1230671
1230671
عمان اليوم

رمضان وارتباطه بالحراك الاجتماعي .. عادات سنوية أم رغبة صادقة باستثمار الشهر الفضيل

01 يونيو 2019
01 يونيو 2019

شهر عبادة وتطوع وبرامج ثقافية ودينية منوعة -

المصنعة - خولة الصالحية -

شناص ـ أحمد الفارسي -

يعد شهر رمضان المبارك - الذي سوف يرحل عنا بعد أيام- من أشهر العبادة و التطوع والأعمال الخيرية والبرامج الثقافية والدينية بأنواعها، حيث يسعى الجميع خلال هذا الشهر الفضيل دائما لفعل الخيرات وتقديم المساعدات المختلفة والعمل على مشاريع خيرية منها مشاريع إفطار صائم الذي لا تكاد تتجاوز الكيلومتر الواحد إلا وتشاهد لوحة كتب عليها إفطار صائم، إضافة إلى الخيام التي نشاهدها على جنبات الطريق والتي من خلالها يجتمع الجميع على مائدة إفطار جماعي تؤدي إلى توطيد العلاقات الإنسانية والترابط الأخوي بين العمانيين وتعد ميزة من الواجب شكر وحمد الله عليها وهي متوارثة عبر الأجيال.

شهر رمضان من أفضل الشهور على الإطلاق، فإن الصدقات في رمضان تكثر تأسيا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ويتعاظم الأجر والثواب كما تكثر المبادرات الإنسانية، ويشهد هذا الشهر الفضيل حراكا اجتماعيا وثقافيا، حيث لا تكاد تخلو ولاية من ولايات السلطنة من وجود برنامج رمضاني حافل تتنافس الفرق في فعالياته، فنجد الدوري الرياضي في كل قرية، وزخما في تنظيم الفعاليات والأنشطة الثقافية والشبابية والمسابقات الدينية.

فما سبب ارتباط رمضان المبارك بارتفاع وتيرة هذه الأنشطة وزيادة الفعاليات؟

يقول محمد النصري :« ارتبط شهر رمضان بالحراك الثقافي والاجتماعي وهناك ارتباط وثيق بينهما، فنلاحظ تزايد الأنشطة الثقافية والاجتماعية المتضمنة عددا من المحاضرات الدينية والثقافية  كالمحاضرات والندوات التي تحث المسلمين على استغلال الشهر الفضيل بالشكل الأمثل والعادات الصحية التي يجب على الصائم إتباعها وغيرها، وكذلك الحلقات التدريبية التي تقام بشكل مستمر تعزز القيم الإنسانية والإسلامية على صعيد واحد، إضافة إلى نشاط التجمعات الخاصة بالأهل والأقارب والأصدقاء والتي تزيد من ترابط أفراد المجتمع».

ويؤكد أنه من الأشخاص الذين ينشطون في شهر رمضان على صعيد الأنشطة الرياضية والخيرية ويقول:« نعم أنا من محبي استغلال الشهر المبارك فيما يعود علي وعلى مجتمعي بالفائدة والخير، أمارس الرياضة من حين لآخر، واغتنم أوقات فراغي في الأعمال التطوعية، كالتصوير وغيرها من الأعمال الميدانية التي تصب في مصلحة المجتمع، حيث يأتي شهر رمضان ليذكرنا بمعاناة بعض الفئات من المجتمع والحث على مساعدة الأسر المعسرة والمتعففة والأيتام، وأنه واجب علينا من الناحية الإنسانية والدينية والمسؤولية الاجتماعية مساعدتهم والعمل على قضاء حوائجهم لننال رضا الله ثم إرضاء أنفسنا».

ويقول سعيد المجيني :« قد تكون الأسباب في انتشار الفعاليات والمحاضرات في شهر رمضان مختلفة مثلا المحاضرات الدينية في المساجد لأن هذا الشهر مختلف بسبب روحانيته والناس تتقبل الاستماع لها بصدر رحب ولا تتردد في الالتزام بحضورها كاملة، كذلك بعض الفعاليات في الفترة المسائية؛ لأنه تكثر التجمعات بين الأهل والأصدقاء وخصوصا فعاليات الفرق الرياضية التي فيها تنافس أو فعاليات الفرق الأهلية أو الخيرية التي من خلالها يمكن جذب الناس إليها بسبب خصوصية هذا الشهر».

وتقول ماهرة البلوشية:« الرغبة الحقيقية والصادقة هي الدافع الذي أتصوره سبباً في ارتباط الحراك الثقافي والاجتماعي في رمضان، فلا يكاد يعلن عن دخول الشهر الفضيل إلا وتجدنا مخططين لاستثمار هذا الشهر بأحسن الصور، والحراك بكافة أشكاله جزء من خطة الاستثمار هذه، فيدنو الفرد من المثالية إن صح التعبير، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على رغبتنا في التغيير للأفضل طبعاً وشهر رمضان المبارك فرصة سانحة لنا لإطلاق مبادرات وعادات جديدة أفضل واستبدالها بعادات أخرى تعودنا عليها قد تكون غير صحية».

ويؤكد مشعل الصالحي على سعي الفرق التطوعية إلى استغلال الشهر الفضيل بتوجيه طاقات الشباب نحو الأفضل من خلال تنظيم عدد من الأمسيات الرمضانية والفعاليات التي تخدم المجتمع بالضرورة ويقول: « الناس في رمضان يتسابقون إلى نيل الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، فيعمدون إلى تنظيم فعاليات مختلفة تخدم فئات المجتمع وتجد الشباب متحمسا للتطوع خلال هذه الفترة قاضياً لحوائج الناس ومقدماً خدماته لمن يطلبها».

وتقول شيماء الخروصية:« إن الحراك الثقافي والاجتماعي وارتباطه برمضان أمر محمود ويثلج الصدر صراحة، فهو يدل على أصل الفطرة الإنسانية السليمة التي تدفع بنا نحو تقديم كل ما هو جيد للآخرين وهذا بالضرورة يؤثر إيجاباً على نفوسنا، والسبب في هذا الارتباط من وجهة نظري إيماننا بتضاعف الأجر في هذا الشهر وحرصنا على إيجاد عادات جديدة، فنحن عادةً ما نضع خطة للتغيير مع بداية هذا الشهر».

كثير من الأفراد يتغيرون إلى الأفضل في رمضان، فيدخلونه بعزم وإرادة لتحقيق أهداف تتباين بتباين شخصياتهم، ولكن يبقى الأهم في الاستمرار؛ فشهر رمضان يعيننا بروحانياته على إيجاد عادات جديدة خيّرة يجب أن نسعى جاهدين للاستمرار عليها والتطبع بها كسعينا إلى إيجادها.

ويؤكد سيف بن صالح المزروعي بأن خلال هذا الشهر المبارك تتضاعف الأجور وتشتد الهمم لعمل الخيرات والتسابق على الأعمال التطوعية المختلفة ومشاركة الأسرة والأصدقاء في الموائد الرمضانية، وكذلك تبادل الزيارات لتسود المحبة والوئام بين الجميع ومن خلالها تجد الجميع يتشارك لعمل الخير وخاصة توزيع الإفطار أو المساعدة في الإعداد والتوزيع ودعوة الناس لتناول الإفطار معا وكذلك البرامج الدينية والثقافية والمسابقات المنوعة التي تقام في المساجد والجوامع والتي يعمل عليها متطوعون ومن خلالها يبرز دور المسجد ثقافيا واجتماعيا.

ويضيف سليمان بن راشد البلوشي قائلا:« نودّع هذا الشهر بجمالياته وروحانياته في العبادات والأعمال التطوعية الخيرية المختلفة من خلال صلاة التراويح والقيام ومختلف البرامج الدينية والثقافية المنوعة التي تحييها المساجد في هذا الشهر كغيره من الشهور علاوة على أن شهر رمضان هو مدرسة للإنسان تعلمه الصبر وتذكره بصلة الأرحام، فهو شهر فيه تتنزل الرحمات وفيه ليلة خير من ألف شهر فيجتهد الإنسان في تحصيل أجرها بما يقدمه من عبادات تجعله يفلح في الدارين، كما يشيع في هذا الشهر الفضيل الزيارات الأخوية والعائلية التي تضفي جوا من البهجة والوئام وتنصب كذلك الخيام الرمضانية في كل صوب وحدب بغية نيل الأجر والثواب .