صحافة

الأيام : تناقضات وشكوك، لا تنتهي إلاّ بانتهاء الانقسام

31 مايو 2019
31 مايو 2019

في زاوية آراء كتب طلال عوكل مقالا بعنوان: تناقضات وشكوك، لا تنتهي إلاّ بانتهاء الانقسام، جاء فيه:

يبدو اليوم أن الفلسطينيين في حالة توافق تام، على رفض «صفقة القرن»، وفصلها الجديد الذي يجري التحضير له. الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كان أكثر من واضح وأكثر من حازم في التعبير عن رفض الفلسطينيين لكل ما يجري ترتيبه، لإكمال مخطط مصادرة الحقوق السياسية، وفرض حلول اقتصادية معيشية، في جوهرها محاولة واضحة، لإنهاء حق عودة اللاجئين، وتوطينهم في الدول التي يقيمون فيها.

الولايات المتحدة تحاول توظيف الأموال، ومع الأسف الجزء الأكبر منها أموال عربية، من أجل شراء موافقة الدول التي تستضيف مئات آلاف، أو ملايين اللاجئين الفلسطينيين منذ أن طردوا من أرضهم عام 1948.

حتى الآن لم تظهر مؤشرات واضحة وجدية على إمكانية حضور بعض الشخصيات أو المتمولين الفلسطينيين، إلى مزاد بيع القضية الفلسطينية، غير أن هذا الغموض يستدعي من القيادة والفصائل الفلسطينية اتخاذ إجراءات عملية لمنع وصول أي فلسطيني إلى ذلك المؤتمر. وإذا كانت ثمة شكوك تتصل بهذا الأمر فإن القيادة الفلسطينية والفصائل، ينبغي أن تتخذ مواقف وإجراءات صارمة ورادعة بحق هؤلاء. من يحضر المؤتمر من الفلسطينيين، حتى لو كان في أقاصي الأرض ينبغي أن يتعرض للعزل بتهمة الخيانة العظمى، وان تتم محاسبته على هذا الأساس. عربياً، يبدو حتى اللحظة، أن عدداً محدوداً من الدول، ستحضر المؤتمر، وقد أعلنت تلك الدول عن استجابتها للمشاركة تحت غطاء دعم لفظي للقضية الفلسطينية. ألا يخدش هذا السلوك المتناقض الادعاء بأن الفلسطينيين أو بعضهم، يرفضون مقايضة الحقوق السياسية بالمال؟ لا يزال ثمة وقت كاف حتى انعقاد ما يسمى بورشة المنامة قبل أن يجري الحكم على طبيعة الحضور الفلسطيني والعربي وعلى إمكانية نجاح أو فشل تلك الورشة. واضح أن الحلف الأمريكي الإسرائيلي، غير متردد ولا يمكن التراجع عن بذل كل الجهد الممكن لتأمين أوسع حضور عربي. عراب الصفقة، بدأ عملياً بزيارات لبعض الدول العربية منها، المغرب والأردن، وربما تتسع الجولة لتشمل دولاً أخرى، من أجل الضغط عليها لحضور تلك الورشة. مقابل ذلك ما هو مستوى الضغط الذي يمارسه الفلسطينيون من أجل اتخاذ موقف برفض المشاركة؟

إن قطع الشك باليقين من قبل الفلسطينيين الذين كلهم يرفضون «صفقة القرن»، هو أن يقرروا التخلص من هذا الانقسام، الذي يضعف قوتهم، ويوفر الذرائع لكل من أراد التخلص من عبء القضية الفلسطينية.