وخطورتها ولم تتناول تخصيص أحزاب البيئة بالثقة الانتخابية الشبابية بخاصة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأيرلندا.

من ناحية أخرى، تجدر الإشارة والتنويه بأنَّ كل أحزاب البيئة تدعم الوحدة الأوروبية وميَّالة إلى اليسار السياسي. هي أحزاب لم تشارك الحكومات بقراراتها ولا هي التي تسببت بالأزمات المالية بخاصة تلك التي حصلت في العام ألفين وثمانية، وليست هي الأحزاب التي عالجت مشاكل اللجوء وليست مسؤولة عنها سياسيا.

لقد بدت أحزاب البيئة وكأنها المنبر الاعتراضي الأمثل على كل السياسات المتَّبعة. هي أحزاب غير عنصرية، معارضة للأحزاب الأوروبية التقليدية كما أنها تعارض بشدة كل الأحزاب الشعبوية اليمينية المتطرفة. من جهتها وفي السياق ذاته شكرت يومية لا ريبوبليكا الإيطالية الشباب الأوروبي الذي انقذ أوروبا من التطرف. لقد ظنَّت الأحزاب المتطرفة أنها ستنجح بجذب الشباب إلى برامجها ففشلت في كل أنحاء أوروبا باستثناء فرنسا وإيطاليا. لقد أظهرت نتائج الانتخابات أنَّ نسبة المقترعين قد زادت، نسبة إلى الدورات الماضية. إن التشكيك بالمستقبل الوحدوي الأوروبي، قد سقط في صناديق الاقتراع، والأغلبية الشعبية الأوروبية، بخاصة الشبابية، هي مع أوروبا الموحدة ومع الاتحاد الأوروبي في إطار ديمقراطية ليبيرالية قادرة على حماية الحقوق السياسية والاجتماعية لمواطنيها. لقد أثبتت النتائج أن الشباب كانوا في طليعة المقترعين. إذًا، نتائج اقتراع الشباب الأوروبي تُظهر بكل وضوح أن أوروبا الموحدة باتت تعتمد على الشباب، وأنَّ الشباب انقذوا الوحدة الأوروبية بتصويت أكثريتهم لمصلحة الأحزاب غير المتطرفة.