1231787
1231787
الاقتصادية

بخاء.. ثراء بالموارد السياحية في انتظار المستثمرين

01 يونيو 2019
01 يونيو 2019

بموقعها المتميز على الخليج العربي تستقبل ولاية بخاء الواقعة إلى الجنوب من مركز محافظة مسندم في ولاية خصب، زائريها عبر منفذ الدارة الحدودي، حيث تمتد بشكل هلالي طولي إلى الغرب من شبه جزيرة مسندم على مياه الخليج العربي.

تقع جنوب ولاية خصب وتضم العديد من المناطق والقرى ويغلب عليها ارتفاع درجات الحرارة صيفا والدفء مع تساقط الأمطار في فصل الشتاء، مما يؤدي إلى جريان الأودية فيها واعتدال الجو الذي يسهم في ازدياد حركة السياحة والتنزه في الشتاء بوجه خاص.

طبيعة خلابة

تتميز ولاية بخا كغيرها من ولايات محافظة مسندم بنوع خاص من السياحة لا يتطلب الكثير من الاستثمارات كون المقومات الطبيعية والبيئية هي المحرك الأول للنشاط السياحي.

وبالتالي فإن الموارد السياحية متوفرة ولا تحتاج إلا لبعض المشاريع المتميزة لإدارتها وذلك من أجل توفير كافة الخدمات التي يحتاج إليها السائح.

ومن أهم هذه المقومات الطبيعية في المنطقة هي الشواطئ الرملية النظيفة والتي باتت المحرك الأول للنشاط السياحي في المنطقة خاصة في فترات الإجازات، حيث استغلت هذه الشواطئ في إقامة الحدائق التي تضم مجموعة من المظلات والألعاب، إضافة إلى إمدادات المياه ودورات المياه، حيث تشهد شواطئ الولاية إقبالا كبيرا من قبل الأفراد والعائلات على التخييم أو التنزه بها وإقامة حفلات الشواء، إضافة إلى السباحة خاصة مع تتميز به من شواطئ رملية ضحلة مناسبة لجميع الأعمار لممارسة هواية السباحة والاستمتاع بالمياه الصافية.

هذا بالإضافة إلى القلاع والحصون التي رممت لتصبح مزارا تاريخيا، خاصة مع الموقع المتميز لها سواء تلك المطلة على البحر أو تلك التي تقع على سفح هضبة تشرف على الولاية مما أسهم في زيادة الإقبال السياحي عليه، حيث يتمكن السائح من مشاهدة كافة المفردات الطبيعية والمقومات السياحية من هذه المنطقة.

كما تتميز ولاية بخاء بوجود مجموعة من التلال الرملية التي يتسلقها الكبار والصغار كما تستخدم كوجهة للرحلات العائلية.

معلم حضاري

من المعالم ذات الإطلالة المتميزة في الولاية، جامع السلطان قابوس بولاية بخاء، الذي يعد من المعالم الحضارية والفريدة المطلة على مياه الخليج العربي، ليكون منارة يهتدي به أهل البر والبحر بأنواره المتلألئة ليلا والتي تنعكس على صفحات المياه.

يقف جامع السلطان قابوس بولاية بخاء شامخا، إذ يضم العديد من المرافق بالإضافة إلى أعمال التشجير والمسطحات الخضراء والأعمال الخارجية ومواقف السيارات وحديقة صغيرة للأطفال.

ويتكون الجامع من قاعة الصلاة الرئيسية والتي تتسع لـ 1088 مصليا وغرفة لأئمة وخطباء الجامع، بالإضافة إلى مصلى النساء والذي يتسع إلى 120 مصلية.

كما يحتوي الجامع على مكتبة وأربعة فصول دراسية ومكتب للصيانة ومكتب لإدارة الجامع وغرفة للحراسة، كما يضم الجامع ثلاث قاعات دراسية، ومنارتين كبيرتين.

ويعد جامع السلطان قابوس بولاية بخاء أحد معالم النهضة المباركة التي أضيفت إلى سلسلة الإنجازات التنموية التي تشهدها الولاية خلال العهد الزاهر، ويتميز الجامع بنقوشه الجميلة التي تجمع بين فن الحضارة الإسلامية القديمة والفن المعماري الحديث والتي أصبح معلما يزيد الولاية جمالا وازدهارا.

مشاريع وتطوير

تحظى ولاية بخاء كغيرها من ولايات السلطنة بالعديد من الخدمات والمشاريع التنموية في مختلف المجالات حيث تسعى الحكومة جاهدة في تطوير واستكمال وإنشاء العديد من المشاريع الخدمية التي تهم المواطن، بما يتوافق مع متطلبات الحياة وبما يسهم في دفع عجلة التنمية، فإلى جانب المشاريع التنموية التي تشهد تطويرا كميا ونوعيا عاما بعد عام هناك عدد من المشاريع الأخرى النوعية التي تشهدها الولاية.

مع تزايد أعداد السكان وزيادة الأنشطة المختلفة في الولاية باتت الحاجة إلى زيادة الموارد المائية ملحة، وعليه فقد تم إنشاء محطة تحلية مياه الشرب بالولاية بسعة 2000 متر مكعب يوميا، حيث قامت المحطة بتوزيع المياه وإنشاء خزانات تجميعية وتوزيعية، بالإضافة إلى تقوية الضخ.

وتسعى الهيئة لتوفير المياه الصالحة للشرب إلى جميع القرى التابعة للولاية، حيث تعمل المحطة على تحلية المياه القادمة من البحر ليتم نقلها لخزانات الولاية ومن ثم توزيعها لكافة التجمعات السكنية والعمرانية في ولاية بخاء.

من أهم المشاريع بالولاية مشروع محطة مسندم للطاقة الكهربائية، الذي يعد أحد المشاريع التنموية الشاملة لمحافظة مسندم وهو يخدم مختلف المجالات وله دور حيوي في دعم الصناعات الخفيفة والمتوسطة، التي تعمل المحافظة على تنشيطها وتطويرها لاسيما مع تنامي الطلب على الطاقة وتزايد أهميتها، مع ما تشهده المحافظة من المشاريع القادمة.

يعتبر الطريق الساحلي بخاء - خصب من الطرق الحيوية والمهمة باعتباره المعبر البري الوحيد الذي يربط ولاية بخاء بجسم السلطنة، مرورا بدولة الإمارات، ونظرا لما يشهده الطريق من انهيارات صخرية وتساقط للكتل الصخرية أدى بعضها إلى حوادث مرورية والى انقطاع الطريق، مما أدى إلى توقف حركة المرور عبره، فإن هذا الطريق شهد توسعة كبيرة وتطوير قائم على إزاحته بعيدا عن المناطق الجبلية خاصة مناطق الانهيارات الصخرية باتجاه البحر وذلك حفاظا على الأرواح وضمانا لانسيابية الحركة المرورية.

تطوير السياحة

يجري الاهتمام بنشاط السياحة من خلال المشاريع الرامية إلى استثمار المقومات الطبيعية فيها، ومنها الحدائق والمتنزهات التي تعد واجهة حضارية. وضمن المشاريع السياحية في الولاية مشروع تطوير حديقة حل، حيث إن منطقة حل تعتبر من المناطق الساحلية التي تطل على البحر مباشرة ويفد إليها السياح بشكل كبير ومستمر طيلة أيام السنة، نظرا لموقعها الجميل بين الجبل والشواطئ الرملية الممتدة، حيث يفضل السياح المحليون ومن الدول المجاورة هذه المنطقة نظرا للطبيعة الخلابة والهدوء فيها، مما أسهم في ازدهار سياحة التخييم والرحلات العائلية. ويقوم المشروع على تزويد الحديقة بالخدمات الأساسية والضرورية لها من ممرات واستراحات وعناصر جمالية مختلفة وألعاب متنوعة ومرافق خدمية.