المنوعات

محمد سمارة.. تشكيليٌّ تشغله هواجس الهوية والإنسان

29 مايو 2019
29 مايو 2019

الجزائر «العمانية»: يبدو التشكيليّ الجزائريّ محمد سمارة وفيّاً لأسلوبه الفنّي، وللمواضيع الأثيرة لديه، والتي تُشكّل الهويّة واحدة من ركائزها الأساسية. فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على معرضه «الهوية»، ها هو يعود ليلتقي جمهوره في قاعة محمد راسم، في معرض بعنوان «تأمُّلات» مشتبكاً مع الهمّ الفكري والفلسفي الذي يشغله، ومشاركاً جمهوره لذة التفكير والبحث من أجل تفكيك ألغاز بعض المشكلات العصيّة على الفهم في الحياة الإنسانيّة.

ومن الأعمال التي قد تصدمُ زوّار المعرض للوهلة الأولى، لوحة شكّلها الفنّان لتكون تعبيراً صادقاً عما يُعانيه الفنانون من تهميش اجتماعي؛ فهي تُجسّد التمزُّق الداخليّ الذي يعيشه هؤلاء وسط بيئة ناكرة للجميل، حيث يظهر قماشُ اللّوحة ممزّقاً من الداخل، وعليه آثار الحرق، وكأنّ أحدهم أشعل فيه عود كبريت، وذلك كنايةً عن حريق الذات الذي يشعر به الفنان ويتعايش معه بكلّ مرارة.

ولم تخرج بقية اللّوحات المعروضة عن الأسلوب الذي عُرف به سمارة، والذي يشتغل كثيراً باستعمال الرموز الأمازيغية التي نجدها في المنسوجات والحليّ الأمازيغية، وحروف أبجدية «التيفيناغ». كما نقرأ في لوحاته جُملاً كُتبت بالحروف العربية، تمثل إحداها حديثاً للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يقول فيه «الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة». ولا تخلو أعمال هذا التشكيليّ من الأشكال الهندسية المعروفة كالمثلثات، والمربعات، والمستطيلات، وحتى الدوائر، حيث تتداخل في لوحاته لتكوّن نوعاً من كيمياء الأشكال، التي يُعبّر من خلالها عن الحياة وسيرورتها؛ وهي سيرورةٌ لا تستقرُّ على حال، وميزتها الأساسية التبدُّل المستمرّ والتشكُّل في صور مختلفة.